رسالة الانسحاب الأمريكية، حيرة عراقية وإنكار أمريكي وسخرية روسية
نشرت في:
تسريب رسالة موجهة من قائد القوات الأمريكية في العراق العميد وليام سيلي إلى رئيس الحكومة العراقية عادل هبد المهدي، أثار الكثير من البلبلة والضجة وسلسلة من التصريحات المتناقضة، وأيضا بعض التعليقات الساخرة.
بدأت القصة بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني أثناء تواجده في العراق، إذ صوت البرلمان العراقي إثر ذلك، يوم الأحد 5/1، على قرار يقضي برحيل القوات الأجنبية المتواجدة على الأراضي العراقية، بما في ذلك القوات الأمريكية التي يبلغ تعدادها 5200 عسكري.
وقام رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي بالتشديد على السفير الأمريكي ماثيو تولر وأمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ على ضرورة رحيل القوات الأجنبية، تماهياً مع تصويت البرلمان.
وتم في اليوم التالي، الاثنين 6/1، تسريب الرسالة باللغة العربية على شبكة الإنترنت، والتي أكد فيها سيلي أن قوات التحالف بصدد "اتخاذ إجراءات معينة لضمان الخروج من العراق" وأنها ستنفّذ عمليات "إعادة تمركز خلال الأيام والأسابيع المقبلة"، وأن القرار جاء "احتراماً لسيادة جمهورية العراق".
إلا أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي سارع بالقول إن الرسالة عبارة عن "مسودّة" وتم إرسالها من طريق الخطأ، ووصفها بأنها مسودة سيئة الصياغة لا تهدف إلا لتسليط الضوء على زيادة في تحرك القوات الأمريكية، وأن إرسالها كان "خطأ ارتكبه ماكينزي"، في إشارة إلى قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال فرانك ماكينزي، كما نفى وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن تكون بلاده قد قرّرت إخراج قواتها من العراق، قائلا "لا أعرف ما هذه الرسالة... نحاول معرفة من أين أتت وما صفتها، لكن لم يُتخذ أي قرار للانسحاب من العراق، انتهى".
وفي هذا السجال رد رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي مؤكدا أن الأمر يتعلق بـ"رسالة رسمية في السياق الطبيعي (...) ليست ورقة وقعت من الطابعة أو أتت بالصدفة"، مضيفا أن الترجمة العربية كانت تختلف عن الأصل الإنكليزي في الإرسال الأول، فقام الأمريكيون، بناء على طلب عراقي، بإرسال نسخة عربية أخرى تتطابق ترجمتها مع الإنكليزية.
ولم تفوت موسكو الفرصة، حيث أعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عن ضرورة توثيق اعتراف الولايات المتحدة بأن الوثيقة المتعلقة بالانسحاب الأمريكي من العراق، وصلت إلى الإنترنت بالخطأ، قائلة عبر صفحتها على فيسبوك "أقترح توثيق كلمة "خطأ"، وإلا سيلقون اللوم مجددا على "الهاكرز الروس" أو "روسيا اليوم".
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك