تعيين مريم بوجوتو المحجبة: هل هي صفقة مع الطلاب الإسلاميين؟

بينما اعتبرت وزيرة الدولة لشئون المرأة مارلين شيبا أن حجاب بوجوتو هو نوع من الدعاية السياسية للإسلام السياسي، كما هاجمت شخصيات سياسية وبرلمانية أخرى مريم بوجوتو.

ولم يقل عدد المدافعين عن المهاجمين بما في ذلك الأغلبية البرلمانية، وتركز الهجوم على وزير الداخلية، نظرا لأنه وزير الطوائف الدينية، في الوقت ذاته، ومن المفترض أن يحتفظ بموقف حيادي في يتعلق بالمشاكل الخاصة بالأديان المختلفة.

المدافعون عن مريم بوجوتو، وخصوصا عدد من المسئولين عن الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا، انطلقوا من مبدأ العلمانية التي تحترم معتقدات الجميع، وحقوقهم في ممارسة شعائر دياناتهم المختلفة، ورأوا أن الطالبة المحجبة لم تخالف القانون، نظرا لأن الحجاب ممنوع في المدارس فقط، وليس في الجامعات، وأنها وصلت إلى موقعها النقابي عبر انتخابات الأعضاء لها، واستنكرت بوجوتو بشدة الحملة الدائرة ضدها، وأعربت عن صدمتها من تصريحات وزير الداخلية، مؤكدة أنها لن تستقيل من منصبها، وأنها متفقة ومنسجمة تماما مع مواقف الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا.

هذه النقطة الأخيرة الخاصة بمواقف ومبادئ الاتحاد، أثارها المعارضون، وأثارتها وزير الدولة مارلين شيبا، عندما أبدوا استغرابهم من أن تقوم منظمة طلابية يسارية، أعلنت في الماضي رفضها للحجاب ودعمها لتحرير المرأة، باختيار فتاة محجبة في منصب قيادي، مما يشكل دعما ودعاية للإسلام السياسي.

كما اتهم الرافضون لبوجوتو المحجبة في موقع قيادي، الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا بعقد اتفاق أو تحالف مع اتحاد الطلاب المسلمين في فرنسا، ملمحين إلى أحد بنود الاتفاق يمكن أن يكون تعيينات مشابهة لتعيين مريم بوجوتو.

ويؤكد عدد من المراقبين أن اتحاد الطلاب المسلمين في فرنسا مرتبط باتحاد المنظمات المسلمة في فرنسا، والذي يعتبر واجهة لجماعة الإخوان المسلمين.

ويبقى السؤال، عما إذا كان موقف الاتحاد العام لطلاب فرنسا هو مجرد موقف مبدأي من العلمانية، وإن كان يثير الجدل ومعارضة عدد كبير من المدافعين عن العلمانية، أم أنه بالفعل نتيجة لتحالف مع الطلاب الإسلاميين.