من هي أبرز القوى المشاركة في النزاع السوري؟
نشرت في: آخر تحديث:
بدأ النزاع في 15 آذار/مارس 2011، وتسبب بمقتل أكثر من 350 ألف شخص ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. وعلى مدى السنوات السبع من النزاع الدامي، ازداد المشهد السوري تعقيداً يوماً بعد يوم، وتعددت أطرافه مع تورط مجموعات مسلحة غير سورية وتنظيمات جهادية وقوى إقليمية ودولية. وفجر السبت 14 نيسان – أبريل نفذت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضربات عسكرية على أهداف محددة في سوريا، ردا على هجوم كيميائي قالت إن دمشق نفذته في07 نيسان/أبريل في دوما قرب دمشق.
فمن هي القوى الرئيسية المشاركة في النزاع السوري ؟
النظام وحلفاؤه
الجيش السوري
خسر الجيش السوري الذي كان عديد قواته المقاتلة 300 ألف عنصر قبل بدء النزاع، نصف عناصره الذين قتلوا خلال المعارك أو فروا أو انشقوا.
وخسر خلال السنوات الأولى من الحرب مساحة كبيرة من الأراضي، لكن تدخل روسيا وإيران وحزب الله اللبناني ساهم في تغيير ميزان القوى على الأرض لصالحه اعتباراً من 2015، إن كان في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" أو الفصائل المعارضة.
اقرأ أيضا:ردود فعل مؤيدة وأخرى شاجبة على الضربات الأمريكية الفرنسية البريطانية ضد سوريا
المقاتلون الموالون للنظام
يتراوح عددهم بين 150 و200 ألف عنصر. وتعد قوات الدفاع الوطني التي نشأت العام 2012 وتضم في صفوفها 90 ألف مقاتل، أبرز مكونات الفصائل الموالية.
ويضاف إلى الفصائل المحلية، مقاتلون من لبنان وإيران والعراق وأفغانستان. ويشكل مقاتلو حزب الله اللبناني الذين يراوح عددهم بحسب خبراء، بين خمسة آلاف وثمانية آلاف، المجموعة الأبرز بين القوات غير السورية التي تقاتل إلى جانب النظام.
ويسيطر الجيش السوري حاليا على أكثر من 56 في المئة من الأراضي السورية التي يعيش عليها أكثر من سبعين في المئة من السكان.
روسيا وإيران
استعادت قوات النظام زمام المبادرة بفضل الدعم الجوي الروسي منذ نهاية أيلول/سبتمبر 2015. ولعبت موسكو دورا رئيسيا في معارك الغوطة الشرقية الأخيرة، وخاضت مفاوضات مباشرة مع الفصائل المعارضة انتهت بإخراج هذه الفصائل من الغوطة الشرقية التي بقيت معقلا لها لسنوات.
وأرسلت إيران، الحليف الإقليمي الرئيسي للنظام، آلاف العناصر من الحرس الثوري لمساندة الجيش في معاركه بالإضافة إلى مستشارين عسكريين. كما توفر إيران مساعدات اقتصادية لدمشق.
مقاتلو المعارضة
رغم أن تسمية "الجيش الحر" تتكرر على لسان ناشطين وبعض القياديين المعارضين، لكن هذا الجيش الذي تشكل في بداية النزاع خصوصاً من منشقين عن الجيش السوري، ثم من مدنيين حملوا السلاح لإسقاط النظام، لم يعد له وجود ككيان مستقل.
وانتشرت مكانه فصائل مقاتلة بتسميات لها غالباً طابع إسلامي مع تنوع مصادر تمويلها التي كانت إجمالا تركيا والسعودية وقطر وغيرها.
وتقلص حجم وتأثير الفصائل المعارضة مع خساراتها المتتالية، وهي تسيطر اليوم على 12 في المئة فقط من الأراضي السورية، بحسب الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش. وبين هذه الأراضي المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.
ويعيش أقل من 15 في المئة من السكان في هذه الأراضي.
الجهاديون
هيئة "تحرير الشام"
في تموز/يوليو 2015، أعلنت جبهة النصرة فك ارتباطها بتنظيم القاعدة الذي قاتلت تحت رايته منذ 2013 وغيرت اسمها إلى "جبهة فتح الشام "ويقودها أبو محمد الجولاني. وفي بداية العام 2017، وإثر اقتتال داخلي بينها وبين فصائل إسلامية أخرى، اختارت جبهة فتح الشام أن تحل نفسها لتندمج مع فصائل اسلامية تحت مسمى "هيئة تحرير الشام".
وتنفرد الهيئة حالياً تقريباً بالسيطرة على الجزء الأكبر من إدلب. كما تتواجد في مناطق من ريف حلب الغربي، وفي جنوب البلاد.
تنظيم "الدولة الإسلامية"
ضم التنظيم الذي يتزعمه أبو بكر البغدادي منذ انطلاقه في العام 2013، آلاف المقاتلين. وشكل المجموعة المسلحة الأكثر ثراء والأكثر وحشية في سوريا. أعلن في حزيران/يونيو 2014 إقامة "الخلافة" في مناطق سيطرته في سورياوالعراق. وانضم نحو ثلاثين ألف مقاتل أجنبي إلى صفوفه. لكنه بدأ يخسر مواقعه منذ 2015 وتحديداً أمام تقدم الأكراد الذين طردوه من مدينة الرقة وإثر معارك مع الجيش السوري. ويسيطر التنظيم المتطرف حالياً على اقل من خمسة في المئة من البلاد.
المقاتلون الأكراد
بعد معاناتهم على مدى عقود من سياسة تهميش، تصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة في ثلاثة "أقاليم" في شمال البلاد.
وتلقت وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سورياالديموقراطية، دعماً من التحالف الدولي الذي اعتبرها الأكثر فعالية في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية". لكن دعم واشنطن للأكراد شكل عامل توتر بين الولايات المتحدة وحليفتها تركيا التي تصنف الوحدات بالمجموعة "الإرهابية".
وخسر الأكراد إقليم عفرين (شمال غرب حلب) الشهر الماضي اثر عملية عسكرية نفذتها أنقرة وفصائل موالية لها.
ويسيطر الأكراد على 28 في المئة من البلاد حيث يعيش 16 في المئة من السكان، وفق بالانش.
تركيا وقطر والسعودية
منذ بدء النزاع، دعمت كل من تركيا والسعودية وقطر المعارضة السياسية والمسلحة. وبرغم المعارضة المستمرة للنظام، ابتعدت كل من قطر والسعودية تدريجياً عن النزاع.
أما تركيا فلا تزال تحتفظ بدور بارز، ونفذت حتى الآن عمليتين عسكريتين في سوريا: الأولى في آب/اغسطس الماضي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" والمقاتلين الأكراد في ريف حلب الشمالي الشرقي، والثانية في كانون الثاني/ديسمبر ضد الأكراد في ريف حلب الشمالي الغربي.
وعملت أنقرة خلال الأشهر الماضية مع روسيا وإيران على التوصل إلى حل للنزاع في سوريا. ورعت الدول الثلاث محادثات بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة في أستانا لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
التحالف الدولي
تشارك فيه دول عدة غربية وعربية بقيادة واشنطن. ونفذ منذ صيف 2014 غارات جوية مكثفة ضد الجهاديين في سورياوالعراق.
وتراجعت وتيرة غاراته مؤخراً بشكل كبير على وقع الهزائم المتلاحقة التي مني بها التنظيم.
وينتشر حوالى 2000 جندي أمريكي في الشمال السوري، معظمهم من القوات الخاصة الأمريكية، بهدف مواصلة الحرب على من تبقى من الجهاديين، وتدريب قوات محلية.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخيرا نيته سحب هؤلاء الجنود من سوريامن دون أن يحدد جدولا زمنيا لذلك.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك