مقتل ساروت لاعب كرة القدم الذي تحول لأحد رموز المعارضة السورية
أثار النبأ ضجة هائلة في أوساط المعارضة السورية، وانتشرت التعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي، لنعي من وصفوه بـ"حارس الثورة" مع مقتل لاعب كرة القدم السابق والمعارض السوري البارز عبد الباسط الساروت، يوم السبت 8/6، متأثراً بجروح أصيب بها خلال مشاركته في المعارك ضد قوات النظام في شمال غرب سوريا.
نشرت في:
الساروت هو واحد من عشرات القتلى الذين سقطوا خلال اشتباكات عنيفة مستمرة منذ مساء الخميس في ريف حماة الشمالي بين قوات النظام من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة ثانية، ويأتي ذلك في إطار التصعيد العسكري المستمر منذ نهاية نيسان/أبريل لقوات النظام وحليفتها روسيا في جنوب محافظة إدلب ومحيطها.
قبل اندلاع النزاع في سوريا في العام 2011، كان الساروت (27 عاماً) حارس مرمى المنتخب السوري للشباب لكرة القدم ونادي الكرامة الحمصي، ومع بدء حركة الاحتجاجات، سارع إلى الانضمام إليها وأضحى أحد أبرز الاصوات التي تقود التظاهرات بالأناشيد، قبل أن يحمل السلاح ويلتحق بالفصائل المعارضة لقتال قوات النظام.
ونعى جميل الصالح قائد "جيش العزة"، الذي ينشط في ريف حماة الشمالي ويضم مئات المقاتلين، الساروت على حسابه على تويتر، وكتب "في سبيل الله نمضي ونجاهد الله يرحمك ويتقبلك من الشهداء"، وأرفق الصالح تعليقه بفيديو قديم للساروت ينشد فيه أغنية مردداً "راجعين يا حمص (...) راجعين يا الغوطة" الشرقية.
كما نعى ناشطون معارضون وقياديون على صفحات التواصل الاجتماعي الساروت، ونشروا صوراً له خلال مشاركته وهتافه في الاحتجاجات قبل سنوات.
وكتب الباحث والمعارض أحمد أبازيد على حسابه على تويتر "عبد الباسط الساروت شهيداً حارس الحرية وأيقونة حمص ومنشد الساحات والصوت الذي لا ينسى في ذاكرة الثورة السورية شهيداً"، وقال المعارض في الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة هادي البحرة على تويتر "الشاب عبد الباسط الساروت سيبقى حياً، اختار وعقد العزم، واستشهد على أمل أن يتحقق حلم السوريين".
وإثر اندلاع حركة الاحتجاجات في سوريا، قاد الساروت تظاهرات في مدينته حمص (وسط)، التي يعدها ناشطون "عاصمة الثورة" ضد الرئيس بشار الأسد، ومع تحول التظاهرات إلى نزاع مسلح، حمل الساروت السلاح وقاتل قوات النظام في حمص قبل أن يغادرها في العام 2014 إثر اتفاق إجلاء مع قوات النظام بعد حصار استمر عامين للفصائل المعارضة في البلدة القديمة.
وخسر الساروت، وفق المرصد السوري، والده وأربعة من أشقائه خلال القصف والمعارك في مدينة حمص.
وفي العام 2014، روى فيلم "عودة الى حمص" للمخرج السوري طلال ديركي، والذي نال جائزة في مهرجان ساندانس الاميركي للسينما المستقلة، حكاية شابين من حمص أحدهما الساروت.
كما تضمن ألبوما غنائيا جمع أناشيد راجت خلال التظاهرات في العام 2012، أغنية "جنه" بصوت الساروت. وطُبعت صورته على طوابع بريدية صممها ناشطون معارضون في العام 2012 لتوثيق حركة الاحتجاجات ضد النظام.
ولم تعد الفصائل تسيطر سوى على مناطق محدودة، بينها الجزء الأكبر من محافظة إدلب ومحيطها، والتي تديرها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، كما تنتشر فيها فصائل إسلامية ومقاتلة أقل نفوذاً، وتؤوي تلك المنطقة ثلاثة ملايين نسمة، نحو نصفهم من النازحين ومن المعارضين الذين رفضوا اتفاقات التسوية مع قوات النظام في مناطقهم وأجبروا على الانتقال إلى إدلب، وتخضع لاتفاق روسي-تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل، لم يتم استكمال تنفيذه، وشهدت المنطقة، بالفعل، هدوء نسبياً بعد توقيع الاتفاق في أيلول/سبتمبر، إلا أن قوات النظام صعّدت منذ شباط/فبراير قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية اليها لاحقاً. وزادت وتيرة القصف بشكل كبير منذ نهاية شهر نيسان/أبريل، وتركز على ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك