هل فشلت قمة ترامب في وارسو قبل أن تبدأ؟
أكثر من 40 دولة تبدأ، يوم الأربعاء 13/2، أعمال مؤتمر وارسو للسلام في الشرق الأوسط على مدى يومين، بناء على دعوة من الولايات المتحدة، وقد وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كل ثقله لعقد هذا المؤتمر، ولكنه لن يشارك فيه، شخصيا، وسيتولى قيادة أعمال المؤتمر وزير خارجيته مايك بومبيو.
نشرت في:
ويبرز محوران رئيسيان لقمة وارسو، الأول يتعلق بخلق توافق بين عدد كبير من الدول ضد إيران، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو وجه، عشية المؤتمر، تهديدات جديدة للجمهورية الإسلامية، عندما أعلن خلال زيارة إلى قاعدة بحرية في حيفا أن بإمكان الصواريخ الإسرائيلية قطع مسافات طويلة.
ويتعلق المحور الثاني بطرح الرؤية الأمريكية لإمكانيات حل أزمة الشرق الأوسط، والكشف عن بعض جوانب ما يعرف باسم "صفقة القرن"، ولكن السلطة الفلسطينية قاطعت المؤتمر ووصفته الحكومة الفلسطينية بأنه "مؤامرة أمريكية" تهدف إلى "تصفية" القضية الفلسطينية، رافضة عقد أي محادثات مع الولايات المتحدة طالما تستمر في تطبيق سياسة غير متوازنة في المنطقة، على حد تعبير الجانب الفلسطيني، وجددت المملكة العربية السعودية، الحليف الرئيسي لواشنطن في المنطقة، وقوفها الدائم إلى جانب دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك على لسان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لدى استقباله لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يقوم بزيارة رسمية إلى المملكة لمدة يومين، ولكن بعض الكتاب في الصحف السعودية انتقدوا المقاطعة الفلسطينية للمؤتمر.
في البداية، كان الحشد ضد إيران هو الهدف الرئيسي لعقد هذا المؤتمر، ولكن تراجع عدد المشاركين دفع بواشنطن للحديث عن ضرورة تناول مشاكل الشرق الأوسط عموما، ولا يبدو أن هذا التغيير أدى لتغيير مواقف المتغيبين، حيث لم تشارك موسكو، واقتصر تمثيل العديد من الدول الأوروبية على السفراء، كما أعلنت مسئولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عن عدم مشاركتها، مبررة الأمر بالتزامها بارتباطات سابقة.
ويقوم الرئيس الإيراني حسن روحاني، بالتزامن مع المؤتمر، بزيارة إلى روسيا، حيث سيلتقي في منتجع سوتشي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة الوضع في سوريا.
ويشير دبلوماسيون أوربيون إلى ان اختيار الرئيس الأمريكي لوارسو، يبدو وكأنه تشجيع لبولندا التي تخوض معركة سياسية ضد الاتحاد الأوروبي بالرغم من احتفاظها بموقعها في أوروبا.
في كافة الأحوال، يتساءل الكثير من المراقبين، كيف يمكن للمشاركين في تركيبة هذا المؤتمر وفي ظل الظروف المحيطة بأعماله، اتخاذ قرارات أو مواقف فعالة سواء في يتعلق بالموقف من إيران أو من القضية الفلسطينية.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك