فرنسا - كاريكاتور
من هو فنان الكاريكاتور الفرنسي الراحل "سيني"؟
توفي الكاتب الساخر ورسام الكاريكاتور الفرنسي الشهير موريس سيني المعروف اختصارا باسم "سيني" عن سن تناهز 87 عاما في باريس إثر عملية جراحية باءت بالفشل.
نشرت في:
إعلان
اشتهر الراحل بكتاباته ورسومه الساخرة المثيرة للجدل وأيضا بتعرضه للعديد من المحاكمات بتهمة "معاداة السامية" ونشر سيني في مسيرته الطويلة عشرات الكتب والقصص المصورة الساخرة وأصدر عدة مجلات. وُلد سيني في باريس عام 1920 .
تعلم الرسم وفن التصميم وفي الأربعينيات من القرن الماضي. امتهن الغناء . نشر أولى رسومه في صحيفة "فرانس ديمونش" عام 1952 ونال "الجائزة الكبرى للسخرية السوداء" عام 1956 عن كتابه المصوّر "شكاوى بدون كلمات".
التحق بأسبوعية "ليكسبريس" كرسام سياسي وكاتب عمود ساخر. وبدأ يرسخ مكانته كواحد من ألمع الكتاب الساخرين ورسامي الكاريكاتور، واشتهر بمناهضته الشديدة للاستعمار الفرنسي خلال حرب الجزائر.
قال في أحد حواراته متحدثا عن رؤيته للعمل السياسي وصداقاته مع كبار الزعماء الثوريين: "لستُ مناضلا ولست ناشطا سياسيا ملتزما بالمعنى الضيق للكلمة. أنا ضد الظلم وضد الفساد وضد سلطة المال وضد الشر وضد كل من يمت بصلة إلى الطغيان. ..في شبابي كنت مناصرا للثورة الجزائرية وبشكل أدق كنت مناهضا للاستعمار الفرنسي وجرائمه ضد الشعب الجزائري. وكانت لدي علاقات مع كبار الزعماء الثوريين في العالم خاصة وأن باريس كانت محطة أساسية لهؤلاء. مثلا، كنت صديقا لعدد من قيادات الثورة الجزائرية ومنهم الزعيم أحمد بن بلة الذي عرفته نهاية الأربعينيات من القرن الماضي وبقيت على اتصال به حتى وفاته. وبفضله ومساعدته التقيت في هافانا بالزعيم الكوبي فيديل كاسترو. وكنت أعرف أن لا حظ لي في لقاء كاسترو وطلبت من بن بلة أن يكتب لي رسالة إلى كاسترو لكي يستقبلني وذلك ما سهل على لقاءه لأنه كان من الصعب جدا الاقتراب من العدو رقم واحد للامبريالية الأمريكية آنذاك. كنت مبهورا بكاسترو الذي استطاع الإطاحة بالدكتاتور باتيستا. لكني لم أكن أعرف أن كاسترو سيصير هو الآخر ديكتاتورا فيما بعد، وسيحرم شعبه من الحرية التي جاء باسمها إلى السلطة".
ويضيف الرسام الفرنسي الراحل سيني قائلا :"التقيت أيضا في باريس بالزعيم الأمريكي المدافع عن حقوق السود مالكوم إيكس واستقبلته في بيتي بباريس. كان مبهورا بمقتنياتي من أشرطة موسيقى الجاز وشربنا كؤوسا كثيرة في بيتي وصرنا أصدقاء وحزنت كثيرا لاغتياله ...في الواقع أنا لا أميل كثيرا إلى شريحة المناضلين الذين يتخندقون خلف إيديولوجية ما ويتحولون إلى أشخاص كئيبين ومتزمتين. أنا لدي خلافات مع الجميع من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. أنا على خلاف مع الشيوعيين والماويين والتروتسكيين. وأيضا لا أطيق اليمين المتطرف واليمين المعتدل. وأكره الليبرالية والرأسمالية والشيوعية ولا أتفق مع الأديان جميعها... أنا في الحقيقة لا أعرف كيف أصنف نفسي" ....
ويخلص سيني متحدثا عن بعض معالم مساره الفني وأفكاره فيقول: "ما أعرفه هو أنني كنت دائما مسكونا بحلم الثورة الكبيرة والعارمة التي تقلب النظام وتعطي الشعب الحرية وكامل الحقوق. كنت أحلم بهذا وما زلت حتى الآن رغم أنني طاعن في السن الآن. لا أعتقد أنني سأرى هذه الثورة في حياتي ولكنني أحب أن أحلم بها إلى الرمق الأخير."
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك