"رسائل إلى نور": حوار بين مفكر معتدل وابنته في صفوف تنظيم "داعش"

وقد اخرج صاحب الكتاب رشيد بن زين بنفسه العمل المسرحي الذي بدأ عرضه مساء الثلاثاء 24 يناير 2017 في المدينة البلجيكية، ومن المقرر ان تنتقل العروض الى فرنسا بدء بمدينة نانت في الغرب الى ليل في الشمال.

واعتبارا من اذار/مارس 2017، ستقدم في بلجيكا لجمهور من التلاميذ بين سني السادسة عشرة والثامنة عشرة خصوصا، في إطار الجهود التي تبذلها السلطات لمواجهة ظاهرة التطرف.

ويقول رشيد بن زين لوكالة فرانس برس ان فكرة الكتاب والمسرحية مصدرها الهجوم الذي استهدف قاعة باتاكلان في فرنسا، في الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2015، "حين شعرت بتمزق داخلي مضاعف".

فالشباب الذين نفذوا الهجوم "ينتمون الى المسار الذي انتمي اليه"، وهم "شباب يقتلون باسم الله الذي أؤمن به"، بحسب تعبيره.

ويضيف الكاتب المنحدر من مدينة تراب في ضواحي باريس التي انطلق منها منفذو الهجوم "شعرت ان الاسلوب الروائي يتيح الحديث عن الامور بشكل مختلف".

على خشبة المسرح، يؤدي الممثل البلجيكي شارلي دولون دور الوالد، وهو مفكر وفيلسوف اسلامي يعيش في مكان ما من العالم الاسلامي.

"جنة المسلمين"

يجلس الوالد على طرف طاولة خشبية طويلة، ويقرأ بصوت عال رسالة من ابنته نور، وهي طالبة في الفلسفة قررت الذهاب الى العراق لملاقاة زوجها الاسلامي المتشدد، والذي تعرفت عليه عبر الانترنت.

وتقر ابنته، التي تؤدي دورها الممثلة تانيا غابارسكي، انها كذبت عليه حين اخبرته انها ذاهبة في زيارة عائلية، فيما كانت تنوي الذهاب الى ارض الجهاد.

وتخبره في الرسالة انها الآن "في جنة المسلمين".

وتبرر الابنة خيارها بالقول "انا لست امرأة خاضعة، لقد اخترت ان انفذ مهمة" مخاطبة بهذه العبارات والدها الذي تراه ساذجا وجبانا ومعارضا لما تراه هي ثورتها الخاصة.

يتوسل الاب لابنته طالبا منها ان تعود، وان تترك هذا الطريق الذي سلكته.

ويقول رشيد بن زين "اردت ان يكون ذلك مناسبة للتفكير، واقامة حوار يجري فيه تبادل الحجج، وان نستمع الى وجهة نظر الاب، وايضا الى وجهة نظر ابنته التي لا تعاني من مشكلة اقتصادية ولا اجتماعية، بل هي فتاة لامعة قررت رغم ذلك الانضمام لداعش".

الانتصار على الهمجية

يتبادل الاب وابنته 14 رسالة، تختلف فيها نظرة نور الى خيارها شيئا فشيئا، ثم تدرك في آخرها ان الحلم الذي ذهبت بحثا عنه ما هو في الحقيقة الا كابوس.

لكنها في هذا الوقت، انجبت فتاة من زوجها المتشدد، بحيث اصبحت خياراتها كلها صعبة.

لكن "الهمجية لا تنتصر في النهاية، لا حاجة بنا الى اليأس"، بحسب الكاتب الذي التقى في السجون عددا من الشباب العائدين من القتال في سوريا والعراق.

ويرى بن زين انه من الضروري جدا "ان نفهم السبب الذي جعلنا لا نتوقع شيئا من كل ذلك"، و"ان نسمع ماذا يريد هؤلاء الشباب ان يقولوا".

وبحسب الكاتب، فان "فكر داعش يرتكز عل اربعة احلام، وحدة العالم الاسلامي، والكرامة في وجه الذل، وحلم النقاء، والخلاص".

ويقول "كثيرون من الشباب لم يستطيعوا ان يكون لحياتهم معنى، فقرروا ان يكون لموتهم معنى".

ويرى ان هذه الافكار القاتلة "تشير ايضا الى النقص لدينا، ما هو الامل الذي يمكن ان نقدمه الى الشباب؟".