الشرق الأوسط

تنظيم "الدولة الإسلامية" خسر الرقة فماذا حل بمقاتليه ؟

مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية يحتفلون بانتصارهم في مدينة الرقة السورية 17 تشرين الأول/أكتوبر 2017
مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية يحتفلون بانتصارهم في مدينة الرقة السورية 17 تشرين الأول/أكتوبر 2017 رويترز/

بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك ، خسر تنظيم "الدولة الإسلامية" مدينة الرقة معقله الأبرز في سوريا، لكن مصير المئات من مقاتليه الأجانب لا يزال مجهولاً.

إعلان

سيطر التنظيم المتطرف على المدينة الواقعة في شمال سوريا في العام 2014، وسرعان ما جعل منها مركزاً للتخطيط لهجمات دموية عدة حول العالم، أبرزها اعتداءات باريس في العام 2015 وهجوم برشلونة الأخير في آب/اغسطس.

من هم مقاتلو التنظيم؟

بعد إعلانه "الخلافة الاسلامية" على أراض شاسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور في العام 2014، انضم الآلاف من مواطني الدولتين فضلاً عن مقاتلين أجانب إلى صفوفه.

يقدر مسؤولون أمريكيون عدد الأجانب الذين التحقوا بالتنظيم خلال السنوات الماضية بنحو 40 ألفاً، انتشروا في "أرض الخلافة" التي ساوت مساحتها حين كانت في أوج قوتها مساحة بريطانيا.

باتت مدينة الرقة "العاصمة" المفترضة للتنظيم في سوريا واتخذها العديد من المقاتلين الأجانب مقراً لهم.

خاض تنظيم "الدولة الإسلامية" في الرقة معارك ضارية في مواجهة قوات سوريا الديموقراطية التي تمكنت من الدخول إليها في السادس من حزيران/يونيو بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

خلال أربعة أشهر، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة على 90 في المئة من مساحة المدينة وانكفأ نحو ألف جهادي سوري وأجنبي إلى جيوب صغيرة قبل أن يطردوا منها بموجب اتفاق اجلاء أولاً، تبعه هجوم أخير انتهى الثلاثاء.

 أين ذهب المقاتلون؟

يرجح محللون أن يكون قادة الصف الأول في التنظيم قد غادروا الرقة قبل دخول قوات سوريا الديموقراطية اليها. كما قتل المئات من المقاتلين خلال المعارك وجراء غارات التحالف الدولي التي لم تكل من استهداف المدينة.

حين اقتربت المعركة من نهايتها، قاد مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر المحافظة الأسبوع الماضي محادثات مع المقاتلين المحليين في المدينة، استسلم بموجبها أكثر من مئتي مقاتل محلي مع أفراد من عائلاتهم لقوات سوريا الديموقراطية.

شدد كل من مجلس الرقة المدني وقوات سوريا الديموقراطية على أنه لم يُسمح للمقاتلين الأجانب بالخروج من المدينة. وقبل انتهاء العمليات العسكرية في المدينة، قدر التحالف الدولي وقوات سوريا الديموقراطية عدد الجهاديين المتبقين وغالبيتهم من الأجانب بنحو 300 مقاتل.

لم يتوفر حتى الآن أي إشارة حول مصير هؤلاء المقاتلين وما إذا كانوا قد استسلموا أو قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة من القتال.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن نحو 130 إلى 150 مقاتلاً أجنبياً استسلموا مباشرة قبل انتهاء المعارك.

قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "لم يرهم أحد لأن أجهزة المخابرات تسلمتهم"، مضيفاً "نعلم أن المقاتلين الفرنسيين والبلجيكيين تسلمتهم بالتأكيد أجهزة مخابرات بلديهما". وتضمن هؤلاء، وفق عبد الرحمن، مقاتلين عرب فضلاً عن أوروبيين وآخرين من دول وسط آسيا.

تحدثت تقارير أخرى عن تمكن قافلة من المقاتلين الأجانب من الخروج من المدينة باتجاه مناطق سيطرة التنظيم المتطرف في محافظة دير الزور في شرق البلاد، الأمر الذي نفاه مسؤولون في قوات سوريا الديموقراطية.

قال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو إن المقاتلين الذين لم يشملهم الاتفاق "إما استسلم البعض منهم وإما قتل".

وأضاف "نجري حالياً عمليات تمشيط للقضاء على الخلايا النائمة، قد يكون هناك إرهابي مختبئ هنا أو هناك".

من جهة أخرى ذكر المتحدث باسم التحالف الدولي ريان ديلون أن مئة مقاتل إضافي استسلموا خلال خلال اليومين الماضيين وقد تبين أن بينهم أربعة مقاتلين أجانب، دون أن يتمكن من تحديد جنسياتهم.

 ماذا سيحصل للمقاتلين؟

نفى ديلون توقيف التحالف الدولي لأي مقاتل. وقال "لم نقم بهذا الأمر. لدينا قوات من التحالف ستحقق معهم وتحاول أن تحصل منهم على معلومات، ولكنهم في قبضة قوات سوريا الديموقراطية".

بموجب الاتفاق الذي قاده مجلس الرقة المدني، جرى تسجيل بيانات وبصمات المقاتلين الذين استسلموا لوجهاء العشائر الذين سيكونون "مسؤولين عنهم وكفلاءهم".

من المتوقع أن تتواصل قوات سوريا الديموقراطية مع الدول التي يتحدر منها المقاتلين الأجانب لبحث سبل تسليمهم ومحاكمتهم. وسلمت قوات سوريا الديموقراطية في أيلول/سبتمبر مقاتلاً أمريكياً من التنظيم المتطرف إلى مسؤولين أميركيين، وهو حالياً موقوف في العراق.

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية