نتانياهو يرجئ بحث بناء وحدات استيطانية لتهدئة التوتر مع واشنطن
نشرت في:
طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاربعاء 27 ديسمبر 2016 إرجاء مناقشات لبحث اصدار مئات التراخيص لبناء مئات من الوحدات السكنية الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة لتجنب المزيد من التوتر مع الولايات المتحدة.
ويأتي هذا الاعلان قبل ساعات من خطاب لوزير الخارجية الاميركي جون كيري سيقدم فيه رؤيته للسلام بين الدولة العبرية والفلسطينيين.
كما يأتي بعد تبني مجلس الامن الدولي الجمعة قرارا يدين الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وللمرة الاولى منذ 1979، لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بينما كانت تساند اسرائيل في هذا الملف البالغ الحساسية. وقد سمح امتناعها عن التصويت بإقرار النص.
ويطالب النص اسرائيل بأن "توقف فورا وعلى نحو كامل جميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية" ويؤكد ان المستوطنات "ليس لها شرعية قانونية".
واتهمت اسرائيل الرئيس الاميركي المنتهية ولايته باراك اوباما ب "التآمر" على اسرائيل في مجلس الامن.
وفي مسعى لتهدئة التوتر بين البلدين، طلب نتانياهو ارجاء مناقشات لإصدار مئات التراخيص لبناء وحدات استيطانية، بحسب مسؤول في بلدية القدس الاسرائيلية.
وقال حنان روبين وهو عضو في البلدية وعضو في لجنة التخطيط والبناء التي كان من المقرر ان تبحث اصدار التراخيص لوكالة فرانس برس "أبلغنا رئيس اللجنة انه تم سحب (مناقشة اصدار التراخيص من البرنامج) بطلب من رئيس الوزراء (بنيامين نتانياهو) من اجل ان نتجنب خلافا مع الحكومة الاميركية قبل خطاب (وزير الخارجية الاميركي جون) كيري الليلة".
وكان منظمة "عير عاميم" الاسرائيلية المناهضة للاستيطان اكدت ان اللجنة ستبحث اصدار تراخيص ل 618 وحدة استيطانية في القدس الشرقية المحتلة.
وذكر روبين ان اللجنة كانت ستقوم بالتصويت على اصدار تراخيص لبناء 492 وحدة استيطانية في حي رمات شلومو وحي رموت الاستيطانيين في القدس الشرقية.
واضاف انه سيتم طرح هذه المخططات للتصويت في وقت لاحق لم يحدد بعد.
رؤية كيري للسلام
ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات غير قانونية سواء أقيمت بموافقة الحكومة الاسرائيلية او لا. ويعتبر الاستيطان العائق الاول امام عملية السلام.
والولايات المتحدة اهم حليفة لإسرائيل، عملت تقليديا كدرع دبلوماسية للدولة العبرية. لكنها تشعر بخيبة امل بعد سنوات من الجهود الدبلوماسية غير المثمرة. وبررت واشنطن امتناعها عن التصويت بتأثير الاستيطان على مساعي السلام في الشرق الاوسط.
واعلنت واشنطن ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي تنتهي ولايته بعد اربعة اسابيع سيعرض رؤيته الاربعاء لعملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
ولا يزال حل الدولتين هدف عجزت اجيال متتالية من الدبلوماسيين الاميركيين عن تحقيقه.
الا ان كيري يريد ان يترك بصمته في الايام الاخيرة لإدارة الرئيس باراك اوباما بينما الحكومة الاسرائيلية ترفض اي تدخل او ضغوط من الخارج.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر للصحافيين "نحن لم نتخل عن (عملية السلام) وأعتقد أن الإسرائيليين والفلسطينيين يجب ألا يتخلوا عنها ايضا".
وقال المتحدث تونر امام صحافيين ان كيري يشعر ان "من واجبه في الاسابيع والايام الاخيرة ان يعرض ما يرى انه طريق نحو حل الدولتين".
وتابع تونر "من المهم دائما ان نواصل الجهود لتحريك عملية (السلام) قدما، وان نعرض خططا بناءة للمستقبل".
والمفاوضات بين حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وادارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس معلقة منذ نيسان/ابريل 2014.
ويتخوف المسؤولون الاسرائيليون من ان القرار في مجلس الامن الدولي سيؤدي الى تسهيل الملاحقات في المحكمة الجنائية الدولية بالإضافة الى فرض عقوبات على بضائع المستوطنات.
واتخذت اسرائيل سلسلة اجراءات دبلوماسية كرد على التصويت لصالح القرار.
واعلنت الخارجية الاسرائيلية الثلاثاء ان الدولة العبرية ستقوم ب "تقليص" علاقاتها مع الدول التي صوتت لصالح القرار الدولي.
وقامت اسرائيل باستدعاء سفيريها في نيوزيلندا والسنغال لإجراء مشاورات، والغت برامج المساعدات للسنغال وابلغت انغولا ايضا ايقافها برنامج مساعداتها هناك.
ويعيش اليوم حوالى 430 الف مستوطن اسرائيلي في الضفة الغربية وسط 2,6 مليون فلسطيني.
كما يعيش اكثر من مئتي الف اسرائيلي الى جانب 300 الف فلسطيني على الاقل في القدس الشرقية العربية التي احتلتها اسرائيل في 1967 واعلنتها في 1980 "عاصمة ابدية موحدة" لها.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك