الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017: هل سيفاجئ "بنوا الصغير" الفرنسيين مرة أخرى؟
تمكن بونوا هامون البالغ من العمر 49 عاما، السياسي المناضل في الحزب الاشتراكي الفرنسي، من إحداث اختراق واضح منذ دخوله حملة الانتخابات التمهيدية لليسار فحل في المرتبة الأولى في الدورة الأولى الأحد 22 كانون الثاني ـ يناير 2017، متقدما على رئيس الوزراء السابق مانويل فالس ليحقق بذلك مفاجئة للكثيرين.
نشرت في:
ويؤكد هامون في أحد الاجتماعات مازحا بشأن صورته السابقة كمرشح هامشي "سمعت من يقول: بونوا هامون لا يملك مواصفات الرئيس، لكن انظروا... ما حدث إزاء ترامب". وعلى الرغم من مزاحه هذا، يبدو هامون مؤمنا بفرص فوزه، قائلا "آن أواننا". وهذا الموقف دفع المرشحين الآخرين للانتخابات إلى توجيه انتقادات له.
وبلهجة أبوية، كان رئيس الحزب الاشتراكي جان كريستوف كامبادليس نبه إلى أن "المفاجاة" يمكن أن تأتي من "بونوا الصغير" في الانتخابات التمهيدية لليسار.
وفعلا حدث ذلك حتى أنه تقدم على فالس بحصوله على 35,20 بالمئة من الأصوات مقابل 31,6 بالمئة لفالس في الجولة التمهيدية الأولى، بحسب نتائج جزئية.
ولخص رئيس تحرير صحيفة ليبيراسيون لوران جوفرين الأمر قائلا "ها نحن نشهد بفضل برنامج مبتكر ومؤمن بالعولمة البديلة، المرشح الهامشي الذي لا يملك تجربة، يحلق عاليا. وما كان صغيرا بات آلة كبيرة".
قبل بضعة أشهر كان بونوا هامون (المتحدر من بريتاني بشمال غرب فرنسا وأمضى قسما منة طفولته بدكار) يعرف خارج دائرته التشريعية الباريسية، بكونه عمل وزيرا مع فرنسوا هولاند قبل أن ينسحب من فريقه في 2014 بسبب خلاف على التوجهات الاقتصادية للرئيس التي اعتبرها ليبرالية أكثر من اللازم. وغادر هامون الحكم وهو الذي كان يعتبر "ضمانة اليسار" في الحكومة.
ويعزو إليه المطلعون قانونا عزز حقوق المستهلكين وهو المدافع عن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وعلى الاستهلاك.
لكن الأكثر مكرا يشيرون إلى أنه كان بعد ذلك وزير التربية الوحيد الذي يتخلى عن مهامه قبل بدء أول عام دراسي في ولايته.. كما يشار إلى ربع قرن أمضاه في قلب جهاز الحزب الاشتراكي حيث انضم إليه في 1987 وأصبح في 1993 رئيس حركة الشباب الاشتراكي ثم متحدثا باسم الحزب في 2008.
ولأسبوعية ماريان التي لا تتورع عن وصفه بأنه "داهية متلاعب"، أقر هامون بان "صورة رجل الجهاز" الحزبي التي تلاحقه.
"ليس مبعوث العناية الإلهية"
أثناء الحملة غصت اجتماعاته بالحضور الذي كان في غالبيته من الشباب المناهض للعولمة والباحث عن "سياسة أخرى" أو "اشتراكية حقيقية".
وأتاحت له المناظرات الثلاث التي نظمت قبل الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية أن يحقق اختراقا.
وعلى وقع اقتراحات مبتكرة يريد هامون الذي درس التاريخ وابن العامل الذي أصبح مهندسا وابن أم سكرتيرة، أن يعيد للكثير من الذين خاب أملهم، الأمل وأن يجعل "القلب ينبض مجددا" وهذا كان شعاره، رافضا أن يقتصر خطابه على قضايا "الأمن والحزم والهوية" وفارضا محاوره في قلب الحملة.
ومع انتقادها ورفضها فأن مقترحات هذا "الكادح"، بحسب المقربين منه، أسالت الكثير من الحبر ومنها الدخل الأدنى العام للجميع وتمكين أقلية من المواطنين من تقديم مشروع قانون أو تعطيله والعملية الانتقالية البيئية.
وهو يهاجم "السباق نحو النمو" ويفضل "الزهد" ويريد "تشجيع" الحد من فترة العمل وخصوصا "تغيير علاقات العمل" في عالم في أوج تقلبات رقمية.
وتقول صحيفة لوفيغارو اليمينية بسخرية إنه يجسد "نوعا من اليسار النقي والمثالي". أما مجلة أوبسيرفاتور اليسارية فترى أنه يجسد "اليسار الطوباوي".
ويرد هامون أنه فقط يقترح "طريقا" و"يمكنكم أن تعتبروها صالحة أو لا لكنها طريق". وهو يحذر من أنه لن يكون "مبعوث العناية إلهية" وهي فكرة يعتبر أنها "غير مسؤولة".
وفي المستوى الشخصي فإن همون الأب لابنتين ومتكتم وذلك بطلب من رفيقته، كما يقول. وهي تعمل مسؤولة في إدارة مجموعة للمنتجات الفاخرة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك