الشرق الأوسط

فنانة هولندية تحول دمار القصف الإسرائيلي في غزة إلى تحفة فنية

(الصورة من يوتيوب)

تحاول فنانة تشكيلية هولندية إصلاح ما خربته الحرب محولة إلى تحفة فنية بقايا ركام منازل دمرها القصف الإسرائيلي العام 2014 في خان يونس في قطاع غزة المحاصر.

إعلان

عملت الفنانة التشكيلية الهولندية ماريان تويين (52 عاما) بمساعدة مهندسين وفنيين فلسطينيين على "تحويل دمار البيوت إلى نحت جميل" ضمن مبادرة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

فأحالت منزل أبو أحمد شعث الذي تعرض للقصف المدفعي العام 2014، إلى ما يشبه متحفا صغيرا يؤمه الزوار.

وتقول تويين التي ارتدت قميصا وسروالا أسود أنها أعادت استخدام بقايا حجارة وأعمدة وسقف المنزل المتضرر نتيجة لغارة إسرائيلية وحولتها إلى أشكال فنية لافتة وجذابة.
والنتيجة غرف مفتوحة قبالة صالة واسعة محاطة بأعمدة حجرية ورخامية داخل المنزل في خان يونس.

وكانت الفنانة معتادة على العمل على أبنية بصدد الهدم لإقامة معارض موقتة فيها ولا سيما في هولندا وروسيا وجنوب إفريقيا.
وهي تقول "المجيء إلى غزة شكل مرحلة جديدة. فللمرة الأولى أعمل على أبنية دمرتها الحرب".
وتضيف "الحرب فوضى تامة (..) فهنا نرى المكان الذي دخلت منه القذيفة (..) انا رتبت الغرف والحجارة الصغيرة والركام".

والى جانب قطع من الحجارة الصخرية التي جمعت من بين الركام، نجحت عملية النحت اليدوي خلال المشروع الذي استغرق إنجازه ثلاثة أشهر، في عكس صورة جمالية متكاملة.
وأعادت تويين استخدام البلاط والغرانيت المهشم في زخرفة الأرضيات المتصدعة.

وحرصت الفنانة الهولندية على تثبيت أعمدة حديد بطول ستة أمتار تقريبا ربطت بجسور علوية لتشكل واجهة المنزل الذي كان يستعد مالكه لجرفه بغية إعادة بنائه.

وتقول تويين "المنزل تعرض للقصف وهذا أمر سلبي لكني أظن أنى نجحت في تحويله إلى شيء إيجابي. ففي الوقت الراهن لا وجود للفوضى".

أشرف أربعة فنيين يعاونون تويين على إغلاق فتحة كبيرة في واجهة المنزل بالطوب المصفوف بطريقة هندسية من دون الحاجة إلى الاسمنت القليل في غزة فيما أشعة الشمس تخترق فتحة في السقف العلوي للمنزل وتنعكس على زجاج اختلط بالحجارة المصفوفة على الجدران.

واستخدم الفريق ألواحا خشبية لتثبيت الحجارة.

لكن العمل لم ينته بعد على الواجهات الخارجية للمنزل الذي يبدو طلاؤه القديم باللونين الأبيض والأخضر شاحبا، وتظهر أثار القصف عليه.

وتأمل تويين أن يبقى هذا البيت صامدا، وهي تحث المواطنين لزيارته. وتؤكد "الشعب الفلسطيني رغم الحصار والحرب يحب الفن والجمال والحب والحياة. لا يأس رغم كل المشاكل والمتاعب التي يواجهونها في فلسطين".

ويصف محمد ابو دقة أحد معاوني تويون المنزل بحلته الجديدة ب"لوحة فنية جميلة".

ويتمنى أبو دقة "أن تصل الرسالة للعالم حول معاناة أهل غزة ليتم وضع حد لجرائم الاحتلال المتواصلة".

وتؤكد تويين من جهتها إن المشروع في غزة "خطوة جديدة ستنقل جانبا من معاناة غزة للعالم".

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية