اليمن: تصعيد حربي قبيل أيام من مشاورات السلام
عاد التصعيد العسكري بين حلفاء الحكومة والحوثيين على اشده في جبهات القتال الداخلية والحدودية مع السعودية، قبيل اربعة ايام من موعد مفترض لانعقاد جولة جديدة من مشاورات السلام اليمنية برعاية الامم المتحدة في السويد.
نشرت في:
وقالت مصادر عسكرية وميدانية، ان 50 مسلحا حوثيا قتلوا على الاقل بمعارك هي الاعنف خلال الساعات الماضية في محافظتي الضالع، والبيضاء، وسط البلاد.
وتركزت اعنف المعارك جنوبي غرب مدينة دمت شمالي محافظة الضالع، بعدما شن الحوثيون هجوما عسكريا كبيرا في محاولة مستميتة لاستعادة مواقع خسروها خلال الاسابيع الاخيرة في محيط المدينة الاستراتيجية على الطريق الحيوي الممتد بين محافظات عدة شمالي وجنوبي البلاد.
وقال حلفاء الحكومة انهم صدوا هجوما واسعا للحوثيين في مديرية الملاجم شمالي شرق محافظة البيضاء المجاورة.
وتقود قوات حكومية منذ اسابيع ضغوطا عسكرية كبيرة على الحوثيين في محافظتي البيضاء والضالع، بالتوازي مع الحملات الضخمة لحلفاء الحكومة عند الشريط الحدودي مع السعودية والساحل الغربي على البحر الاحمر.
في الاثناء شهدت الساعات الاخيرة هدوء حذرا تخلله قصف مدفعي متبادل وغارات جوية لمقاتلات التحالف في محيط مدينة الحديدة. وهي هدنة هشة صمدت للأسبوع الثالث على التوالي رغم الخروقات العسكرية الكبيرة التي تنذر بمعارك أكثر دموية داخل المدينة الاستراتيجية التي تضم ثاني اكبر الموانئ الاقتصادية في البلاد.
وتبادل الحوثيون، وحلفاء الحكومة اتهامات حول مقتل 3 مدنيين على الاقل واصابة اخرين بسقوط قذائف على منازل سكنية عند الضواحي الشرقية لمدينة الحديدة.
وواصل حلفاء الحكومة ضغوطا عسكرية كبيرة انطلاقا من الاراضي السعودية باتجاه المعاقل الرئيسة للحوثيين في محافظتي صعدة وحجة .
وقال الحوثيون ان مقاتلي الجماعة صدوا هجوما واسعا للقوات الحكومية وحلفائها قبالة الحدود مع منطقة جازان جنوبي غرب السعودية.
ورصد الحوثيون اكثر من 30 غارة جوية لمقاتلات التحالف خلال الساعات الاخيرة تركزت معظمها عند الشريط الحدودي والساحل الغربي ومديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة اليمنية صنعاء.
هذا في الوقت الذي تبذل فيه الامم المتحدة، ووسطاء اقليميون ودوليون جهودا حثيثة من اجل التهدئة العسكرية واعادة الاطراف اليمنية الى مسار المفاوضات السياسية بعد عامين من التوقف.
وتدور شكوك حول فرص التحاق الاطراف سريعا بالمشاورات المرتقبة التي تأمل الامم المتحدة انعقادها بالسويد منتصف الاسبوع الجاري.
وبالرغم من انتهاء الامم المتحدة من كافة الترتيبات المتعلقة بنقل المفاوضين الحوثيين، تباطأت الجهود لتسهيل نقل جرحى الجماعة الى العاصمة العمانية مسقط كشرط لمغادرة وفد صنعاء المفاوض الى السويد.
وعلى الجانب الاخر قال مصدر سياسي، ان الوفد الحكومي المفاوض قد يرجئ موعد انتقاله الى السويد الى ما بعد وصول الحوثيين.
ومن المقرر ان تضم اجتماعات السويد، وفدا الحكومة المعترف بها برئاسة وزير خارجيتها خالد اليماني، وجماعة الحوثيين وحلفائها برئاسة ناطق الجماعة محمد عبدالسلام، الى جانب مكونات نسائية وسياسية بصفة مراقب للمشاورات التي لا تشترط لقاءات مباشرة بين الطرفين الرئيسين.
وسيتم خلال المشاورات النظر في مسودات اتفاقات لتبادل الاسرى والمعتقلين، وتوحيد المصرف المركزي، فضلا عن اعادة فتح مطار صنعاء الدولي المغلق امام الرحلات التجارية منذ عامين، ودفع الاطراف الى المصادقة على اطار عام لمسار مفاوضات اوسع لوقف الحرب، ووضع البلد الممزق على طريق انتخابات.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك