الولايات المتحدة- استخبارات

مديرة الـ CIA الجديدة، تاريخ ملوث بممارسة التعذيب

جينا هاسبل تأدي اليمين قبل الإدلاء بشهادتها أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي ( أ ف ب)

أصبحت جينا هاسبل أول امرأة تحتل منصب مديرة وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، بعد أن ثبت مجلس الشيوخ الأمريكي تعيينها في هذا المنصب، يوم الخميس 17 مايو/أيار 2018.

إعلان

هاسبل، التي تبلغ من العمر 61 عاما أمضت أكثر من 30 في قسم العمليات السرية في الوكالة، وآخر منصب لها كان مساعدة مدير الوكالة مايك بومبيو الذي خلفته بعد أن كلفه الرئيس الأمريكي بمنصب وزير الخارجية.

ولم يمر تعيين جينا هاسبل ببساطة نظرا لتاريخها المثير للجدل، بسبب الدور الذي لعبته في برامج التعذيب المطبقة بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر، وهو الأمر الذي ألقى بظل ثقيل على مسارها المهني، ذلك إنها تولت إدارة سجن سري للسي آي إيه في تايلاند، خلال جزء من العام 2002، حيث كان يوجد معتقلون يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة يتعرضون للتعذيب بصورة متكررة، بطريقة الإيهام بالغرق، وهي تقنية غير قانونية بموجب القانون العسكري، لكن الرئيس الأسبق جورج بوش سمح بها بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001، وقد حظر خلفه باراك أوباما هذه العمليات بصورة تامة.

ووعدت هاسبل أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ المكلفة تثبيت تعيينها، بأن السي آي إيه لن تعود لاستخدام برنامج الاستجوابات المشددة، وتحدثت بصورة متناقضة عندما أقرت بأن "التعذيب لا يأتي ينتيجة"، ثم عادت لتؤكد أن التعذيب سمح بالحصول على "معلومات قيمة" لمنع وقوع اعتداءات أخرى.

ولدت هاسبل في كنتاكي بوسط شرق البلاد، في عائلة من خمسة أولاد من الطبقة الوسطى، وتنقلت خارج الولايات المتحدة تبعا لتعيينات والدها الذي كان يعمل في سلاح الجو الأميركي، ثم أتمت دراستها المدرسية في المملكة المتحدة قبل الانتساب إلى جامعة لويسفيل (كنتاكي) حيث درست الصحافة واللغات الأجنبية (الفرنسية والإسبانية).

التحقت بالسي آي إيه عام 1985 لأنها أرادت أن تعيش حياة المغامرات في الخارج، حيث يمكنها استخدام حبها للغات الأجنبية.

بدأت عملها كـ"ضابط عمليات" في إفريقيا، وكانت مكلفة بتجنيد عملاء وتولي إدارتهم، وتقول عن ذلك المنصب إنه "خارج مباشرة من روايات التجسس، لم يكن من الممكن أن أحلم بأفضل من ذلك"، وتؤكد أنها "برعت في الحصول على معلومات سرية يتم تسلمها باليد في مخابئ أو خلال لقاءات في شوارع مظلمة في عواصم بلدان من العالم الثالث".

وبعد أن تعلمت الروسية والتركية، عينت في روسيا ثم في أوروبا الشرقية في التسعينات، قبل أن تصبح رئيسة مركز في أذربيجان، وقادت عملية مطاردة مقاتلين يشتبه بأنهما جهاديان والقبض عليهما، وظلت هذه العملية طي السرية، إلا أن هذه العملية تزامنت مع وقوع الاعتداءين على السفارتين الأميركيتين في تنزانيا وكينيا عام 1998.

انضمت جينا هاسبل بعد ذلك إلى مركز مكافحة الإرهاب في السي آي إيه، وتولت منصبها في 11 أيلول/سبتمبر 2001، بالتزامن مع الاعتداءات التي أدت لمقتل حوالي ثلاثة آلاف أمريكي في نيويورك.

وشهدت الفترة التي تلت هذه الاعتداءات، بين 2001 و2005، تطبيق برنامج الخطف والاعتقال خارج إطار القانون، وهو البرنامج الذي شوه سمعة السي آي إيه، والسيرة المهنية لهاسبل.

أشرفت هاسبل، بصورة خاصة، على استجواب السعوديين عبد الرحيم الناشري، ويعتبر الرأس المدبر للاعتداءين على ناقلة النفط الفرنسية "إم في ليمبورغ" عام 2002 والمدمرة الأميركية "يو إس إس كول" عام 2000، وأبو زبيدة، الذي يعتقد أنه أول قيادي كبير في تنظيم القاعدة يلقي الأميركيون القبض عليه بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر.

وقال الطبيب الذي كشف على الناشري، المعتقل حاليا في غوانتانامو، أنه كان من أكثر الأشخاص المصابين بصدمة الذين شاهدهم على الإطلاق، وفي عام 2008، قادت جينا هاسبل عمليات السي آي إيه في أوروبا، وفي 2012 أصبحت مساعدة مدير العمليات السرية في العالم، غير أن ماضيها عاد إلى الظهور في السنة التالية حين عرقل عدد من البرلمانيين ترقيتها إلى منصب المديرة، وتسلمت منصبا آخر في أوروبا قبل أن تصبح مساعدة مدير السي آي إيه عام 2017.

ونددت جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان بتعيينها، ورأت "هيومن رايتس ووتش" في ذلك نتيجة لفشل الولايات المتحدة في مواجهة تجاوزات الماضي، فيما اعتبر الاتحاد الأميركي للحريات المدنية أنه وصمة عار على التاريخ الأمريكي، سيتأسف عليه الأمريكيون.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية