صفقة القرن، وفقا لجاريد كوشنر
تجنب مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، الكشف عن تفاصيل خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، أثناء زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة، أولى محطات جولته الخليجية، وأعلن أنه سيتم الإعلان عن الخطة بعد الانتخابات الإسرائيلية التي تجري في التاسع من إبريل/نيسان المقبل.
نشرت في: آخر تحديث:
واكتفى كوشنر، في حديث أدلى به لقناة سكاي نيوز عربية، بالقول إن هذه الخطة ستتناول الوضع النهائي في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بما في ذلك تعيين الحدود، وتجنب المستشار الأمريكي أي ذكر للدولة الفلسطينية، ولكن عددا من سياسي اليمين المتطرف الإسرائيلي اعتبر أن حديثه عن تعيين الحدود يعني إقامة دولة فلسطينية، بينما تحدث صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن "خارطة ترامب" تهدف لإنشاء، ما وصفه بـ"معازل للفلسطينيين".
عمليا، فإن كل ما أعلنه كوشنر يمكن تلخيصه في عبارته التي أكد فيها أن المقترحات الأمريكية تشمل خطة سياسية شديدة التفصيل وتتناول في الحقيقة تعيين الحدود وحل قضايا الوضع النهائي.
وأكد المستشار الأمريكي ما كان قد أعلنه مسؤولون أمريكيون من انه سيركز خلال جولته الخليجية، التي تشمل البحرين، عمان، قطر والسعودية، على الجانب الاقتصادي من خطة السلام الأمريكية، وهو ما يؤكد ان الهدف من الجولة الخليجية هو الدور الذي يمكن لدول هذه المنطقة أن تلعبه في الجانب الاقتصادي من صفقة القرن.
إشارة كوشنر إلى الفرصة الكبيرة التي ستبرز مع حلول السلام تعيد إلى الأذهان تحركات وتطورات إقليمية، مثل إعطاء جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية وتحويل خليج العقبة، بالتالي، إلى ممر بحري دولي، ومشروع "نيوم" الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالشراكة مع الأردن ومصر، وهي تحركات رأى فيها بعض المحللين ملامح خجولة لمشروع يهدف لخلق شراكة إقليمية كبيرة ـ اقتصادية بالدرجة الأولى ـ يكون لإسرائيل مكان فيها، مع تجاهل الإشارة إلى حل حقيقي للقضية الفلسطينية، وهو ما أطلق عليه صفقة القرن.
يبقى أن هذه الخطوات الأولية لم تمر بسهولة، وخصوصا قضية جزيرتي تيران وصنافير، ولم يبد الأردن أو مصر حماسا فوريا وقويا للمشاركة في مشروع "نيوم"، ومحاولات تطبيع علاقات عدد من الدول الخليجية والعربية مع إسرائيل تتعثر وتواجه عقبات، كما أدى اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل إلى انقطاع الحوار الأمريكي مع الجانب الفلسطيني، ويؤكد دبلوماسيون أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قدم تأكيدات خاصة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن الرياض لن تقر أي خطة سلام لا تشمل وضع القدس أو حق اللاجئين في العودة، وهما نقطتان تثيران خلافا جذريا مع إسرائيل، وترى واشنطن أن ترامب حسم هاتين النقطتين بصورة خاصة لصالح وجهة النظر الإسرائيلية.
وتتمثل العقبة الكبرى التي تؤدي لتعثر صفقة القرن في ولي العهد السعودي، والذي كان يشكل في رؤية مستشار البيت الأبيض محورا رئيسيا في إنجاح هذه الصفقة، ولكن نفوذه الإقليمي والدولي تلقى ضربة كبيرة بسبب قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
والأزمات المتفجرة، عسكريا، في العديد من بلدان المنطقة. وأيضا، سياسيا واجتماعيا، في عدد آخر، لا يقل أهمية، من البلدان العربية، وعجز السلطات القائمة عن إيجاد حلول سريعة وفعالة لهذه الأزمات.
بناء عليه، لا يثير صمت جاريد كوشنر عن تفاصيل صفقته الاستغراب، قبل أن يطمأن ويتفق على دور خليجي سياسي واقتصادي في هذه الصفقة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك