من يضغط على الجيش البورمي لاحتواء أزمة الروهينغا؟
نشرت في:
يشكل ملف الانتهاكات التي تتعرض لها أقلية الروهينغا المسلمة في بورما على أيدي جيش البلاد ونزوح أكثر من أربع مائة ألف منهم إلى بنغلاديش هربا من الاضطهاد أحد الملفات الساخنة المطروحة على مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثانية والسبعين والتي افتتحت يوم الثاني عشر من شهر سبتمبر/أيلول الجاري.
وما تخشاه المنظمات الإنسانية ألا تتجاوز الأسرة الدولية خلال طرح الموضوع على الجمعية العامة للأمم المتحدة حدود الشجب وأن تتفاقم أوضاع الروهينغا إلى حدود أسوأ مما هي عليه.
وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا يوم الثالث عشر من الشهر الجاري لاتخاذ "خطوات فورية" لوقف العنف في بورما. كما دعا في ختام جلسة مغلقة مخصصة للأزمة " تأمين مساعدة إنسانية لكل النازحين من دون تمييز". ووصفت الأمم المتحدة الممارسات التي تطال أقلية الروهينغا ب" التطهير العرقي".
وإذا كانت بنفلاديش تسعى إلى تقديم مساعدات إلى النازحين إليها، فإنه ليست لديها الإمكانات المالية والبنى التحتية القادرة على العناية بهم. ولذلك تسعى رئيسة الوزراء في هذا البلد الشيخة حسينة واجد إلى إقناع الأسرة الدولية خلال مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة بضرورة تكثيف المساعدات الإنسانية المقدمة إلى الذين لجأوا إلى بنغلاديش فرارا من الاضطهاد و ممارسة ضغوط فعلية على الجيش البورمي وتجاوز حدود التنديد في التعامل مع ممارساته تجاه أقلية الروهينغا.
لكن ما تخشاه المنظمات الإنسانية هو تفاقم أوضاع الروهينغا أكثر فأكثر بسبب رغبة الصين الشعبية في عدم اتخاذ أي إجراء رادع تجاه الجيش البورمي الذي يتحكم في السلطة السياسية الفعلية لعدة أسباب منها مصالح بيكين الاقتصادية والجيواستراتيجية . وتشاطر الصين الطرح الذي تدافع عنه القوات البورمية ومفاده أن الأزمة البورمية شأن داخلي وأن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش البورمي في المناطق التي نزح منها أكثر من أربع مائة ألف من الروهينغا مناطق تنشط فيها مجموعات ضد القوات النظامية تصفها بورما والصين ب "المجموعات الإرهابية" وأن الحملة الإعلامية العالمية ضد تصرفات الجيش البورمي هي حملة تقوم على التضليل. بل إن مستشارة الدولة البورمية الحائزة على جائزة نوبل للسلام اونغ سان سو تشي ترى هي الأخرى أن الحملة التي تتحدث عن " تطهير عرقي " ضد أقلية الروهينغا مُبالَغ فيها. وقالت سو تشي قبل أيام في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن التعاطف الدولي مع مسلمي الروهينغا هو نتيجة "كم هائل من المعلومات المضللة التي أعدت لخلق كثير من المشاكل بين مختلف المجموعات". وأثار موقفها موجة استياء عالمية طالب أصحابها بتجريد مستشارة الدولة البورمية من جائزة نوبل بسبب صمتها عما تتعرض له أقلية الروهينغا.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك