فرنسا
استقالة ماكرون خيانة لهولاند أو مسيرة مستقلة نحو رئاسة فرنسا؟
نشرت في: آخر تحديث:
قدم وزير الاقتصاد إيمانويل ماكرون استقالته من الحكومة الفرنسية معلنا انه يريد أن يبني مشروعا يخدم المصلحة العامة فقط.
إعلان
استقالة ماكرون جاءت في وقت حرج جدا بالنسبة لرئيس الجمهورية فرنسوا هولاند الذي يعاني من تدني شعبيته التي وصلت إلى أدني مستوى لها في عهد الجمهورية الخامسة التي أسسها شارك ديغول في العام 1958. وشكلت هذه الاستقالة صفقة سياسية للرئيس الفرنسي الذي يأمل في ترتيب البيت الداخلي من اجل التحضير للإعلان عن عزمه على الترشح لولاية رئاسية ثانية.
وتلقى هولاند هذه الاستقالة كصفعة قاسية في زمن تنهال عليه الضربات انتقادا لحصيلة السنوات الأربع من عهده وفشل سياسته الاقتصادية التي لم تنجح في إعادة إطلاق عجلة الاقتصاد ولا خفض نسبة البطالة.
فضل ماكرون الابتعاد لأنه ربما فهم أن حظوظ هولاند في ولاية ثانية ضئيلة جدا في ضوء المعطيات الراهنة. وفهم أن بقاءه إلى جانبه سيكون بمثانة رهان خاسر سلفا على مستقبله السياسي. اختار الابتعاد في الوقت المناسب لينطلق في مسيرة أحادية محفوفة هي الأخرى بالمخاطر.
لا شيء يضمن أن ماكرون الذي يستشف فرص طرح نفسه مرشحا انتخابات الرئاسية، سيحظى بتأييد وازن في أوساط اليسار الذي خدم فيه من دون أن ينتمي إليه. ولا شيء يضمن ألا يضعه هولاند في مرماه ويصوب عليه. ولا شيء يؤكد أن استطلاعات الراي التي تضعه الآن جوبيه بين المرشحين الأوائل للفوز بالانتخابات الرئاسية ستصح في صناديق الاقتراع.
ماكرون اعتبر انه لمس حدود النظام الراهن وقال إن التغيرات الجذرية التي يحتاجها النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي معطلة إلى حد كبير. فمن هم الذين سيجارونه في موقفه وينضموا اليه؟ صورة ماكرون السياسية لم تنجلي حتى الآن ولا يعرف من سيكون حوله؟
خطوة إيمانويل ماكرون تنسجم كليا مع قناعاته الخاصة ومع مشروعه السياسي الخاص. فهو يريد أن يجسد نوعا من التقدمية الحديثة مستندا إلى خبرته في القطاع المالي الخاص وفي الدوائر الرسمية إلى جانب هولاند.
حاول فرنسوا هولاند ولكنه لم يستطع أن يقنع وزيره بالعودة عن قراره. لا الصداقة القديمة بين الرجلين ولا الوفاء الذي كان يعول عليه هولاند من رجل رعى مسيرته السياسية ودفعه إلى المراتب الأولى.
لقد فهم ماكرون حدود مسيرته السياسية لو بقي في ظل فرنسوا هولاند، ففضل التحرر من المشروع الذي يحمله الرئيس ومن الرئيس نفسه لينطلق وحيدا بمشروع على حجم طموحاته ومتجانس بالأخص، مع قناعاته التي لم تعد تتفق مع الرئيس.
أعطى ماكرون إشارات واضحة إلى قرب افتراق طريقه
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك