الشرق الأوسط

غارات على مواقع للحوثيين بمحيط صنعاء بعد اعتراض صاروخ فوق الرياض

شنت طائرات التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية الأربعاء سلسلة غارات في محيط مدينة صنعاء وفي مناطق اخرى من البلد الغارق في نزاع مسلح، غداة اعتراض صاروخ بالستي فوق الرياض أطلقه الحوثيون.

رويترز
إعلان

في هذا الوقت، شن مسلحون مجهولون هجوما مباغتا على منزل الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل على أيدي الحوثيين، وقتلوا بعض حراس المبنى من الحوثيين.

وقال شهود لوكالة فرانس برس ان غارات استهدفت معسكرا للحوثيين جنوب صنعاء، ومعسكرا ثانيا غرب العاصمة، ومواقع اخرى شمال المدينة. وذكر مصدر أمني مقرب من المتمردين ان طائرات التحالف هي التي شنت هذه الغارات.

وفي صعدة، معقل الحوثيين، قتل 11 مدنيا واصيب ثمانية اخرون بجروح في غارة أصابت مجموعة منازل، بحسب ما افاد مسؤول محلي فرانس برس.

من جهتها، قالت قناة "المسيرة" المتحدثة باسم الحوثيين ان بين القتلى نساء واطفالا، متهمة طيران التحالف بشن الغارة.

وباستثناء الغارة على صعدة، لم تؤكد مصادر امنية وطبية تحدثت اليها فرانس برس وقوع قتلى او جرحى في الغارات الاخرى، الا ان ان وكالة "سبأ" المتحدثة باسم الحوثيين قالت ان 38 شخصا قتلوا في أنحاء مختلفة من اليمن جراء الضربات الجوية.

ووقعت الغارات غداة قيام الحوثيين باستهداف العاصمة السعودية بصاروخ بالستي جرى اعتراضه فوق الرياض قبل أن يصيب هدفه.
   وقال الحوثيون ان "هدف الصاروخ البالستي اجتماع موسع لقادة النظام السعودي في قصر اليمامة" حيث عقدت الحكومة اجتماعا برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أعلنت فيه عن موازنة العام المقبل.

ويشهد اليمن نزاعا داميا بين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي الحوثيين في أيلول/سبتمبر 2014.

وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية. وجاء اعتراض الصاروخ الثلاثاء بعد نحو ألف يوم من التدخل السعودي.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تبنى الحوثيون اطلاق صاروخ بالستي يبلغ مداه نحو 750 كيلومترا واستهدف مطار الرياض. وجرى اعتراض الصاروخ فوق المطار وكانت هذه المرة الاولى التي يصل فيها صاروخ اطلق من اليمن الى هذه المسافة داخل السعودية.

وتتهم الرياض وواشنطن ايران بالوقوف خلف الهجمات الصاروخية ضد السعودية. وكانت الولايات المتحدة أعلنت قبل أيام ان الصاروخ البالستي الاول "من صنع ايراني"، وهو اتهام نفته طهران.

ونفى ناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية "بحزم" الاربعاء الاتهامات الاميركية والسعودية لطهران بتسليح  الحوثيين في اليمن.

الحل السياسي مستبعد

بعيد اعتراض الصاروخ الاول، فرض التحالف العسكري حصارا شاملا على اليمن لنحو ثلاثة اسابيع أغلق خلاله المنافذ الرئيسية التي تدخل عبرها المساعدات الانسانية وأهمها ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين.

والا ان التحالف أصدر بيانا الاربعاء اكد فيه انه لن يغلق الميناء غداة اعتراض الصاروخ الثاني.

وقال عبر وكالة الانباء السعودية لرسمية ان "قيادة التحالف تعلن استمرار فتح ميناء الحديدة للمواد الإنسانية والإغاثية، والسماح بدخول السفن التجارية بما فيها سفن الوقود والمواد الغذائية لمدة ثلاثين يوماً".

وشهد النزاع اليمني تصعيدا اضافيا في الرابع من كانون الاول/ديسمبر عندما قُتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح على أيدي الحوثيين بعد أيام من انهيار التحالف معهم ما أدى الى اندلاع مواجهات دامية في صنعاء. كما اطلقت القوات الحكومية اثر ذلك حملة عسكرية عند الشريط الساحلي المطل على البحر الاحمر غربا.

ومساء الثلاثاء، أفاد سكان في الحي المجاور لمنزل الرئيس السابق وسط العاصمة ان مسلحين مجهولين هاجموا بالاسلحة الرشاشة عناصر من الحوثيين في محيط المنزل وقتلوا معظم المسلحين المكلفين حراسة المبنى ثم لاذوا بالفرار.

ولم يعرف عدد القتلى في الهجوم او الجهة التي تقف خلفه.

وفي هذا السياق، اعتبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ان الحل السياسي في اليمن لم يعد ممكنا بعد قتل الحوثيين حليفهم السابق، مؤكدا ان حكومته لن تدخل في حوار معهم الا بعد ان يتخلوا عن السلطة.

وقال هادي في لقاء مع عدد من السفراء في محل اقامته الموقت في الرياض مساء الثلاثاء "اثبتت الميليشيات (...) انها لا تجنح للسلم وان اي عمليات سلام معها قبل انتزاع السلاح يعتبر اهدارا للوقت وخدمة مجانية للميليشيات".

وأكد "لن تتوقف العمليات العسكرية حتى تحرير كافة التراب اليمني ولا يمكن اجراء اي حوار او مشاورات إلا على قاعدة المرجعيات الثلاث التي تنص بصورة واضحة على انهاء الانقلاب وتسليم السلاح وعودة مؤسسات الدولة".

تسبب النزاع في اليمن بمقتل أكثر من 8750 شخصا منذ اذار/مارس 2015 واصابة عشرات الاف المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الالاف، بينما غرق البلد الفقير بأزمة غذائية وصحية كبرى.

وحاولت الامم المتحدة التوسط بين اطراف النزاع للتوصل الى حل سياسي الا ان مساعيها باءت بالفشل.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية