اليمن: تصعيد عسكري كبير غداة استماع مجلس الأمن لمشروع اتفاق يتضمن تشكيل حكومة وبقاء هادي رئيسا
نشرت في:
استمرت المعارك عنيفة وتبادل القصف المدفعي والصاروخي على أشده بين قوات التحالف من جهة والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة ثانية عند الحدود اليمنية السعودية، غداة فشل مجلس الامن الدولي في اصدار بيان صحفي يدعو حلفاء صنعاء للتعاون مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ووقف الاعمال القتالية بين الاطراف اليمنية المتحاربة.
وافادت مصادر محلية لمونت كارلو الدولية، بتجدد المعارك في منطقة حرض شمالي محافظة حجة الحدودية مع السعودية، اثر هجوم شنه حلفاء الحكومة باتجاه الجمرك القديم بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف على مواقع الجماعة وحلفائها في المنطقة، وتحليق كثيف لطيران التحالف على امتداد الشريط الحدودي.
وشن المقاتلون الحوثيون وحلفاؤهم العسكريون من قوات الحرس الجمهوري السابق، هجمات مسلحة نحو محافظة صامطة بمنطقة جازان جنوبي السعودية على ما افادت مصادر اعلامية في جماعة الحوثيبن.
وتحدثت مصادر ميدانية عن استمرار المعارك العنيفة والتبادل للقصف الصاروخي والمدفعي العنيف في هذه الجبهة، بينما شنت مروحيات اباتشي سلسلة غارات جوية مكثفة، ما اسفر عن مقتل واصابة العشرات من المقاتلين الحوثيين وحلفائهم، الذين يستميتون من اجل تحقيق اختراق عسكري حاسم نحو الاراضي السعودية.
وقال قائد عسكري سعودي رفيع ان قواته تصدت لمحاولات عدة من الحوثيين وقوات الرئيس السابق لاختراق الحدود منذ السبت الماضي.
ونقلت قناة الاخبارية السعودية عن المصدر العسكرب في قطاع ظهران الجنوب، العقيد أحمد مخرب، قوله ان مجاميع معادية مكونة من 20 الى 30 مسلحا تقوم باستهداف بوابات المراقبة بالقناصة ومدافع الهاون، لكنه اكد تصدي قواته لتلك المجاميع و تكبيدها خسائر فادحة في الأرواح، "وجدت في مسرح عمليات الاشتباكات سواء في مركز علب أو في مركز الربوعة".
في الاثناء قال الحوثيون ان طيران التحالف شن ثلاث غارات على مواقع عسكرية سعودية يسيطر عليها مقاتلو الجماعة في منطقة الطلعة بقطاع نجران، اثر تكبد القوات السعودية خسائر كبيرة خلال الايام الماضية.
وذكرت وكالة الانباء الخاضعة للحوثيين ان قوتهم الصاروخية شنت قصفا عنيفا على مواقع عسكرية في نجران وجازان
كما استمر الكر والفر بين المتحاربين في جبهات القتال الداخلية خاصة عند المدخل الشرقي للعاصمة ومحافظات تعز والجوف ومارب ولحج والبيضاء، وسط تحشيد عسكري.
وتحدثت مصادر حكومية عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين بتجدد المواجهات مع حلفاء الحكومة في منطقة "حمة صرار" بمديرية ولد ربيع وسط محافظة البيضاء.
الى ذلك اعلنت مصادر عسكرية موالية للحكومة عن مقتل 3 مسلحين حوثيين و إصابة 5 اخرين بمواجهات متفرقة امس الاربعاء في تعز جنوبي غرب البلاد.
المصادر ذاتها تحدثت عن مقتل 3 مدنيين واصابة 16 اخرين بقصف للحوثيين على احياء سكنية خاضعة لحلفاء الحكومة.
من جهة اخرى اعلن الحوثيون عن نجاحهم في الافراج عن ثمانية من مقاتليهم الاسرى، عبر عمليات تفاوض مباشرة مع مجموعات مسلحة في عدد من المحافظات اليمنية.
*سياسيا اخفق مجلس الامن الدولي في اصدار بيان يدعو فيه الحوثيين والرئيس السابق للتعاون مع الوسيط الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد في التوقيع على خطة سلام تبدأ بالانسحاب من العاصمة صنعاء ومحافظتي تعز والحديدة في غضون 45 يوما.
وأفادت مصادر دبلوماسية، ان روسيا عرقلت صدور البيان، بعد أن رفضت تضمينه دعوة الحوثي وصالح فحسب، للتعاون مع المبعوث الاممي، وطالبت " بان تشمل دعوة المجلس جميع الأطراف".
وكان مجلس الامن الدولي عقد امس الاربعاء جلسة مغلقة حول الوضع في اليمن، استمع خلالها الى احاطة من الوسيط الدولي اسماعل ولد الشيخ احمد حول مسار مشاورات السلام في الكويت ومواقف الاطراف من تصوره لانهاء الصراع الدامي في البلاد.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن طالب عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من الكويت أعضاء مجلس الأمن الدولي بالتحرك، وإظهار الدعم اللازم لمسودة اتفاق أممية وافقت عليها الحكومه ورفضها الحوثيون وحلفاؤهم، لحل الازمة اليمنية .
واشارت الى أن خلافا بريطانيا روسيا حال دون طرح مشروع بيان على المجلس للتصويت يطالب فيه الحوثيين بالتعاون مع ولد الشيخ.
وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي شوركين للصحفيين، إن المجلس كان مستعدا تقريبا لإصدار بيان مشترك لدعم العملية السياسية، قبل ان تقدم "مطالب غير مقبولة"
ووصف شوركين الصراع في اليمن بأنه «حرب منسية» بعد أن طغت عليه الصراعات الأخرى في المنطقة، قائلا ان الصراع في اليمن يتسبب بمعاناة لا تضاهى وتكاليف انسانية هائلة.
وانتقد شوركين، مسودة اتفاق السلام التي عرضها ولد الشيخ احمد على الاطراف اليمنية وقال ان "الاتفاق المقترح يتعامل فقط مع القضايا العسكرية، وأن اتفاقا سياسيا كان مفقودا".
وكشفت نسخة معدلة لمشروع اتفاق شامل قدمته الامم المتحدة لحل الازمة اليمنية، مسارا طويلا على طريق انهاء الاحتراب الدامي واحياء العملية السياسية المتوقفة هناك منذ سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في ايلول/ سبتمبر 2014.
وتتضمن وثيقة اممية مسربة لحل الازمة اليمنية حصلت مونت كارلو الدولية على نسخة منها، ترتيبات امنية للانسحاب من المدن واستعادة مؤسسات الدولة، مرورا بتشكيل حكومة وحدة وطنية، والشروع في عملية إصلاح دستوري بمشاركة كافة القوى اليمنية.
ولم يتطرق مشروع الاتفاق إلى مصير الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مايعني بقاء الرجل رئيسا للبلاد خلال الفترة الانتقالية، وهو تحفظ رئيس لجماعة الحوثيين وحلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي الذين يرفضون الاعتراف بشرعية السطلة القائمة المدعومة من المجتمع الدولي.
واعترافا بدور الدولة المستضيفة للمشاورات، حمل المشروع اسم "اتفاق الكويت" على ان يقرر الاطراف بعد ذلك مكانا اخر للمفاوضات السياسية، التي يدفع الوسطاء الدوليون نحو انتقالها الى السعودية.
وتنص ديباجة الاتفاق، على "الضرورة الملحة لانهاء العنف، وتلبية تطلعات الشعب في الجنوب" وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل، في خطوة قد تثير غضب الشارع الجنوبي، وتدفع باتجاه تصعيد الحركة الاحتجاجية المطالبة بالانفصال عن الشمال.
ويبدأ مشروع الاتفاق بتشكيل لجان عسكرية محايدة للاشراف على ترتيبات امنية انتقالية وانسحاب المليشيات من العاصمة ومحافظتي تعز والحديدة في غضون 45 يوما كمرحلة تمهيدية يعقبها اتفاق سياسي كامل وشامل لتقاسم الحكم والتهيئة لانتخابات.
كما تضمن الاتفاق سلسلة من الترتيبات لانهاء النزاع المسلح، واطلاق سراح الاسرى والمعتقلين ، وتسهيل دخول المساعدات الانسانية وانقاذ الاقتصاد واعادة الاعمار، وتحسين معيشة السكان.
كما اشار الاتفاق الى مجموعة ملحقات تمثل مع الاتفاق نصا واحدا منسجما وغير قابل للتجزئة .
وبموجب الاتفاق تلتزم الاطراف المتحاربة على العمل من اجل الوصول الى حل سياسي يضع حدا نهائيا دائما وشاملا للحرب في اليمن بما يكفل الوقف الكامل ،والشامل والدائم لكافة اشكال العمليات العسكرية.
ولاستعادة وتسليم مؤسسات الدولة، يلزم الانفاق جماعة الحوثيين والرئيس السابق، بحل المجلس السياسي، واللجان الثورية والشعبية ومغادرتها كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية خلال المرحلة الانتقالية.
وكانت جماعة الحوثيين وحلفائها في حزب المؤتمر الشعبي، رفضوا مشروع الاتفاق، وتمسكوا بتشكيل سلطة تشاركية اولا، والغاء العقوبات الدولية المفروضة على الرئيس السابق ونجله وزعماء الحوثيين.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك