أحمدي نجاد: "صديق الشعب" المحافظ المثير للجدل
نشرت في:
رغم إعلانه تقديم طلبه والترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في أيار/مايو 2017 بالرغم من نصيحة علي خامنئي له بعدم الترشح، فقد صرّح الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد بأنه "ملتزم بوعده" للمرشد الأعلى وأن ترشيحه "يهدف فقط إلى دعم ترشيح" السياسي الإيراني حميد بقائي.
كثيراً ما يوصف محمود أحمدي نجاد بـ"المتشدد" أو "الشعبوي" في وسائل الإعلام الغربية، وهو يعتبر من رموز الاتجاه المحافظ في السياسة الإيرانية في مواجهة تيار يسمى إصلاحي يقوده خاتمي وكروبي وموسوي وغيرهم. الأكيد أن الرئيس السابق نجاد دأب خلال فترتيه الرئاسيتين بين 2005 و2013 على إثارة الجدل معتمداً خطاباً قوياً معادياً للولايات المتحدة وإسرائيل وموقفاً صلباً تجاه البرنامج النووي الإيراني.
لكن ولاية نجاد كانت قد شهدت كذلك أكثر الأحداث دراماتيكية في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979 حين تسبب نجاحه في الانتخابات أمام مير حسين موسوي واتهام فريقه بالتزوير والفساد باضطرابات عارمة تم سحقها بعنف. ويبدو أن الهزيمة المذلة للإصلاحيين، رغم عودة الهدوء، قد تركت صدعاً في أوساط النخبة الحاكمة.
ولد أحمدي نجاد عام 1956 في مدينة غرمسار شمال العاصمة طهران لأب يعمل حداداً. حصل على درجة الدكتوراه في المرور والنقل من جامعة طهران للعلوم والتكنولوجيا حيث كان يعمل محاضراً. تم تعيينه محافظاً لطهران عام 2003 ولم يكن حينذاك معروفاً في الأوساط السياسية. أما الفوز الساحق الذي أحرزه على الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني فقد فاجأ مراقبين كثر بينهم المجتمع الدولي.
يقال إن أحمدي نجاد لعب دوراً بارزاً في الثورة الإسلامية الإيرانية وخاصة في ملف أزمة الرهائن الأمريكيين الأمر الذي ينكره هو. فقد أكد بعض المخطوفين الذين تم تحريرهم فيما بعد أن نجاد كان من بين المجموعة التي قامت بالخطف والاحتجاز. نجاد من جهته يصر دائماً أنه لم يكن بين المحتجزين في السفارة الأمريكية في طهران. على موقعه الالكتروني الذي يطلق عليه اسم "ماردومار" أو صديق الشعب، يقول نجاد إنه انضم إلى الحرس الثوري بشكل تطوعي بعد الثورة.
أما وصوله إلى السلطة عام 2005، فكان بدعم كبير من قبل الأوساط المحافظة النافذة ذات العلاقات الوثيقة بشبكات المساجد والحسينيات والمراكز الدينية التي تولت دعمه. كذلك، فقد عرف نجاد بعلاقات طيبة مع مجموعة من ثوار الجيل الثاني الأصغر سناً من القادة الأوائل والمعروفين في إيران باسم "أبادجاران، أو "المطورين"، الذين يتمتعون بنفوذ في البرلمان الإيراني.
برنامج نجاد الانتخابي في دورته الأولى ركز على قضايا الفقر والعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة داخل إيران، أما خارجها فقد دافع مراراً وبإصرار عن برنامج بلاده النووي "السلمي" والذي تمكنت مجموعة الخمسة زائد واحد من إتمام اتفاق بشأنه يقيد القدرة الإيرانية على تطويره وذلك بعد سنوات من عقوبات اقتصادية ومالية وتجارية وسياسية قاسية في ظل رئاسة نجاد.
كغيره من الإسلاميين المتشددين، كان لأحمدي نجاد قول في شأن الهولوكوست، المحرقة النازية ليهود العالم والتي أودت بحياة ما يقدر بحوالي 5 ملايين منهم. بالنسبة لنجاد فإن المحرقة "خرافة" كما أن دولة إسرائيل يجب أن "تمحى عن الخريطة" (رغم أن ترجمة هذه العبارة من الفارسية قد أثارت الجدل باعتبارها خاطئة). أثار الرئيس الإيراني بذلك غضب الدول الغربية، وبعضها داعم بشدة لإسرائيل، كما أثار غضب يهود العالم والمتعاطفين معهم بإنكاره للمجزرة الرهيبة.
بعد الضجة التي أثارتها هذه التصريحات، قال نجاد أن كلامه فسر خطأ وإنه لم يكن يعني أي نية لعمل عسكري ضد إسرائيل مضيفاً، مع تعديل في المفردات المستخدمة، أن "النظام الصهيوني" سينهار في نهاية المطاف من تلقاء نفسه. وخلال خطابه في الأمم المتحدة عام 2009، وصف إسرائيل بالدولة القائمة على مبادئ عنصرية مما أثار غضب مندوبين عن 30 بلداً تركوا القاعة، بينما استقبل نجاد في بلاده بعد عودته استقبال الأبطال. بعد الأمم المتحدة، ألقى نجاد خطاباً على أحد مدرجات جامعة كولومبيا، وفي رده على سؤال حول العقوبات الصارمة التي تفرضها إيران على المثليين الجنسيين، رد نجاد أيضاً "لا يوجد لدينا ذلك" مثيراً عاصفة من الضحك (رغم أن البعض يقول ان الترجمة من الفارسية قد فهمت خطأ).
ما يميز نجاد داخلياً هو سعيه إلى التقرب من محدودي الدخل والفقراء وتمكينهم، وكذلك بالنسبة للمرأة حيث تبنى خطة شعبية لتوفير تأمين لربات البيوت وتقاسم الثروة النفطية مع الأسر الفقيرة. كذلك، فقد وعد بأن لا يكون صارماً في تطبيق الشريعة الإسلامية والقوانين المتعلقة بالنساء وكان أن سمح لهن بالمشاركة في المباريات والفعاليات الرياضية لأول مرة منذ أن تم منعهن من قبل الثورة الإسلامية عام 1979. في عام 2015، تم القبض على اثنين من نوابه السابقين ووجهت لهم تهم الفساد المالي.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك