أخبار العالم

موغيريني أجرت محادثات "مشجعة" مع الزعيمة البورمية حول أزمة الروهينغا

وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني  مع الزعيمة البورمية اونغ سان سو تشي
وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني مع الزعيمة البورمية اونغ سان سو تشي رويترز/ أرشيف

أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الإثنين 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 أنها أجرت محادثات "مشجعة للغاية" مع الزعيمة البورمية اونغ سان سو تشي حول أزمة الروهينغا، مثنية على خطوات باتجاه إعادة المسلمين الذين فروا من بورما إلى بنغلادش.

إعلان

إلا أن التفاؤل الذي أبدته موغيريني بدا متعارضا جدا مع الواقع على الأرض في أزمة شهدت فرار 620 ألفا من الروهينغا هربا من الاغتصاب، والقتل والحرق في ولاية راخين منذ أواخر آب/أغسطس الماضي.

وشن الجيش البورمي منذ أواخر آب/اغسطس 2017 حملة عسكرية في ولاية راخين الغربية أعلن أنها تستهدف إخماد تمرد للروهينغا عبر هجمات لمسلّحين استهدفت مراكز للشرطة. وشهدت الحملة إحراق قرى بأكملها ودفع الآلاف إلى ما بات ينظر إليها على أنها أكبر موجة نزوح في يومنا الحالي.

وتقول الأمم المتحدة أن سياسة الأرض المحروقة المعتمدة في الحملة العسكرية والتي حولت مئات القرى في ولاية راخين في شمال بورما إلى رماد، أقرب إلى تطهير عرقي.

وتتعرض بورما، ولا سيما الحاكمة الفعلية فيها اونغ سان سو تشي حائزة جائزة نوبل للسلام، لانتقادات دولية على خلفية المعاناة التي تعيشها أقلية الروهينغا. ردا على ذلك أعلنت بورما أنها مستعدة لإعادة اللاجئين اذا تمكنوا من "اثبات" أنهم من ولاية راخين.

وزارت موغيريني في نهاية الأسبوع الماضي مخيمات للاجئين في كوكس بازار.

وبعد محادثات اجرتها الاثنين مع سو تشي البورمية خرجت بانطباع ايجابي. وقالت موغيريني خلال اجتماع لوزراء خارجية آسيويين وأوروبيين في نايبيدا "اعتبر (المحادثات مع سو تشي) مشجعة للغاية".

متفائلة جدا

قالت موغيريني إنها "متفائلة جدا بامكانية" توصل بورما وبنغلادش إلى اتفاق حول إعادة اللاجئين إلى بلادهم، مشيرة إلى أنها تعتقد أن هذه الامكانية "واقعية وملموسة".

ولم يتوصل البلدان حتى الآن إلى اتفاق ملزم في هذا الشأن.

ولا ترجح منظمات حقوقية التوصل إلى عودة آمنة وسريعة لأعداد كبيرة من الروهينغا إلى بورما، لا سيما وأن الكثير منهم لا يزالون يفرون يوميا من أعمال العنف والرعب والجوع.

ولا تزال الأوضاع القانونية لأقلية الروهينغا المسلمة مسألة حسّاسة في بورما ذات الغالبية البوذية والتي يُحرمون فيها من الجنسية ويُنظر إليهم على أنهم مهاجرون من بنغلادش.

وأُحرقت قرى الروهينغا وتم الاستيلاء على مزارع الأرز التابعة لهم أو تركت لتتلف، ما يطرح تساؤلات كبيرة حول امكانية عودتهم.

   ولا يزال مئات الآلاف من الروهينغا الذين أجبروا على الخروج من بورما جراء عمليات عسكرية سابقة بانتظار العودة على الرغم من اتفاقيات مع بنغلادش لاعادتهم تعود الى عقود خلت.

وروى الفارون من ولاية راخين في الاشهر الاخيرة قصصا مروعة عن قيام الجيش البورمي وبوذيون من الولاية باعمال اغتصاب وقتل وحرق.

وينفي الجيش البورمي الاتهامات الموجّهة له.

ودعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الأربعاء الماضي في نايبييداو إلى إجراء تحقيق مستقل في التقارير "الموثوق فيها" عن ارتكاب جنود الجيش البورمي فظائع ضد أقلية الروهينغا المسلمة.

وساهمت الصين في فك العزلة التي عاشتها بورما جراء أزمة الروهينغا، وقد لعبت ودورا في تجنيب البلاد عقوبات كانت مطروحة على مجلس الامن التابع للأمم المتحدة.

والصين هي إحدى الدول القليلة الصديقة للمجلس العسكري السابق في بورما.

وتطمح بكين إلى الوصول إلى الساحل الغربي لبورما حيث المرافئ وأنابيب النفط لا سيما في ولاية راخين التي ينفق فيها رجال الأعمال الصينيون مليارات الدولارات.

والتقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأحد الزعيمة البورمية وأكد مجددا دعم بلاده لبورما في قضية ولاية راخين، بحسب صحيفة "غلوبل نيو لايت اوف ميانمار" المدعومة من الدولة.

وأضاف وانغ يي أن جوهر المشكلة يكمن في "معالجة الفقر"، داعيا بورما وبنغلادش إلى "الحوار" لحلّ الأزمة.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية