صفقة القرن

من يهتم بالفلسطينيين وبقضيتهم بعد "صفقة القرن"؟

من يهتم لأمر الفلسطينيين؟ لم يكن السؤال مطروحا حين كانت قضيتهم توحد المتظاهرين والمثقفين والحكومات في أوروبا كما في الشرق الأوسط. لكن الزمن تغير ولم تسفر صفقة ترامب سوى عن القليل من ردود الفعل.  

متظاهرون في إسطنبول ضد صفقة القرن يوم 31 يناير 2020
متظاهرون في إسطنبول ضد صفقة القرن يوم 31 يناير 2020 © ( أ ف ب)
إعلان

ويثير مخطط الرئيس الاميركي الذي يمنح اسرائيل السيطرة على مدينة القدس "غير القابلة للتجزئة" اضافة الى ضم غور الاردن ومستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، ردود فعل ملتبسة وحذرة.
  

واتهم رئيس تركيا رجب اردوغان يوم الجمعة 31 يناير 2020 بعض الدول العربية ب "الخيانة" مستهدفا خصوصا السعودية والدول الخليجية التي عبرت عن "تقديرها" للجهود الاميركية ورمت الكرة للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.
   وقال المؤرخ والسياسي اللبناني جورج قرم أن "الكثير من الدول العربية أقامت علاقات مع إسرائيل. ولم أكن أتوقع أن تحتج دول منخرطة في سياق الحلف الأطلسي والسياسة الاميركية".

-التسلسل الهرمي للأزمات

وهذا الموقف يعود خصوصا، بسب بعض المحللين، إلى واقع التسلسل الهرمي للازمات الذي دفع القضية الفلسطينية إلى مرتبة ثانية بعد أن كانت في الماضي القضية المركزية وأساس السلام في الشرق الأوسط.

يقول دبلوماسي من المنطقة ان "لدى الدول العربية قضايا أكثر إلحاحا من القضية الفلسطينية". وكان لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، وتنامي التنظيمات الاسلامية المتطرفة، والحرب في سوريا، والربيع العربي، اعادت توزيع الاوراق والاهتمامات، فضلا عن الملف الايراني الذي يعتبر من أبرز اولويات واشنطن.

وأضاف الدبلوماسي ان الدول العربية "باتت بحاجة أكثر للأميركيين، وهي تنظر الى مصالحها الخاصة وتعتبر القضية الفلسطينية في تراجع في سلم اولوياتها".

ويؤكد خبير العلاقات الدولية نائل شما "ان التهديد الايراني والربيع العربي دفعا القضية الفلسطينية الى الوراء" مضيفا ان مصر "كانت الاكثر مهادنة بين كل الدول العربية" لانها تريد "الحفاظ على صلاتها الوثيقة مع واشنطن".

اما اوروبا فقد لزمت الحذر. ولم يعلق الاتحاد الاوروبي مثل الكثير من العواصم بالتفصيل على المشروع الاميركي، مكتفيا بالدفاع عن حل "مقبول من الطرفين" الفلسطيني والاسرائيلي وبالتالي في تعارض مع التوجه الاميركي.

وقال باسكال بونيفاس مدير معهد الابحاث الدولية والاستراتيجية بباريس في شريط فيديو على موقعه "كان الاوروبيون قليلي التعليق. ان وضع الامر الواقع بصدد خدمة اسرائيل".

-ظل عرفات 

كما انه ليس من المؤكد ان تدفع هذه الحكومات ثمنا لمواقفها في الانتخابات. فبعد أن كانت القضية الفلسطينية راية اليسار الاوروبي ابان سبعينيات القرن الماضي، رمزا للكثير من المعارك لعقود، باتت اليوم لا تمنح المدافعين عنها عائدا انتخابيا.

ولاحظ الباحث برونو كوتريس انه "في الجانب الفلسطيني، لم يعد هناك زعيم بحجم ياسر عرفات".

فقد كان بكوفيته المميزة زعيما كاريزميا لمنظمة التحرير الفلسطينية وأوصلها الى اعتراف الامم المتحدة في 1974. وكانت الكوفية الفلسطينية حاضرة في كافة التظاهرات في اوروبا.

وحلت مكان كوفية عرفات بدلة ورباط عنق الرئيس الفلسطيني محمود عباس القريب من انتهاء ولايته. ويضيف الباحث ان عباس يعتمد "اللباس المعتاد لكل حاكم في العالم، ولا يملك تلك الزعامة الكاريزمية" للراحل عرفات، معتبرا ان "ذلك يفسر جزئيا الغياب النسبي للقضية الفلسطينية من شاشات اليسار الاوروبي".
  

لكن لا احد من المحللين يعتقد ان القضية الفلسطينية انتهت.

ويرى معارضو صفقة ترامب أنها تشكل استمرارا لانتهاكات الاتفاقيات الدولية التي ارتكبتها اسرائيل وان مصير خطة ترامب الفشل.

ونبه جورج قرم الى ان "ترامب لا يمكنه أن يغير كل القانون الدولي بشأن فلسطين".

واعتبر الباحث احمد عبد ربه ان "لا شيء سيتغير. الفلسطينيون لن يقبلوا أبدا (خطة ترامب) ولا الاتحاد الاوروبي اضافة الى القوى والمنظمات الدولية. والولايات المتحدة واسرائيل تدركان ذلك".



 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية