البابا في مصر: هل سيذوب الجليد بين الفاتيكان والأزهر؟
نشرت في: آخر تحديث:
يبدأ البابا فرنسيس الجمعة 28 أبريل 2017 زيارته إلى القاهرة لتأكيد دعمه مع الأقباط، أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط، بعد الاعتداءات التي استهدفتهم أخيرا، وستكون فرصة له للدفاع عن التسامح والدعوة للسلام إلى جانب الإمام الأكبر لجامع الأزهر الشيخ أحمد الطيب.
تقلع طائرة البابا من روما الساعة 10,45 صباحا (8,45 ت غ) لتصل إلى القاهرة في تمام الساعة الثانية ظهرا (12,00 ت غ). ويصل إلى مصر في وقت أعلنت حالة الطوارئ في البلاد بعد تفجيرين انتحاريين تبناهما تنظيم "الدولة الإسلامية" ضد كنيستين قبطيتين في التاسع من نيسان/إبريل وأسقطا 45 قتيلا.
وكثفت السلطات المصرية تدابيرها الأمنية في محيط كل كنائس البلاد، خشية تعرضها لأي اعتداء أثناء زيارة البابا، كما ستواكب إجراءات حماية مشددة تحركات رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، بحسب مصادر أمنية مصرية.
وكتب البابا فرنسيس في تغريدة على موقع "تويتر" الخميس "من فضلكم، صلوا من أجل زيارتي غدا كداعية للسلام في مصر".
ولا يزال التهديد قائما في مصر. فقد تعهد تنظيم "الدولة الإسلامية" تكثيف هجماته ضد الأقباط، وأغلبيتهم من الأرثوذكس، وهم يمثلون قرابة 10% من سكان مصر البالغ عددهم 92 مليونا.
وقبل التفجيرين الأخيرين، قتل 29 شخصا في هجوم انتحاري تبناه أيضا تنظيم الدولة الإسلامية في الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية المرقسية في القاهرة، حيث سيقيم البابا فرنسيس اليوم صلاة مع بابا الاقباط تواضروس الثاني.
ولدى وصوله إلى القاهرة، سيتوجه البابا أولا إلى القصر الرئاسي للقاء قصير وخاص مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ويحظى السيسي بتأييد واسع من أقباط مصر، بعد الإطاحة بسلفه الإسلامي محمد مرسي في صيف العام 2013. كما أنه أول رئيس مصري يشارك في قداس عيد الميلاد في الكاتدرائية القبطية في القاهرة.
وفي أيلول/سبتمبر 2016، أصدر السيسي قانونا جديدا من شأنه تسهيل إجراءات بناء الكنائس في البلاد، خلف قانونا متشددا متوارثا من عهد الدولة العثمانية.
وفتح هذا القانون الباب لإضفاء الصفة القانونية على أوضاع العديد من الكنائس التي بنيت دون ترخيص.
إذابة الجليد بين الفاتيكان والأزهر
وستشكل لحظة لقاء الحبر الأعظم الأرجنتيني مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، محطة مهمة من الزيارة. وسيسبق اللقاء خطاب يلقيه البابا في "المؤتمر الدولي للسلام" الذي ينظمه الأزهر.
ويدير الأزهر الذي يعود تاريخ إنشائه لنحو ألف سنة، جامعة ومدارس في مدن عدة في البلاد، يتوافد عليها آلاف الطلاب الأجانب من كل بقاع الأرض لدراسة العلوم الدينية قبل العودة الى بلادهم كرجال دين. وهو معروف بمواقفه المناهضة بشدة لكل تطرف إسلامي.
لكن الأزهر يجد نفسه وسط تجاذبات بين السياسة والدين منذ أطلق السيسي دعوته الى إجراء إصلاحات دينية لمواجهة الفكر الجهادي المتطرف.
ويقاوم الأزهر إلى حد كبير فكرة فرض هذه الاصلاحات المتعلقة بشؤون الدين من الخارج.
وتهدف زيارة البابا بشكل خاص إلى إعادة الحرارة الى العلاقات بين الأزهر والفاتيكان التي شهدت توترا على مدى عشر سنوات بعد تصريحات للبابا السابق بنديكتوس السادس عشر في ايلول/سبتمبر 2006 ربط فيها بين الإسلام والعنف.
وتأزمت الأمور أكثر مطلع العام 2011، حين قرر الأزهر تجميد علاقاته مع الفاتيكان لأجل غير مسمى، إثر دعوة البابا بنديكتوس إلى حماية المسيحيين في مصر بعد تفجير انتحاري استهدف كنيسة في الاسكندرية.
ومنذ انتخابه في العام 2013، أطلق الحبر الأعظم الأرجنتيني مبادرات عديدة لتعزيز السلام، وقدم إشارات رمزية للانفتاح على المسلمين.
فقد زار مساجد المسلمين، وغسل أقدام مهاجرين مسلمين خلال الاحتفالات التي سبقت عيد الفصح، واصطحب ثلاث أسر مسلمة من اللاجئين السوريين على متن طائرته من جزيرة ليسبوس اليونانية إلى الفاتيكان.
ويبلغ عدد الكاثوليك في العالم 1,3 مليار. وتوجد في مصر أقلية كاثوليكية صغيرة يبلغ عدد افرادها 270 ألفا، استعدت بحماس لاستقبال البابا الذي سيترأس قداسا في استاد رياضي عسكري بإحدى ضواحي القاهرة السبت.
وتأتي زيارة البابا فرنسيس بعد 17 عاما من تلك التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني الى مصر.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك