الشرق الأوسط

قوات سوريا الديمقراطية تقطع طريق الإمداد الرئيسي للجهاديين بين الرقة ودير الزور

عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (رويترز)

قطعت قوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل عربية وكردية، الإثنين 06 مارس 2017 وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن طريق الإمداد الرئيسي للجهاديين بين الرّقة أبرز معاقلهم في سوريا ودير الزور شرقا، في إطار عملية عسكرية مستمرة منذ أشهر.

إعلان

ويقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" أطرافاً عدة على جبهات مختلفة في شمال سوريا. وبالإضافة إلى قوات سوريا الديمقراطية، تخوض قوات النظام السوري منذ منتصف كانون الثاني/يناير معارك شرسة ضد الجهاديين في ريف حلب الشرقي.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن "قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من قطع طريق الإمداد الرئيسي لتنظيم "الدولة الإسلامية" بين مدينة الرقة ومحافظة دير الزور الواقعة تحت سيطرته شرقا بغطاء جوي من التحالف الدولي".

ولا تزال هناك طرق أخرى فرعية يمكن للتنظيم استخدامها إلاّ أنها مرصودة من قبل طائرات التحالف، وفق عبد الرحمن.

وأكد قيادي في قوات سوريا الديمقراطية أن "قطع الطريق الاستراتيجي لداعش والذي يصل بين الرقة ودير الزور صباح اليوم".

وأضاف "هذا انتصار استراتيجي لقواتنا من شأنه زيادة الحصار" على تنظيم الدولة الاسلامية.

ويسيطر الجهاديون منذ العام 2014 على الرّقة وعلى كامل محافظة دير الزور النفطية باستثناء أجزاء من مركز المحافظة والمطار العسكري القريب منها.

وأعلن في حزيران/يونيو من العام ذاته قيام "الخلافة الاسلامية" على مناطق سيطرته في سوريا والعراق المجاور.

ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر، بدأت قوات سوريا الديمقراطية هجوما واسعا في محافظة الرّقة بغطاء جوي من التحالف الدولي، وتمكّنت من إحراز تقدّم نحو مدينة الرّقة من ثلاث جهات الشمالية والغربية والشرقية. وتبعد أقرب نقطة تتواجد فيها على بعد ثمانية كيلومترات شمال شرق الرقة.

زي أفغاني واستنفار

مع اقتراب المعارك أكثر وأكثر من معقله في سوريا، يشدد تنظيم "الدولة الإسلامية" من قواعده الصارمة في مدينة الرقة.

وقال أبو محمد الناشط في حملة "الرّقة تذبح بصمت"، التي تنشط سرّا في المدينة منذ نيسان/أبريل 2014 وتوثّق انتهاكات وممارسات التنظيم، "هناك حالة استنفار في المدينة"، مشيرا إلى الزيادة الكبيرة في عدد الحواجز الأمنية والاعتقالات الواسعة.

وأوضح أن "أكثرية الأشخاص الذين يعتقلونهم يتم إعدامهم، كما يعتقلون أي شخص يقول إن الوضع سيء".

ويغذي التنظيم المتطرّف منذ سيطرته على الرّقة شعورا بالرعب بين الناس من خلال الاعدامات الوحشية والعقوبات التي يطبّقها على كلّ من يخالف أحكامه أو يعارضه.

وفرض التنظيم خلال الفترة الأخيرة "الزي الأفغاني" على سكان الرقة، بحسب المرصد السوري وحملة "الرقة تذبح بصمت."

وبحسب عبد الرحمن، فإن الهدف من "الزي الأفغاني" وهو عبارة عن جلباب قصير وبنطال واسع قصير هو "ألاّ يتمكّن المُخبرين من التفريق بين مقاتل ومدني أثناء إعطاء الإحداثيات لطائرات التحالف" أو في حال تقدّم خصوم التنظيم أكثر باتجاه المدينة.

وأوضح أبو محمد أن مصير من لا يلتزم الزي الجديد الذي فرضه الجهاديون منذ نحو أسبوعين "السجن والغرامة المالية".

معركة الخفسة

ويتوافد إلى مدينة الرقة حاليا أفراد عائلات جهاديين وكذلك مدنيون يفرّون من المعارك العنيفة بين الجيش السوري وتنظيم "الدولة الإسلامية" في ريف حلب الشرقي.

وأفاد المرصد أن "الآلاف من عائلات المدنيين حاولوا الوصول إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرّقة، ترافقهم نحو 120 عائلة لمقاتلين وقياديين في صفوف التنظيم".

وأوضح أن التنظيم "سمح فقط لعائلات المقاتلين بالعبور عبر منحهم ورقة عليها "عائلة مجاهد في الدولة الإسلامية" ثم نقلهم إثر ذلك عبر قوارب إلى شرق الفرات" حيث مدينة الرقة.

وبدأت قوات النظام السوري بدعم روسي هجوماً في ريف حلب الشرقي منذ منتصف كانون الثاني/يناير وتمكّنت من انتزاع أكثر من 110 قرى وبلدات من أيدي الجهاديين، وفق المرصد السوري.

ويهدف الجيش السوري من هجومه إلى توسيع مناطق سيطرته في ريف حلب الشرقي وصولا إلى بلدة الخفسة شمالا حيث توجد محطة رئيسية لضخّ المياه تغذّي بشكل رئيسي مدينة حلب التي تعاني منذ خمسين يوماً من إنقطاع المياه جرّاء تحكّم الجهاديين بالمضخّة.

وقصفت الطائرات السورية والروسية الإثنين مواقع الجهاديين دعماً لهجوم قوات النظام التي باتت على بعد تسعة كيلومترات من الخفسة وستة كيلومترات من محطة المياه، وفق المرصد.

ونقل مراسل فرانس برس قرب منبج مشاهدته استمرار حركة النازحين إلى مدينة منبج على متن سيارات وحافلات تقلّ نساء وأطفالا وما تمكنوا من إحضاره من حاجياتهم. ويقف بعضهم إلى جانب سياراتهم في طوابير طويلة بانتظار السماح لهم بالمرور على حواجز مجلس منبج العسكري المنضوي في صفوف قوات سوريا الديموقراطية.

على جبهة أخرى في سوريا، استعادت قوات النظام الإثنين السيطرة على حقل جزل النفطي الواقع غرب مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص (وسط)، بعد نحو ثلاثة أشهر من استيلاء الجهاديين عليه، بحسب المرصد السوري.

وتأتي استعادة قوات النظام لهذا الحقل، وهو يُعدّ الحقل النفطي الأكبر الذي تسيطر عليه، بعد أقلّ من أسبوعين من طردها الجهاديين من تدمر. وأفاد المرصد بقصف وغارات سورية وروسية استهدفت الإثنين مواقع الجهاديين في محيط الحقول النفطية في المنطقة والتي لا تزال بمعظمها تحت سيطرة الجهاديين.

في دمشق، أفاد المرصد بتنفيذ الطائرات السورية والروسية 18 غارة على الأقل على أحياء تحت سيطرة الفصائل في شرق العاصمة، أبرزها القابون وتشرين.

وتتعرّض مناطق تحت سيطرة قوات النظام في ريف دمشق بينها ضاحية الأسد لإطلاق قذائف، قال الإعلام السوري الرسمي إن "المجموعات الإرهابية المتحصّنة في القابون والغوطة الشرقية" أطلقتها. وأحصى المرصد الأحد مقتل ستة مدنيين جرّاء ذلك.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية