زيدان مانح الاستقرار والألقاب لريال مدريد
عندما طلب من النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم نادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم، في وقت سابق من الموسم الحالي، بأن يصف مدربه الفرنسي زين الدين زيدان بكلمة واحدة، لم يتردد بالقول "رابح".
نشرت في:
في يوم مخصص للصحافيين قبيل نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال وليفربول الإنكليزي يوم السبت 26 مايو 2018 في عاصمة أوكرانيا كييف، اختار أحد الصحافيين استشارة عدد من لاعبي النادي الملكي، وسألهم عن رأيهم بالمدرب الذي قادهم إلى اللقب في الموسمين الأخيرين.
رد الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو الذي لعب بإشراف مدربين كبار من طينة البرتغالي جوزيه مورينيو والإيطالي كارلو أنشيلوتي والإسباني رافايل بينيتيز، بأن "زيدان هو أحد أفضل المدربين الذين لعبت في إشرافهم".
لسان حال إيسكو كان مماثلا، فزيدان "هو أحد أعظم من زاولوا كرة القدم. كل ما يقوله لك يبقى في ذهنك". الظهير الأيمن داني كارفاخال أعرب عن إعجابه بهدوء زيدان "لا نشعر بأنه متوتر"، وهو "يشد انتباهك عندما يتكلم".
إلا أن زيدان (45 عاما) لا يزال يخضع لامتحان "الجدارة" كمدرب من قبل العديد من المعلقين، على رغم أن النجم الدولي الفرنسي السابق الذي تولى الإشراف على ريال مطلع العام 2016، هو على عتبة قيادته إلى اللقب الثالث تواليا في المسابقة الأوروبية الأهم.
في رصيد زيدان حاليا العدد نفسه من ألقاب دوري الأبطال لمدربين يتفوقون عليه بأشواط على صعيد الخبرة. لقباه الأوروبيان يوازيان ما حققه "السير" الإسكتلندي أليكس فيرغوسون مع مانشستر يونايتد الإنكليزي، والإسباني جوسيب غوارديولا مع برشلونة الإسباني، ومورينيو مع بورتو البرتغالي وانتر الإيطالي. وفي حال إحرازه اللقب الثالث، سيعادل الرقم القياسي المسجل باسم أنشيلوتي والإنكليزي بوب بايسلي.
لكن مما يحسب لزيدان انه كسب ثقة اللاعبين واحترامهم نظرا لشخصيته والكاريزما التي يتمتع بها وتاريخه الكروي، وأرسى نوعا من الاستقرار في صفوف النادي المتطلب على صعيد الألقاب، والذي عرف ثمانية مدربين خلال عشرة أعوام. في نهائي يوم السبت، يمكن لزيدان أن يبدأ بتشكيلة أساسية هي نفسها التي خاضت نهائي 2017 ضد يوفنتوس الإيطالي، ومشابهة إلى حد كبير لتلك التي خاضت نهائي 2016 ضد أتلتيكو مدريد.
وشدد قائد ريال مدريد سيرخيو راموس على هذه النقطة بقوله "شهدت سنواتي الأولى مع الفريق العديد من المدربين، لم يكن هناك استقرار. عندما تنعم بالاستقرار في كل ما يحيط بالفريق، يكون كل شيء أكثر هدوء".
- "شغف"
في الموسم الماضي، تمكن ريال بقيادة زيدان من أن يصبح أول فريق يحتفظ بلقبه الأوروبي منذ ميلان الإيطالي ومدربه أريغو ساكي عام 1990. كما جمع ريال ثنائية الدوري المحلي ودوري الأبطال، في إنجاز هو الأول للفريق الملكي منذ 59 عاما.
على رغم هذه الإنجازات التي يضاف إليها لقب كأس العالم للأندية (مرتان) والكأس السوبر الأوروبية (مرتان) والإسبانية (مرة)، أقر زيدان في مؤتمر صحافي يسبق المباراة النهائية، انه ليس المدرب الأفضل.
وقال "أنا لست أفضل مدرب وانا لست أفضل مدرب تكتيكي. لكني أتمتع بأمور أخرى: لدي شغف، لدي تصميم وهذان يساويان أكثر بكثير".
وقد يقلل زيدان من تأثير خياراته التكتيكية في بلوغ فريقه النهائي القاري لكنه لعب دورا بارزا في التفوق على باريس سان جرمان ويوفنتوس وبايرن ميونيخ في الأدوار الإقصائية.
ففي مواجهة باريس سان جرمان، قام تغيير طريقة لعب ريال من 3-3-4 إلى 2-4-4 ليمنح حرية أكبر لايسكو في مباراة الإياب معتمدا على الثنائي لوكاس فاسكيز وماركو اسينسيو على الأطراف.
وفي نهاية الشوط الأول من مباراة الإياب ضد يوفنتوس في ربع النهائي، لم يتردد في استبدال الويلزي غاريث بايل والبرازيلي كاسيميرو، ثم أشرك اسنسيو بدلا من ايسكو المصاب ضد بايرن ميونيخ في المانيا ليسجل الأول هدف الفوز 2-1 في ذهاب نصف النهائي على ملعب أليانز ارينا.
لكن الحظ لعب دوره أيضا في بلوغ ريال النهائي، فهو واجه سان جرمان إيابا من دون نجم الأخير وأغلى لاعب في العالم البرازيلي نيمار الذي أصيب بكسر في مشط القدم، وفي الإياب ضد يوفنتوس، حصل على ركلة جزاء في الثواني الأخيرة عندما كان متخلفا بثلاثية نظيفة على أرضه وقاب قوسين أو أدنى من خوض شوطين إضافيين. أما ضد بايرن ميونيخ، فخاض المواجهتين في ظل غياب العديد من أساسي الفريق البافاري.
يبقى رونالدو الحصان الرابح في تشكيلة ريال، ولا يخفي زيدان أهميته.
وقال عنه "لو كنا قد لعبنا معا في نفس الفريق، لكان هو النجم بالتأكيد. هو يقوم بتسجيل الأهداف، وهذا هو أصعب أمر على الإطلاق".
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك