أخبار العالم

الفرنسي عادل بركي العائد من سوريا يروي "قصة جهاده" الفاشلة

صورة باليد من داخل المحكمة (أ ف ب)

روى الفرنسي المغربي عادل بركي الذي توجه في 2013، الى سوريا للجهاد خلال محاكمته، الجمعة 6 أبريل 2018، "قصة جهاده" في هذا البلد، موضحا ان نوبات ذعر عنيفة أرغمته على القيام بأعمال يدوية ثم العودة الى فرنسا.

إعلان

قال بركي لوالده قبل الذهاب الى سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 "نلتقي في الجنة". واكد امام محكمة باريس الجنائية التي يحاكم امامها مع اربعة متهمين آخرين، انه توجه الى هذا البلد "لمساعدة المدنيين" والمساهمة في "تهدئة احدى مناطق القتال".

وكان بركي (39 عاما) يقيم في حينها في مدينة ايمارغ الصغيرة القريبة من مدينة لونيل بجنوب فرنسا، التي كان يرتاد مسجدها ويختلط بالشباب المتطرفين.

والتحق في تركيا بعبد الكريم ب. الذي "تعرف عليه في المسجد". وبركي لحق بعبد الكريم بعد اسبوع "لعدم اثارة الشكوك".

وكانا اول شابين توجها من لونيل الى سوريا قبل ان يضم اليهما عشرون شابا من هذه المدينة في واحدة من أكبر دفعات الشباب الذين توجهوا الى سوريا، نسبة الى حجم المدينة التي يبلغ عدد سكانها 26 ألف نسمة.

وصدرت مذكرات توقيف بحق 15 من هؤلاء الشبان بينهم ثمانية على الاقل قتلوا في سوريا أحدهم عبد الكريم في كانون الاول/ديسمبر 2014.

وبما انها غير قادرة على العثور على الاعضاء الرئيسيين في هذه المجموعة، تحاول المحكمة العمل مع خمسة متهمين شخصيات مختلفة ومعظمهم من الصف الثاني.

واكد بركي بحماس وأحيانا بوقاحة ان سفره لم يكن "منظما". وعندما يتحدث المحققون عن ملف لونيل، فهم يستخدمون عبارة "مجموعة شبان" بدلاً من كلمة "شبكة" لنقل الشبان.

طرد الارواح الشريرة

لم يعرف باركي وعبد الكريم كيف يعبران الحدود التركية السورية اولا، لكنهما نجحا في ذلك لاحقا بفضل المساعدة اللوجستية لجوهان جونكاج أحد اقارب الجهادي الفرنسي مراد فارس الذي يعمل في تجنيد الشباب.

وكالعادة قام "امير جيش محمد" الجماعة الجهادية التي التحقا بها في مدينة اعزاز، بمصادرة جوازي سفرهما.

وسألته رئيسة المحكمة "الا يبدو الامر غريبا بعض الشيء؟ تصلان للمساعدة وتصادر اوراقكما الثبوتية؟". واجاب "اعتقدت ان ذلك جزءا من السياسة المطبقة"، مثيرا ضحك الحضور.

والتدريب الالزامي لدى الوصول لم يجر بشكل جيد لان بركي الذي يعتقد انه مسكون بأرواح شريرة منذ كان في العشرين من عمره، كان يصاب بنوبات عنيفة "تنتفخ خلالها عيناه ويقطع نفسه".

وخضع لجلسات "لطرد الارواح الشريرة" لكنها لم "تأت بالنتائج المرجوة".

واعتبر امير الجماعة انه من الافضل عدم تسليمه سلاحا وكلف بمهام ادارية. وقال "كنت أنظف الطرقات وأقطف الزيتون وقمت بذلك لثلاثة أسابيع".

وخلال التحقيق قال إنه عاد الى فرنسا لأنه سئم من الأعمال المنزلية. وتحدث أمام القضاة المشككين، الجمعة، عن "تجربة تركت أثرا في نفسه خصوصا بسبب الدمار والفقر والخراب".

"خطة" سرية

  

كان بركي اول العائدين الى فرنسا في كانون الثاني/يناير 2014 ولم يتم اعتقاله الا بعد عام على إثر اعتداءات باريس في كانون الثاني/يناير 2015.

وقال انه بين وصوله وتوقيفه "كان الناس سيعتقدون انني اعمل لحساب الاستخبارات لأنني لم ادخل السجن". واضاف "كل هذا لم يكن صحيحا" ورئيسة المحكمة "ليس لديها أي شك" في ذلك.

  

وتوحي اتصالات هاتفية خضعت للتنصت بانه كان يريد العودة إلى سوريا، لكنه نفى ذلك. وكان أحد المتهمين الآخرين حمزة موصلي يطلعه على التطورات الجيوسياسية في المكان.

والى جانب بركي، وحده علي عبدومي (47 عاما) متهم بالذهاب الى سوريا لكنه ينفي ذلك على الرغم من وجود العديد من الادلة.

والرجل الذي لم يكن يبدو عليه اي اشارة لالتزام ديني، كان ينشط على هامش مجموعة لونيل ويعيش فوق محل للأطعمة يملكه عبد الكريم ب. ويتجمع فيه الشبان المتطرفون.

ويؤكد عبدومي انه كان على خلاف مع ادارة الخدمات الاجتماعية في تلك الفترة وعرض الذهاب للجهاد، موضحا انه توجه الى الحدود السورية التركية في إطار "خطة" سرية لتأمين تسلل عبد الكريم ب. الذي كان يريد العودة الى فرنسا.

لكن بسبب الاتصالات العديدة التي تؤكد تطرف عبد الكريم الى حدود قصوى، لم تقتنع المحكمة بأقواله على ما يبدو.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية