المعرض الزراعي في باريس: ماكرون يحاول تهدئة المزارعين الغاضبين
فتح المعرض الزراعي السنوي أبوابه في باريس، يوم السبت 23/2، بمشاركة حوالي 1000 عارض من 22 بلدا و13 منطقة فرنسية، ويعرض فيه 4000 من حيوانات المزرعة من 360 صنفا.
نشرت في:
ويتمتع هذا المعرض بشعبية كبيرة إذ قارب عدد زائريه العام الماضي 700 ألف زائر، مما حوله لمناسبة سياسية هامة، وأصبح مزارا إجباريا لرئيس الجمهورية ولزعماء القوى السياسية المختلفة، حيث يمضي كل منهم جزء كبيرا من يوم الافتتاح في زيارة أجنحة المعرض المختلفة، كما يلقي رئيس الجمهورية كلمة في اليوم الأول للمعرض.
ويأتي المعرض هذا العام دون تغيير كبير في أحوال المزارعين الذين يعانون من أوضاع اقتصادية كارثية، وحالات إفلاس تشكل نزيفا حقيقيا، مما أدى لبروز ظاهرة انتحار المزارعين الذين يخسرون أراضيهم بسبب الأزمات المالية.
ويوجه المزارعون أصابع الاتهام إلى شركات توزيع الغذاء الكبرى، والتي تحتكر عمليات شراء منتجاتهم وتوزيعها عبر المتاجر الكبرى، إذ مارست هذه الشركات سياسة إجبار المزارعين على تخفيض أسعار محاصيلهم، بصورة تؤدي إلى إلغاء الحد الأدنى من المكسب، ولا تسمح للمزارع بالحصول على حد أدنى من الدخل، مهددة بعدم شراء انتاج المزارعين الفرنسين والاعتماد على استيراد المواد الغذائية من بلدان تقدم أسعارا أرخص بفضل انخفاض تكلفة الإنتاج الزراعي، مثل ألمانيا التي تعتمد طريقة الإنتاج الزراعي في مؤسسات ومزارع هائلة الحجم لتقليص التكلفة.
وتكمن نفحة الأكسجين الوحيدة التي تسمح للمزارعين بالاستمرار في السياسة الزراعية الأوروبية المشتركة، التي تخصص حوالي 43٪ من ميزانية الاتحاد الأوروبي لدعم المزارعين، وتعتبر فرنسا المستفيد الأول في أوروبا من ميزانية المساعدات هذه، ولكن المزارعين يأخذون على الحكومة نظام توزيع المساعدات، إذ يعتمد حجم المساعدة لكل مزارع على مساحة أرضه، مما يشكل دعما لشركات الزراعة الكبرى التي تمتلك مساحات واسعة وتستخدم الآلات الزراعية، ويأتي على حساب المزارع الصغير الذي يستخدم الأيدي العاملة.
الرئيس الفرنسي أكد في كلمته التي ألقاها في المعرض الزراعي على ضرورة إعادة النظر في السياسة الزراعية الأوربية المشتركة، كما أكد معارضة حكومته لإدراج المنتجات الزراعية في أي اتفاق للتجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويأتي هذا التأكيد غداة بدء مداولات بين وزراء من الاتحاد الأوروبي بشأن موعد لبدء مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة في ظل تهديد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يفرض رسوما جمركية عقابية على واردات السيارات من الاتحاد الأوروبي إذا طال انتظارهم.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك