فالس لفرنسية محجبة: "العلمانية في قلب الميثاق الجمهوري الفرنسي"
رغم الانتقادات الكثيرة التي يمكن أن توجه إلى رئيس الوزراء السابق مانويل فالس وخاصة حول سياساته الليبرالية المتناقضة مع مبادئ المعسكر الاشتراكي الذي ينتمي إليه، تبقى مواقفه حازمة حيال نبذ الانقسامات الطائفية والدينية التي تعيشها فرنسا والدعوة إلى الوحدة من جهة والتنديد بممارسات قطاعات من الجماعة المسلمة الفرنسية في ظل هجمات إرهابية ينفذها فرنسيون مسلمون من جهة أخرى.
نشرت في: آخر تحديث:
يوم الخميس 5 كانون الثاني/يناير 2017، دعي مانويل فالس للحوار على القناة الفرنسية الثانية أمام سيدة فرنسية مسلمة ترتدي الحجاب، وكانت القضية المطروحة هي تصريحات لفالس كان قد اعتبر فيها الحجاب رمزاً لـ"اضطهاد المرأة"، متناقضاً مع السمة الجمهورية للدولة الفرنسية التي تفترض الحرية بالإضافة لكونه تعبيراً عن احتجاج سياسي أكثر من كونه قناعة دينية أو موضة.
السيدة المحجبة هي عاتكة طرابلسي، خريجة مدرسة الأساتذة العليا في باريس وتعرّف نفسها بـ"المسلمة والنسوية"، قالت إن كلام فالس جرحها وأنه يتضمن إهانة لها ولغيرها من المحجبات واعتداءً على حريتهن في ارتداء ما يرغبن فيه.
وتدور في أوساط سياسية وثقافية أوروبية نقاشات حول الموقف الذي يجب اعتماده تجاه "الظاهرة الإسلامية" والتباين الثقافي والخصوصية الثقافية وخاصة من جانب اليسار الأوروبي الذي يظهر تسامحاً كبيراً تجاه "التنوع" وينظر بض ممثليه بعين الشك أحياناً إلى العلمانية باعتبارها قهراً للأقليات.
ورد فالس بالقول "أشعر بالقلق تجاه موضة الحجاب الاحتجاجي هذه" وتابع موجهاً حديثة لطرابلسي "أنا أتحدث عن الشابات والسيدات والفتيات المحجبات اللواتي يعشن في الأحياء الشعبية واللواتي لم ينجحن في حياتهن كما فعلت أنت. هناك حيث تزدهر النظرة الدونية للمرأة بتأثير السلفية والإخوان المسلمين". واستشهد فالس بتقرير عرضته القناة الثانية قبل أسابيع يمنع على النساء دخول المقاهي في إحدى ضواحي باريس بحجة أنها للرجال فقط، وذكّر بحالات نساء في تونس وإيران فرض عليهن الحجاب ويقاتلن اليوم لكي يخلعنه.
وتابع فالس معتمداً صراحة أكبر متسائلاً باستنكار "أنت اخترت وضع الحجاب وأنا احترم ذلك، لكن الآن بصراحة، أية فكرة هي تلك التي تقول إن شعر ووجه وجسم المرأة ليس عفيفاً؟".
طرابلسي من جهتها اعتبرت أن فالس يتحدث كما لو أن النساء جميعاً متشابهات وأنه يقصيها من خطاباته. أما "النسوية" فتعني بالنسبة للسيدة التي تناضل في منظمات اجتماعية "تمكين النساء من أن يخترن بحرية ما يردن أن يكنّه" وبالتالي فإن فالس لا يمكن أن يكون "نسوياً" بدوره، ملمحة إلى أن النساء المحجبات يخترن بحرية وضع الحجاب.
حول هذه النقطة رد المرشح الحالي للرئاسة بالقول "أنت حرة.. تعبرين عن نفسك الآن بحرية وترتدين الحجاب.. أنا لا أوجه كلامي إليك خصوصاً وإنما إلى كل الفرنسيين وتحديداً النساء فهن الموضوع في هذا النقاش"، معيداً التركيز والتذكير بالعلمانية باعتبارها في "قلب الميثاق الجمهوري" للدولة الفرنسية.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك