الشرق الأوسط

السلطات التركية تلغي حظر الحجاب داخل الجيش

قررت السلطات التركية الاربعاء الغاء حظر الحجاب للنساء برتبة ضابط او ضابط صف في الجيش الذي أصبح بذلك آخر مؤسسة تطالها تعديلات حكومة الاسلامي المحافظ رجب طيب أردوغان التي اقرت هذه الخطوة في قطاعات عدة سابقا.

أ ف ب
إعلان

وكان الجيش آخر مؤسسة تحظر على النساء ارتداء الحجاب بعد تعديلات حكومة اردوغان التي شملت قطاعات التربية والسياسة والشرطة في هذا المجال.

ويتسم هذا الاجراء الاخير بطابع رمزي كبير اذ ان الجيش التركي كان حامي العلمانية في البلاد منذ تأسيس الجمهورية من قبل مصطفى كمال "اتاتورك".

وافادت وكالة انباء الاناضول الحكومية نقلا عن وزارة الدفاع ان النساء يمكنهن اذا رغبن ارتداء حجاب "باللون نفسه للبزة العسكرية (...) وبشكل لا يغطي الوجه".

واضافت ان هذا الاجراء يشمل خصوصا "اللواتي يخدمن برتبة ضابط في سلاح الجو والبحر والبر ورتبة ضابط وضابط صف متعاقدات (...) ومتدربات".

ولم يعرف ما اذا كان هذا التعديل الذي يدخل حيز التنفيذ فور نشره في الجريدة الرسمية، يشمل النساء اللواتي يشاركن في مهام قتالية.

وخلال لقاء مع الصحافيين على الغداء، وصف رئيس الوزراء بن علي يلديريم هذا الاجراء "بالايجابي جدا"، كما ذكرت صحيفة "يني شفق" القريبة من السلطة.

وكانت وزارة الدفاع رفعت في تشرين الثاني/نوفمبر حظر ارتداء الحجاب للموظفات المدنيات في الجيش. وقبل اشهر سمح ايضا للنساء اللواتي يخدمن في صفوف الشرطة بارتداء الحجاب.

ويواجه اردوغان باستمرار اتهامات من معارضيه بالسعي لاسلمة المجتمع التركي.

وسمحت حكومته بارتداء الحجاب في الجامعات والبرلمان وفي السنتين الماضيتين في المؤسسات الحكومية والمدارس الثانوية، مثيرة استياء المتمسكين بعلمانية الجمهورية التي تأسست عام 1923.

وترفض الحكومة التركية الاتهامات بالسعي الى اسلمة المجتمع وتؤكد ان منع ارتداء الحجاب يحرم الكثير من النساء من دخول جامعات عديدة ومؤسسات اخرى.

الجيش آخر معقل للعلمانية

بقي الجيش التركي لفترة طويلة حامي العلمانية في البلاد لكن نفوذه السياسي تراجع بقوة منذ محاولة الانقلاب في منتصف تموز/يوليو الماضي التي اتهم الداعية فتح الله غولن بالوقوف وراءها وتبعتها حملة تطهير واسعة في صفوف العسكريين.

الغت تركيا منع ارتداء الحجاب في الجامعات في 2010 وسمحت للنساء بارتدائه في مؤسسات الدولة العام 2013 ثم في المدارس الثانوية العام 2014.

وبدأت النائبات التركيات بارتداء الحجاب في البرلمان في تشرين الاول/اكتوبر 2013 عندما قامت اربع منهن ينتمي الى حزب العدالة والتنمية بوضعه خلال جلسة، خلافا لما حدث عام 1999 عندما طردت نائبة لحزب الفضيلة الذي تم حله من الجلسة بسبب ارتدائها الحجاب.

وقبل الجيش، سمحت الحكومة للنساء في الشرطة بارتداء الحجاب كجزء من زيهن الرسمي. وعند اعلان قرارها الغاء حظر ارتداء الحجاب في الشرطة، قالت السلطات ان دولا غربية عدة سمحت للشرطيات بارتداء الحجاب.

وفي مؤشر سبق صدور القرار المتعلق بالجيش، ذكرت صحف ان امرأة تدعى مروة غوربوز تخضع لتدريب يمكن ان يجعلها اول قائدة محجبة لطائرة حربية في تركيا.

وفي اشارة الى مدى حساسية هذه القضية، نقلت وسائل الاعلام التركية باسهاب مؤخرا خبرا يشير الى ان سلطات مطار هيثرو طلبت من الممثلة الاميركية ليندساي لوهان -التي التقت اردوغان وابدت اهتماما بالاسلام- نزع حجابها.

ويتهم منتقدو اردوغان الرئيس منذ فترة طويلة بالعمل على تقويض اسس تركيا الحديثة التي ارساها اتاتورك عند اعلان الجمهورية.

وترفض الحكومة هذه الاتهامات وتؤكد انها تسمح بحرية العبادة لجميع الاتراك ايا تكن معتقداتهم.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية