لعبة ليّ الأذرع في مؤتمر برلين حول ليبيا
نشرت في:
عشية انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط السبت أن قوات موالية للمشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، أغلقت أبرز موانئ النفط الواقعة في شرق البلاد، وأنه تم إيقاف صادرات النفط في موانئ البريقة ورأس لانوف والحريقة والزويتينة والسدرة، مشيرة الى أن هذا الإغلاق سيؤدي الى تراجع إنتاج البلاد من 1.3 مليون برميل يوميا الى 500 ألف برميل يوميا.
وكانت قبيلة تدعم حفتر قد دعت إلى اغلاق موانئ النفط "لتجفيف منابع تمويل الإرهاب بعوائد النفط"، على حد قولها، موضحة أنها تريد الحؤول دون أن تستخدم حكومة الوفاق التي تستفيد من عائدات النفط هذه الأموال على مقاتلين من خارج ليبيا، في إشارة الى مقاتلين أتراك أعلنت أنقرة إرسالهم لدعم القوات الموالية لحكومة فايز السراج.
وقبل يومين من مؤتمر برلين، قام المشير حفتر بزيارة لافتة إلى اليونان، البلد الأوروبي الذي هو على خلاف كبير مع تركيا، وكانت أثينا أعلنت رفضها لاتفاق أردوغان ـ السراج، وأنها لن تعتمد أي اتفاق ليبي ـ ليبي في إطار الاتحاد الأوروبي، قبل إلغاء اتفاق تركيا مع حكومة الوفاق.
المشير حفتر اضطر لوقف هجومه على طرابلس والقبول بالهدنة تحت ضغط الاتفاق الروسي التركي، ولكنه رفض التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار في موسكو، ويبدو أنه غير راض عن التوجه السائد في كواليس التحضيرات لمؤتمر برلين.
وجاء رد المبعوث الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة، يوم السبت 18/1، من برلين ليؤكد أن موقف المنظمة الدولية وأحد أبرز أهداف المؤتمر الدولي هو وقف كل التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، كما دعا إلى الامتناع استخدام النفط "كأداة حرب"، في إشارة واضحة لإغلاق موانئ الشرق الليبي.
واستبعد المبعوث الدولي أن يتوصل الفريقان المتنازعان إلى اتفاق في برلين، موضحا أن ما سيحدث في العاصمة الألمانية لا يهدف، أساسا، لتحقيق اتفاق بين حفتر والسراج، وإنما هو مؤتمر دولي، بين اطراف دولية، لخلق توافق دولي يغطي ويحمي ما يجب على الليبيين أن يتفقوا عليه في الميادين السياسية والعسكرية والاقتصادية، وانه ينبغي أن يشكل نهاية للانقسامات الدولية، وخصوصا الانقسامات الإقليمية، بحيث يخرج عن هذا المؤتمر حزمة بيانات ختامية تتناول فضلاً عن دعم وقف إطلاق النار، دعماً لمؤتمر داخلي ليبي يفترض عقده في جنيف نهاية الشهر.
والأهم من ذلك هو خروج إعلان بين رؤساء الدول يفترض أن يتحوّل إلى قرار لمجلس الأمن الدولي في الأيام المقبلة ويحدد السبل التي يجب اتباعها في ميادين مختلفة، على حد تعبير سلامة.
وتنبغي الإشارة إلى ان مستوى المشاركين من القوى الكبرى في هذا المؤتمر، يأتي على مستوى الرؤساء، مما يشير إلى إرادة دولية قوية، للاتفاق وللإمساك بزمام المبادرة من أجل إطلاق حل سياسي، بعد شهور طويلة، تخبطت خلالها الأطراف الليبية والإقليمية، فيما يمكن وصفه بمغامرات عسكرية أملتها توازنات ومصالح القوى الإقليمية أساسا، مع الانتباه إلى أن هذه المغامرات كانت فاشلة، ولم تؤد لحسم الأوضاع.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك