تثبيت الهدنة الليبية يعتمد على التزام المشاركين في برلين بقراراتها
نشرت في:
لم يكن هدف قمة برلين منذ البداية التوصل لاختراق كبير وعقد اتفاقيات أساسية فيما يتعلق بالأزمة الليبية، وفق ما أكده المبعوث الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة، خصوصا في ظل حالة التعقيد الكبير لهذا الملف والتشابك بين مصالح إقليمية ودولية، لا ترتبط فقط بالتوازنات الاستراتيجية، وإنما بما هو أهم ويتعلق بمكامن الغاز في شرق المتوسط، ولخصت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الأمر في المؤتمر الصحفي، بالقول إن الطريق نحو حل للأزمة سيتضمن الكثير من العقبات.
عمليا، اتفق أطراف قمة برلين، وبصورة حازمة وفقا لما أكدته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، على الاحترام الكامل لحظر إرسال أسلحة إلى ليبيا، والامتناع عن التدخل في النزاع الليبي، مما يشكل الأساس العملي لتثبيت الهدنة القائمة وتحويلها إلى وقف لإطلاق النار، قبل الانتقال إلى بند آخر اتفق عليه أطراف القمة وهو ضرورة التوصل إلى حل سياسي للصراع.
وأخيرا اتفق الرؤساء المجتمعون على تشكيل لجنة دولية لمتابعة الهدنة، ودعت الأمم المتحدة إلى اجتماع لمجموعة 5+5 لإطلاق العملية السياسية.
وكان لا بد من قمة بهذا الثقل الدولي والإقليمي الكبير لوقف التدهور الكبير على الأرض بعد التدخل التركي والتصعيد بين أنقرة والقاهرة، والذي كانت ترجمته على الأرض في الهجوم الذي أطلقه المشير حفتر نحو طرابلس، بينما يحاول أردوغان فرض خريطته الخاصة للحدود في البحر المتوسط.
المبعوث الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة، كان قد أشار إلى مستوى الحديث وتناول الأزمة، عندما أشار إلى رفع إعلان أطراف قمة برلين إلى مجلس الأمن الدولي، لإكسابه ثقل وبعد دولي أقوى، إلا أن ميركل لم تشر إلى هذا الخيار، ولكنها أكدت أكثر من مرة على أن المشاركين التزموا بشكل واضح بما تم التوصل إليه، وهذه الأطراف تضم عمليا كل من يقف وراء المشير حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني السراج، مما يعني أنه في حال التزام حقيقي منهم بما قيل في العاصمة الألمانية، فإن الهدنة تصبح ثابتة ويمكن تحويلها إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قبل الانتقال إلى فتح الحوار السياسي.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك