الولايات المتحدة

اتهامات ضحايا 11 أيلول/سبتمبر المحتملة ضد السعودية

فليكر (coolloud)

قانون "العدالة ضد رعاة الأعمال الإرهابية" يثير أزمة حادة بين واشنطن والرياض، بعد أن رفض مجلسا النواب والشيوخ في الكونغرس بأغلبية كبيرة الاربعاء فيتو الرئيس باراك اوباما على القانون، الذي سيسمح للناجين من اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 واقرباء لضحايا "الارهاب" بملاحقة دول اجنبية امام القضاء بموجب تشريع يستهدف خصوصا السعودية التي كان يشتبه لفترة بانها لعبت دورا في هذه الهجمات.

إعلان

وفي أول رد فعل رسمي، حذرت المملكة من "العواقب الوخيمة" التي قد تنتج عن قرار الكونغرس. ودعا متحدث باسم الخارجية السعودية الكونغرس الى "اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل تجنب العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تترتب" عن هذا القانون على العلاقات بين البلدان.

وأشار إعلاميون ومصادر مقربة من السلطات السعودية إلى أن المملكة يمكن أن تعمد إلى تقليص تعاونها مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب.

وإذا كانت الإدارة الأمريكية تعتبر أن السعودية قد برؤت من كل شبهة بفضل "التقرير النهائي للجنة الوطنية حول الهجمات الارهابية ضد الولايات المتحدة"، الذي نشر في تموز/يوليو 2004، وأكد أنه "ليس هناك دليل على ان الحكومة السعودية كمؤسسة او ان مسؤولين سعوديين كأفراد مولوا تنظيم" القاعدة لارتكاب الهجمات، فإن السؤال الذي يتردد في العاصمتين يتعلق بالاتهامات المحتملة التي تخشى السعودية أن يوجهها أمريكيون إلى جهات سعودية.

سمحت ادارة اوباما في 15 تموز/يوليو الماضي بكشف 28 صفحة منع نشرها لمدة 15 عاما، من تقرير عن تحقيق اجراه الكونغرس في نهاية 2002. وقد اراد اوباما بذلك قطع الطريق على الشائعات عن تورط الرياض في الاعتداءات.

والصفحات الثمانية والعشرين من تقرير أصدره الكونغرس عام 2002 عن الاعتداءات، وظلت سرية لمدة 15 عاما تشير إلى أن "عددا من قراصنة الجو في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر كانوا خلال وجودهم في واشنطن على اتصال مع افراد مرتبطين بالحكومة السعودية، او تلقوا دعما او مساعدة من قبلهم"، لكن وكالات الاستخبارات الاميركية لم تتمكن من ان "تحدد بشكل نهائي" الطبيعة الدقيقة لهذه الصلات.

تتعلق هذه الشبهات بعدد من الشخصيات السعودية:

ـ الأميرة هيفاء الفيصل زوجة السفير السعودي، حينذاك، الامير بندر بن سلطان، ويشتبه في أنها ارسلت في 1998، عن طريق دبلوماسي سعودي في سان دييغو، مبالغ تصل الى 73 ألف دولار الى اثنين من الخاطفين وصلا الى الولايات المتحدة في العام 2000، هما نواف الحازمي وخالد المحضار. لكن لجنة التحقيق في 11 ايلول/سبتمبر لم تجد "اي دليل على ان الاميرة السعودية هيفاء الفيصل مولت المخطط بشكل مباشر او غير مباشر".

ـ عمر البيومي وهو مسؤول سعودي في الطيران المدني يقيم في كاليفورنيا وتربطه صداقة بالحازمي والمحضار. وقد اوقف في انكلترا عشرة أيام بعد الاعتداءات واستجوبته السلطات البريطانية والاميركية، ثم افرج عنه بدون ان يلاحق. وقد برأته لجنة 11 ايلول/سبتمبر ايضا استنادا على تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي).

ـ فهد الثميري وهو إمام مسجد في لوس انجليس ودبلوماسي معتمد في القنصلية السعودية في نهاية تسعينات القرن الماضي، موضع شكوك بانه ساعد الخاطفين على الاستقرار في كاليفورنيا وأجرى اتصالات مع عمر البيومي. لكن لجنة 11 ايلول/سبتمبر قالت ان البيومي اوضح للمحققين الاميركيين ان مناقشاته مع الامام "انحصرت في الشأن الديني".

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية