من دمشق إلى هاواي: رحلة عالمة اختارت اصطياد الهالة الشمسية
نشرت في: آخر تحديث:
أخذتها رحلتها الطويلة إلى هاواي لتصبح المرأة الوحيدة في العالم التي تقود بعثة لرصد الكسوف التام، لكنها لا تزال تحتفظ بذاكرتها الدمشقية ولغتها العربية... إنها عالمة الفلك شادية حبال التي لم تنقطع صلاتها بالشرق الذي أملت في تقديم الكثير له.
وتقول لوكالة فرانس برس على هامش المؤتمر الدولي للقيادات النسائية في العلوم والتكنولوجيا الذي انعقد في الكويت هذا الاسبوع، "عدت مرارا إلى سوريا وعملت على نقل معرفتي ومشاركة خبراتي مع زملائي في جامعة دمشق من حيث تخرجت ببكالوريوس في الفيزياء والرياضيات، لكني انقطعت عنها بسبب الحرب" التي خلفت مئات الاف الضحايا منذ 2011.
ولم تغب النزاعات في سوريا وفي العراق واليمن عن ناظري العالمات العربيات والأجنبيات المشاركات في الذي يختتم الأربعاء في العاصمة الكويتية والذي شارك فيه نحو 250 شخصا.
وشادية حبال أستاذة في معهد علوم الفلك في جامعة هاواي. ينصب اهتمامها البحثي على فيزياء الرياح والانفجارات الشمسية، وتشرف على برنامج فريد لملاحظة انبعاثات وتدفق الإيونات الثقيلة على الأرض، وهي أدت دوراً رئيسياً في إعداد مسبار وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الشمسي الروبوتي لاستكشاف هالة الشمس.
وتندرج أهمية أبحاثها في احتساب سرعة وصول هذه الجزيئات نحو الأرض وتوقع تأثيرها على الأقمار الاصطناعية ومحطات انتاج الكهرباء وتفادي الضرر المحتمل الناجم عنها.
وتتذكر الأستاذة حبال عندما قدمت إلى سوريا في 1999 لرصد كسوف كلي للشمس كيف "اختبأ الناس في بيوتهم خوفاً"، لكن "الأمور تغيرت كثيراً في زيارتي التالية في سنة 2008، ولمست اهتماما كبيراً لدى الشباب بدراسة الفلك والعلوم".
وتضيف لوكالة فرانس برس "شُغفت بالعلوم منذ صغري ووجدت تشجيعا من معلمتي لدراسة الفيزياء. واليوم يقبل الكثير من الشابات العربيات على دراسة العلوم، لكن قلة منهن ينخرطن في البحث العلمي بسبب التحديات والأعباء".
وتشير دراسة حديثة لليونسكو إلى أن نسبة النساء المنخرطات في مجال العلوم تبلغ 37 % في العالم العربي، لكنها نسب "تخفي حقيقة أنهن لا يصلن إلى مناصب القيادة".
ثم تستدرك حبال قائلة "الوضع ليس أحسن حالاً في الغرب ولم يتغير كثيراً خلال ثلاثين عاما، فالتمييز كبير بحق العالمات (...) نعم لا يزال مستمرا. ولا يزال صوت الرجل مسموعاً أكثر. وعلى النساء أن يبذلن جهدا أكبر لكي يثبتن أنفسهن".
وتضيف "لا تزال نسبة النساء المختصات بالرياضيات والفيزياء والفلك على سبيل المثال بين 10 و20 % في الولايات المتحدة، وغالباً ما يتخلين عن المهنة بعد الدكتوراه".
وتوقفت مشاركات في المؤتمر عند الاثر السلبي للحرب على التعليم وتمكين المرأة وتطوير المجتمعات.
وقالت أستاذة علوم البحار والإدارة البيئية في جامعة البصرة في جنوب العراق ناديا فوزي لوكالة فرانس برس، "غني عن القول إن الحرب أثرت سلبا بصورة كبيرة على العلم. حملة الدكتوراه اليوم لا يجدون عملا، مستوى التعليم تراجع والأمية في ازدياد...".
لكن أستاذة الأحياء الجزيئية الخلوية في الجامعة الهاشمية في الأردن رنا الدجاني عبرت عن تفاؤل بقولها إن "العالم يشهد حروبا بصورة متكررة ولا يمكن أن نقف متفرجين، علينا أن نفكر في التعليم وفي التغيير طويل الأمد وهذا المؤتمر يدعو ويشدد على التعليم ولا سيما تعليم النساء وهذا مهم للنهوض بعد الحرب".
والدجاني مؤسِّسة مبادرة "نحن نحب القراءة" الحائزة العديد من الجوائز والتي انتقلت إلى 33 بلدا من أجل تشجيع القراءة وتعزيز التعليم.
وقالت أستاذة طب العيون السعودية سلوى الهزاع، وهي أول امرأة دخلت مجلس الشورى في سنة 2013، "الامور لا تُعطى لنا، وإنما علينا أن نأخذها بيدنا (...) نحن كنساء لا نواجه سقفا زجاجيا وانما سقفا من طين علينا أن نخترقه".
ونظمت المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بالتعاون مع الجمعية الأميركية لتقدم العلوم ووزارة الخارجية الأميركية.
وتقول شادية حبال بحزن "كنت متفائلة بأن الأمور تتحسن في مجتمعاتنا العربية، لكن الحرب قضت على كل أمل. لقد عدنا عشرات السنين إلى الوراء والنساء أكثر المتضررات وكذلك العلوم والتعليم".
أما عن فرصة العودة إلى دمشق التي ولدت ونشأت فيها، فتقول حبال إن "الحرب غيرت المعادلة ولا أعرف متى يمكنني أن أعود في الظروف الحالية وكيف اساهم في تطوير العلوم في وطني الأم".
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك