حرب اليمن

اليمن: التصعيد العسكري إلى ذروته والمحادثات إلى أفق مسدود

أ ف ب / أرشيف

احتدمت المعارك عنيفة اليوم السبت بين القوات الحكومية، وحلفائها من جهة، والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة اخرى، في وقت حذر فيه المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد الاطراف اليمنية المتحاورة في الكويت، من وضع اقتصادي وانساني "لا يحتمل".

إعلان

وباستثناء تأكيد المتحاورين الذين عقدوا امس الجمعة جلسة عامة مشتركة، التزاماتهم المبدئية على الصعيد الإنساني المتعلقة بالافراج عن نصف عدد الأسرى والمعتقلين، استمرت حالة الانسداد التام في ملفات الانسحاب من المدن وتسليم السلاح، والاجراءات الانتقالية السياسية المؤقتة.

 

ومع استمرار حالة الجمود في المحادثات التي تراوح مكانها منذ نحو ثلاثة اسابيع، عاد التوتر العسكري اكثر تصعيدا منذ نهار امس الجمعة، باشتعال المعارك على الارض، واستئناف الغارات الجوية لطيران التحالف، والهجمات الصاروخية البالستية للحوثيين عبر الحدود مع السعودية، في تصعيد ميداني كبير، يهدد بمزيد من العقبات امام محادثات الكويت.

 

مصادر محلية في محافظة عمران، قالت ان الحوثيين اطلقوا صاروخا بالستيا جديدا، نحو الاراضي السعودية، في هجوم هو الثاني من نوعه خلال اقل من اسبوع، فيما شنت مقاتلات التحالف حوالى 20 غارة على موقع المهلهل العسكري في مديرية خمر وسط المحافظة الممتدة من ضواحي العاصمة صنعاء الى تخوم معقل الحوثيين الرئيس في محافظة صعدة شمالي البلاد.

وكانت قوات التحالف اعلنت الاثنين، اعتراض صاروخ بالستي أطلقه الحوثيون وقوات الرئيس السابق، نحو الآراضي السعودية، في اول تصعيد عسكري عبر الحدود، منذ توقيع اتفاق للتهدئة العسكرية في الجبهة الحدودية مطلع مارس الماضي.
واليوم السبت، ضربت غارات جوية معسكر العرقوب التابع للحرس الجمهوري في مديرية خولان، ومواقع للحوثيين في مديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء.

كما استهدف الطيران الحربي تعزيزات لجماعة الحوثيين في منطقة الساقية جنوبي مديرية الغيل غربي محافظة الجوف، في حين رصدت الجماعة تحليقا مكثفا في اجواء محافظات تعز وعمران والجوف ومأرب وحجة وصعدة.

في الاثناء قالت مصادر محلية لمونت كارلو الدولية ان قوات التحالف دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة عبر الحدود السعودية الى محافظتي مارب وحجة شرقي وشمالي اليمن، على وقع معارك طاحنة وتبادل للقصف المدفعي والصاروخي في محافظات ريف العاصمة، وتعز، والجوف، ومأرب، وشبوة.

وقالت مصادر موالية للحكومة ان شخصين قتلا على الاقل واصيب 14 اخرين بينهم مدنيون بهجمات وقصف للحوثيين على احياء سكنية في مدينة تعز ، واشتباكات عنيفة في محيط السجن المركزي ومعسكر اللواء 35 عند الضواحي الجنوبية الغربية للمدينة.

وفي المقابل اعلن الحوثيون عن قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية في محاولة تقدم نحو مديرية الوازعية جنوبي غرب محافظة تعز، بينما اتهمت مصادر اعلامية موالية للحكومية، الحوثيين بارسال تعزيزات عسكرية ضخمة الى مواقعهم في محيط مدينة كرش عند الحدود الشطرية بين محافظتي تعز ولحج، تزامنا مع تقدم مقاتلي الجماعة باتجاه المطلة المطلة على قاعدة العند الجوية كبرى قواعد الجيش الحكومي في الجنوب، التي يقول اعلام الحوثيين انها استقبلت الاسبوع الماضي دفعة من القوات الامريكية الخاصة.

وفي السياق، استأنفت القوات البرية السعودية قصفها المدفعي العنيف على مناطق حدودية في محافظة صعدة المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين، بعد توقف استمر نحو شهر، في اعقاب اعلان اتفاق وقف اطلاق النار في 10 ابريل /نيسان الماضي.
ويخشى مراقبون ان يعصف هذا التصعيد العسكري بفرص التهدئة المنتظرة من محادثات الكويت.

وكان المتحاورون اليمنيون في الكويت عقدوا امس الجمعة، جلسة مشاورات عامة، لتقييم نتائج محادثات السلام، التي دخلت أسبوعها الرابع دون تحقيق تقدم باتجاه إنهاء الحرب، خاصة في الملفين السياسي والعسكري.

التقرير الاممي، تحدث عن نتائج ايجابية في لجنة الأسرى والمعتقلين، في إشارة الى التوافق المبدئي للافراج عن 50 بالمائة من الأسرى والمعتقلين، والمخفيين قسرا، قبل حلول شهر رمضان، لكن الجلسة العامة لم تحسم موافقة نهائية على اي من مقترحات اللجان الفرعية الثلاث.

*الاتحاد الدولي للصحفيين يدعو الى اطلاق سراح 10 صحفيين يمنين معتقلين لدى جماعة الحوثيين فورا، ويطالب الأطراف المتحاربة في اليمن، التوقف عن استخدام الصحفيين" كسلاح في صراعاتهم القاتلة".
وكان 10 صحفيين يمنيين تعتقلهم الجماعة منذ نحو عام، بدأوا في التاسع من الشهر الجاري، اضرابا عاما عن الطعام احتجاجا على سوء اوضاعهم.

كما دان الاتحاد الدولي للصحفيين اقتحام السلطات الامنية في عدن مقر صحيفة اخبار اليوم، ونهب محتوياته، في المدينة الجنوبية التي تقع تحت سيطرة حكومة الرئيس اليمني عبدربه هادي، جنوب غرب اليمن.
وقال رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين جيم بوملحة: "لا توجد كلمة لوصف مستوى الترهيب والهجمات الوحشية التي يعيش في ظلها زملائنا في اليمن".

اضاف " يجب اطلاق سراح زملائنا المسجونين فوراً"ودعا الاطراف المتحاربة الى السماح للصحفيين بحرية العمل وإخبار الشعب اليمني عما يدور حولهم من أحداث.

ابين :

* عناصر القاعدة يعيدون انتشارهم في مدينتي زنجبار وجعار بمحافظة ابين اثر عجز السلطات عن سد الفراغ الأمني بعد نحو أسبوع من انسحاب عناصر التنظيم من المدينتين الجنوبيتين بموجب وساطة قبلية.
وشهد نفوذ الجماعات المتطرفة تصاعدا بشكل لافت في المحافظات الجنوبية والشرقية، بهدف الحصول على موطئ قدم، بعد ان وضعت الحرب أوزارها هناك ضد الحوثيين والرئيس السابق.
 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية