ثقافة

ميشال ويلبيك: ترامب "مثير للاشمئزاز" لكنه أفضل رئيس أمريكي رأيته في حياتي

أ ف ب

اعتبر الكاتب الفرنسي ميشال ويلبيك في مقال حديث لمجلة "هاربرز" الثقافية الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب "واحد من أفضل الرؤساء الأمريكيين" وأن سياساته الحالية تتميز بتأكيدها على "نهاية الإمبريالية الأمريكية".

إعلان

وقال الروائي الشهير المثير للجدل في النص الذي نشر في العدد المخصص لشهر كانون الثاني/يناير 2019 أن "دونالد ترامب هو ببساطة واحد من أفضل (الرؤساء) الذين رأيتهم في حياتي" وأن سياسة عدم التدخل التي بدأها سلفه باراك أوباما ويقوم ترامب حالياً بتعزيزها هي بمثابة "أخبار جيدة جداً بالنسبة إلى بقية العالم".

وأضاف ويلبيك الحاصل على عدة جوائز أدبية فرنسية وعالمية مرموقة أن "الأميركيين يتركوننا في حالنا لنوجد ونعيش" دون أن يخفي سعادته بأن الولايات المتحدة قد أوقفت "نشر" قيمها "المشكوك فيها" مثل الديمقراطية وحرية الصحافة وغيرها خارج حدودها.

وحول التجارة الدولية، علّق الروائي والشاعر الذي يعتبر أهم أديب فرنسي حي اليوم بالقول إن "ترامب يجلب جرعة صحية من الهواء النقي" فهو لا يعتبر التجارة الحرة المعولمة وصفةً للتقدم البشري. ترامب "يمزق المعاهدات والاتفاقات عندما يعتقد أنه لا ينبغي توقيعها وهو محق في ذلك".

وبحسب ويلبيك فقد تم انتخاب الملياردير الجمهوري "للدفاع عن مصالح العمال الأمريكيين، وهو يدافع عن مصالح العمال الأمريكيين. كنا نرغب في رؤية هذا النوع من المواقف في فرنسا بشكل أكثر خلال السنوات الخمسين الماضية".

ويعتبر ويلبيك واحداً من أكثر الكتاب الفرنسيين المعروفين خارج فرنسا وهو حصل على جائزة "غونكور" الأدبية الرفيعة عام 2010 عن روايته "الخريطة والإقليم" التي تدور أحداثها كما في أغلب أعماله الروائية الأخرى (مثل "توسيع منطقة الصراع" (1994) أو "الجسيمات الأولية" (1998)) في أجواء كابوسية كئيبة وتتطرق إلى فرضية انحطاط الحضارة الغربية و"البؤس" والعزلة والفردانية التي يعيشها الإنسان في ظل التقدم التقني والعلمي والتكنولوجي الهائل.

أما عمله الذي أثار الضجة الأكبر فكان روايته الأخيرة "خضوع" (2015) حيث يفترض فيها ويلبيك سيناريو خيالياً حول وصول حزب إسلامي إلى السلطة في فرنسا تقوده شخصية كاريزمية طموحة للغاية وذات أبعاد نابوليونيّة ترغب في إعادة مجد الإمبراطورية الرومانية حول حوض المتوسط ضمن قالب أخلاقي إسلامي.

غير أن ويلبيك يدافع باستمرار عن مساحته الحرّة في التعبير والقول والجنوح الخيالي الذي هو مصدر كل إبداع أدبي وشرطه اللازم. وكان ويلبيك قد قال مرة عقب فوزه بجائزة "غونكور" أنه الآن "حر ولن يعود أحد يسأله فيما إذا كانت روايته التالية ستفوز بـ"غونكور"... الآن أستطيع أن أقول ما أريد". وكان ويلبيك قد أثار من حوله الجدل حين اعتبر أن "الإسلام هو الدين الأكثر غباءً بين الأديان جميعاً" وهو أمر يندرج في إطار النقد أو السخرية أو التجديف الديني الذي لا يدينه القانون الفرنسي.

ويبدو ويلبيك في مقاله الأخير متفقاً مع "عداء" دونالد ترامب للاتحاد الأوروبي ودعمه لخروج بريطانيا من الاتحاد فالأوروبيون بحسب الكاتب ليست لديهم "قيم مشتركة أو مصالح مشتركة. أوروبا غير موجودة، إنها فكرة غبية تحولت إلى كابوس".

وبعد أن صرّح ترامب مؤخراً أنه "قومي"، قال ويلبيك إنه يشاطره هذا التوصيف لنفسه، فـ"القوميون يمكن أن يتحدثوا مع بعضهم، أما الأمميون وهو أمر غريب فإن الحديث لا ينجح معهم". ومع ذلك يستدرك ويلبيك ليبدي على المستوى الشخصي "اشمئزازه" من ترامب خاصة حين "سخر من المعاقين "في تجمع انتخابي نهاية عام 2015.

ويجادل ويلبيك قائلاً: "كان من الأفضل ربما للولايات المتحدة وجود رئيس محافظ ومسيحي نقي، شخص شريف وأخلاقي"، لكن على الأمريكيين المناهضين لترامب أن يعتادوا على فكرة أن ترامب، في التحليل الأخير، كان "امتحاناً ضرورياً".

يستعد ويلبيك لإصدار عمله الروائي الجديد في كانون الثاني/يناير 2019 وسيكون بعنوان "سيروتونين"، وهو الاسم العلمي لأحد الناقلات العصبية في الدماغ المسؤول بين أشياء أخرى عن تنظيم العمليات الهضمية والسلوكيات الجنسية والنوم والاستيقاظ والألم والقلق.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية