فرنسا

استفتاء حول استقلال كاليدونيا الجديدة عن فرنسا: 9 أسئلة أساسية

أ ف ب

سكان إقليم كاليدونيا الجديدة الفرنسي مدعوون يوم الأحد 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 للإدلاء بأصواتهم في استفتاء مصيري يتعلق باستقلال الإقليم. تصويت يعتبر علامة فارقة في صيرورة "نزع الاستعمار" التي بدأتها قطاعات انفصالية من السكان بعد مواجهات شهيرة اندلعت في الجزيرة بين عامي 1984 و1988.

إعلان

ويتعين على السكان خلال الاستفتاء الإجابة على السؤال التالي: "هل تريد أن تحصل لكاليدونيا الجديدة على السيادة الكاملة وأن تصبح مستقلة؟". ما هي إذاً أبرز الأسئلة التي يمكن أن تطرح حول هذا الاستفتاء والتحديات التي يطرحها؟

لماذا الآن؟

في 26 حزيران/يونيو 1988، وقّع كل من جان ماري تجيباو المؤيد للانفصال وجاك لافلور المعارض له اتفاق "ماتينيون" التاريخي مع الدولة الفرنسية برعاية رئيس الوزراء حينها ميشال روكار. عمت بعد المصالحة فترة من السلام بين قطاعات وفئات السكان المختلفة في كاليدونيا الجديدة وفق الاتفاق الذي نص على تنظيم استفتاء حول تقرير المصير خلال عشر سنوات، وهو الأمر الذي لم يتم بسبب اقتراح جاك لافلور تأجيل الاستفتاء لأنه قد يتسبب في إشعال التوتر من جديد. وتم توقيع اتفاق "نوميا" في أيار/مايو 1998 وينص على إجراء استفتاء تقرير المصير بين عامي 2014 و2018.

جان ماري تجيباو (يسار) وجاك لافلور (وسط) بعد توقيع اتفاق 1988 في باريس (أ ف ب)

من يستطيع التصويت؟

لطالما اعتبرت "الكاناك"، سكان البلاد الأصليون، أنفسهم الوحيدين المخولين بالحديث عن استقلال الجزيرة والمطالبة به. لكن منذ عام 1983، أقرّ "الكاناك" بأن المجموعات السكانية الأخرى التي تقطن الجزيرة (الأوروبيون والواليزيين والتاهيتيين والفيتناميين وغيرهم كثير) لديها الشرعية الكاملة أيضاً للمشاركة في التصويت على الاستقلال. لكن تكوين اللوائح الانتخابية كان موضوع مفاوضات مكثفة لمراعاة التوازن الديموغرافي لكل مجموعة.

ما هي التحديات؟

منذ اتفاقي "ماتينيون" و"نوميا"، تتمتع كاليدونيا الجديدة بوضع ذاتي متقدم للغاية في إطار الجمهورية الفرنسية ولديها حكومتها الخاصة وبرلمانها الخاص الذي يمكنه التصويت على قوانين الأرخبيل كما أنها تسيطر على القطاعات غير السيادية كالاقتصاد والتعليم... يهدف الاستفتاء هذه المرة لتقرير ما إذا كانت صلاحيات كاليدونيا الجديدة ستتوسع لتشمل السيادة الكاملة على قطاعات القضاء والشرطة والدفاع والعملة والشؤون الخارجية.

ما هو "المصير المشترك"؟

وضع اتفاق "نوميا" الأسس لـ"مواطنة كاليدونيا الجديدة" التي سمحت لمجموعة "الكاناك" بتكوين "مصير مشترك" مع المجموعات الأخرى. هدف يصعب الوصول إليه في كاليدونيا الجديدة التي يبلغ عدد سكانها 270 ألف نسمة بينهم 40٪ من الكاناك و30٪ من الأوروبيين و30٪ من البولينيزيين بالإضافة إلى عشرات المجموعات الأقل عدداً. يرى الانفصاليون أنها فرصة للتعافي من "الصدمات التي سببها الاستعمار الفرنسي" واستعادة كرامة الكاناك. أما معارضو الانفصال فينظرون إلى "المصير المشترك" باعتباره دعوة إلى خصومهم ليودعوا حلم الاستقلال كما ودّع الكاناك حلمهم بأن يحكموا الجزيرة لوحدهم.

أ ف ب

أ ف ب

ماذا سيحدث في حال رفض الاستقلال؟

ينص اتفاق "نوميا" على إمكانية تنظيم استفتاءين في 2020 و2022 إذا ما انتصر رافضو الاستقلال. لكن لا يمكن العودة إلى الوراء في صيرورة الحكم الذاتي. وسيكون من الضروري إيجاد صيغة قانونية أصيلة ترضي المعسكرين من خلال تخيل نموذج دولة مترابطة أو متحدة تتمتع باستقلالية كبيرة جداً.

ماذا سيحدث في حال فوز الاستقلال؟

ستصبح البلاد مستقلة تحت اسم "كاناكى - كاليدونيا الجديدة" وستخرج من مجموع الأراضي الفرنسية بعد فترة انتقالية لا يزال يتعين توضيح مدتها سيتم خلالها تدريب عناصر إدارة الدولة الجديدة. بالنظر إلى العلاقات التاريخية، ستظل فرنسا شريكاً متميزاً ولكن ليس حصرياً بل سيعمد الكاليدونيون الجدد إلى التوجه أيضاً نحو جيرانهم كأستراليا ونيوزيلندا. قضية الجنسية المزدوجة هي "خيار مفتوح للتحاور مع فرنسا".

هل تملك كاليدونيا الجديدة القدرة على الاستقلال؟

هذا هو السؤال الجوهري. لا يزال اقتصاد كاليدونيا الجديدة يعتمد بشكل كبير على فرنسا التي تسهم بنسبة 25٪ في ميزانيتها. الموالون لفرنسا يحذرون من قفزة خطيرة في المجهول حيث يعتقد كثير من الكاناك أن التصويت بنعم على الاستقلال يعني أيضاً وضع الأجور ونظام التقاعد والضمان الاجتماعي في حال حرجة. أما الانفصاليون فيردون بأن إقليم الحكم الذاتي يقوم بالفعل حالياً بتمويل نظامه الاجتماعي.

Google Maps

هل يُخشى من زيادة التوتر بعد الاستفتاء؟

لا يمكن استبعاد أشكال جديدة من التوتر، فالسياق الاجتماعي متوتر للغاية في أرض تشهد منذ زمن تفاوتاً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً بين الأوروبيين وبقية المجموعات التي تقطن جزر الأرخبيل. ويمكن لدعاة الانفصال أن يستخدموا هذا المبرر في تفريغ غضبهم في حال جاءت نتيجة الاستفتاء مخالفة لتوقعاتهم وآمالهم.

ما هي مصالح فرنسا في كاليدونيا الجديدة؟

إذا فقدت فرنسا كاليدونيا الجديدة فإنها ستحرم نفسها من واحدة من آخر أراضيها في منطقة المحيط الهادئ والتي تعتبر منطقة اقتصادية بحرية بالغة الأهمية تبلغ مساحتها 1.4 مليون كيلومتر مربع. ستحرم فرنسا نفسها كذلك من منطقة غنية باحتياطي معدن النيكل، كما سيمثل الاستقلال أيضاً نهاية الوجود الاستراتيجي للقوات المسلحة الفرنسية في كاليدونيا الجديدة والذي يسمح لها بإجهاض المحاولات الصينية لبسط نفوذها هناك. خسارة فرنسا لكاليدونيا الجديدة سيكون مرادفاً لفقدانها لمصالحها في المحيط الهادئ.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية