أخبار العالم

ناشطو "الحراك" في المغرب يتحدثون للمرة الأولى

تحدث المشاركون فيما أطلق عليه "الحراك" للمرة الأولى منذ بداية محاكمتهم، في جلسة محكمة الاستئناف، يوم الجمعة26 يناير 2018، ليؤكدوا أن "الحراك" لا يعبر عن أي نوايا انفصالية عن المغرب كما أشيع عنها.

  مظاهرات بالحسيمة المغربية
مظاهرات بالحسيمة المغربية يوتيوب - أرشيف
إعلان

بدأت حركة الاحتجاجات والمظاهرات في منطقة الريف المغربية قبل 16 شهرا، مع مقتل محسن فكري بائع الأسماك الذي حاول انقاذ بضاعته المصادرة من جهاز طحن النفايات فسقط في الجهاز ولقي مصرعه.

وتركزت المظاهرات في مدينة الحسيمة، مطالبة بتعزيز البنى التحتية من طرف ومدارس ومستشفيات، وأدت لولادة "الحراك" وهي منظمة تطرح مطالب اجتماعية، بصورة أساسية.

مدينة الحسيمة ضربها زلزال بلغت قوته 6.5 على مقياس ريشتر، عام 2004، وأسفر عن وفاة حوالي 1000 قتيل ومئات من الجرحى من سكان المدينة والمناطق المجاورة لها، وألحق أضرارا جسيمة ببنيتها التحتية، وعلى مدى السنوات الماضية، لم تقم السلطات بجهود حقيقية لإعادة الإعمار، وتدهورت الأوضاع، حتى أصبحت المدينة مهمشة، تشكل موارد الدخل الرئيسية فيها ما يرسله المهاجرون في أوروبا وزراعة الحشيش.

وعند انفجار حركة الاحتجاج في أكتوبر / تشرين الثاني 2016، واجهت الحكومة المحتجين بحملة قمع عنيفة، واعتقلت الآلاف من المتظاهرين.

ولم يمنح المعتقلون فرصة للتعبير عن مواقفهم منذ بداية المحاكمة في منتصف سبتمبر / أيلول 2017 ، حيث يمثل 54 ناشطا أمام محكمة الاستئناف، لكن اسم ناصر الزفزافي قائد التحرك هو الذي طرح في اغلب الاحيان وان لم يدل بشهادته يوم الجمعة 26 يناير 2018 .

وكان أول من تحدث أمام المحكمة منعم اسرتيحو  وككثيرين غيره، يحاكم خصوصا بتهمة "التحريض على تظاهرة لم يصرح بها". لكن اسئلة رئيس المحكمة تناولت خصوصا شبهات بوجود نزعة انفصالية وعلاقاته مع الزفزافي.

وعلى شاشة كبيرة نصبت في قاعدة المحكمة في هذه المناسبة، عرض رئيس المحكمة صورة يظهر فيها اسرتيحو مع الزفزافي الذي عرف بخطبه النارية ضد الدولة "الفاسدة" و"تعسف المخزن" اي السلطة.

وسأل القاضي "اي صلات تربطكم بالزفزافي؟". فرد الشاب "لا علاقة"، مشيرا الى انها "مجرد صورة والكل يعرف الكل في الحسيمة"، مدينة الزفزافي التي اصبحت مركز الاحتجاج.

واحتج محامو الدفاع على الاسئلة، معتبرين ان "لا علاقة لها" بالملاحقات، لكن القاضي رفض هذه الاعتراضات وعرض صورا اخرى على الشاشة. وقد توقف عند صورة للزفزافي معلقة على جدران مقهى اسرتيحو. ورد الناشط ان "نادلا علقها عندما كنت في رحلة في الناضور ونزعتها بعد عودتي"، مثيرا بعض الضحك في القاعة.

تقدم بعد ذلك زكريا قدوري الذي كان من "حراس" ناصر الزفزافي مثل شبان آخرين من المنطقة كانوا يتولون حماية الرجل. وقال قدوري ان "ناصر كان يتلقى حينذاك تهديدات على هاتفه. كبرنا في الحي نفسه وكان يثق بي لذلك توليت امر الدفاع عنه".

أصبح ناصر الزفزافي وجه "الحراك" واسمه بات معروفا في كافة أرجاء البلاد، وكان قد اعتقل في مايو / أيار 2017  بعد أن قاطع خطبة إمام، معادية بشكل واضح لحركة الاحتجاج. وقد وجهت اليه اتهامات خطيرة من بينها "المساس بأمن الدولة" والذي يعاقب عليه القانون بالإعدام.

وقال القاضي "لماذا لم يكن هناك علم مغربي في تظاهراتكم؟"، فرد زكريا قدوري بعفوية "لم يكن لدي أعلام في بيتي وكان علي شراؤها"، وبعد ذلك، اكد ناشط آخر يدعى رشيد موساوي الذي يحاكم خصوصا بتهمة "التحريض على المساس بالوحدة الترابية للمملكة" انه "فخور بالعلم المغربي".

ومع تعليق الجلسة، انشد ناصر الزفزافي ورفاقه في قفص الاتهام رافعين قبضاتهم "اقسم بعدم خيانة قضيتي  يحيا الريف يحيا الوطن"، فيما بدا كمحاولة جديدة لإزالة الشبهات بميل "الحراك" الى الانفصال.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية