الصواريخ البالستية الإيرانية: موضع الخلاف
نشرت في: آخر تحديث:
تثير برامج الصواريخ البالستية الايرانية توترا في العلاقات بين طهران والغربيين منذ سنوات بينما جعلت منها الجمهورية الاسلامية موضوعا غير قابل للتفاوض.
وبحسب تقرير نشره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الآونة الاخيرة في لندن فإن إيران تطور حاليا نحو 12 نوعا من الصواريخ البالستية البالغ مداها ما بين 200 والفي كلم ويمكن ان تزود بشحنات يتراوح وزنها ما بين 450 و1200 كلغ.
واعتبارا من سنة 2006 فرض مجلس الأمن الدولي عبر سلسلة قرارات اجراءات عقابية لعرقلة هذه البرامج خشية الا تستخدم لتطوير رؤوس نووية.
وعلقت هذه القرارات بموجب القرار 2231 الصادر في تموز/يوليو 2015 والذي اقر بموجبه مجلس الامن الدولي الاتفاق الدولي حول الملف النووي الايراني الذي وقع قبل ذلك بايام في فيينا وأعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب الثلاثاء 8 أيار/مايو 2018 انسحابه منه.
وينتقد ترامب الاتفاق كونه لا يأتي على ذكر البرامج الصاروخية البالستية الايرانية. واقترحت فرنسا رسميا في محاولة لإنقاذ اتفاق فيينا، أن تحمل إيران على التفاوض حول هذه المسالة، لكن بدون نتيجة حتى الان.
وفي محاولة لتوضيح هذا الملف المعقد رد الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية كليمان تيرم على أسئلة وكالة فرانس برس.
1- ما هي مكانة الصواريخ البالستية في العقيدة العسكرية لإيران واستراتيجيتها الدفاعية؟
الصواريخ تشكل أبرز وسيلة ردع في العقيدة العسكرية التي تقدمها الجمهورية الاسلامية على أنها دفاعية. لكن القوى الاقليمية المنافسة لإيران تعتبر البرنامج البالستي "هجوميا" وخصوصا السعودية (التي تتهمها بنشر صواريخ بالستية في اليمن) وإسرائيل (التي تعتبر البرنامج البالستي الايراني تهديدا لأمنها).
من جهتهم يعبر الغربيون عن قلقهم إزاء استمرار برنامج بالستي في موازاة برنامج للاستقلالية النووية بسبب احتمال أن تستخدم إيران هذه الصواريخ البالستية على المدى الطويل لأهداف مرتبطة بالاستخدام النووي العسكري.
2- ما هي العوامل التاريخية التي تفسر هذا الخيار الايراني؟
الأولوية المعطاة لهذا البرنامج من قبل الجمهورية الاسلامية تفسر أولا عبر خبرة حرب المدن خلال حرب الخليج الاولى (1980-1988) بين العراق وإيران. وأدرجت إيران برنامجها البالستي في إطار سياسة ردع لا سيما تحسبا لفرضية تدخل عسكري ضد منشآتها النووية. ويصب شراء انظمة صواريخ روسية من نوع اس-300 في هذا الإطار.
واخيرا، تندرج رغبة إيران في تطوير قدرات تكنولوجية بالستية في إطار اوسع لسياسة الكفاية الذاتية التي تعتمدها الجمهورية الاسلامية للحد من اي اعتماد محتمل على الخارج.
3- هل الانفتاح ممكن؟
لقد اعلنت الجمهورية الاسلامية على الدوام ان القدرات العسكرية للبلاد ليست قابلة للتفاوض. لكن المشكلة الاوسع نطاقا تكمن في طبيعة السياسة الاقليمية التي تنتهجها إيران مثل دعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد او مناهضتها لإسرائيل. والعقبة الرئيسية امام فتح مفاوضات حول هذا الموضوع هي انها مسألة هوية بالنسبة للجمهورية الاسلامية وان حكومة الرئيس حسن روحاني التي قد تكون مؤيدة لبعض الانفتاح في عقيدة الثورة الخمينية حول هذه المسائل، ليست مكلفة بشكل مباشر هذه المسائل.
في الواقع ان مكتب المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي والحرس الثوري هما من يتولى السياسة الاقليمية للبلاد. الرئيس روحاني لم يتمكن من اعادة التوازن لأولويات البلاد التي عرضها في برنامجه الانتخابي في 2013 و2017 بين العقيدة الثورية والمصالح الاقتصادية للبلاد. وهكذا، سيكون من الممكن على الارجح التوصل الى تسوية حول البرنامج البالستي في حال خففت إيران من سياستها الاقليمية المتعارضة مع مصالح الغرب.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك