أسواق البورصة السعيدة في ظل وباء كورونا
نشرت في:
سجلت بورصة وول ستريت يوم الثلاثاء ٣/٢٤، أكبر ارتفاع لها منذ عام ١٩٣٣ حيث ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة ١١.٣٧٪ بينما يشل انتشار وباء كورونا الاقتصاد الحقيقي في الولايات المتحدة، بعد فرض إجراءات العزل في ولاية نيويورك، المركز المالي الرئيسي على المستوى العالمي، وفي ولاية كاليفورنيا الأكثر ثراء، والتي يصنف اقتصادها في المرتبة السابعة على مستوى العالم وبالمقارنة بالدول الأخرى، كما يضرب الوباء واشنطن العاصمة السياسية بقوة.
في اليوم ذاته، الثلاثاء ٣/٢٤، شهدت بورصة باريس الظاهرة ذاتها مع ارتفاع مؤشر CAC40 بنسبة ٨.٣٩٪، وهو أكبر ارتفاع لبورصة باريس منذ عشر سنوات، بالرغم من حالة من الشلل الاقتصادي الكبير، مع تشديد إجراءات الحجر الصحي وفرض غرامات كبيرة على المخالفين، وامتداد الفيروس إلى دور المسنين، حيث بلغت حصيلة الوفيات العشرات من المسنين.
أسواق البورصة الآسيوية حققت، بدورها، صعودا كبيرا، حيث أنهت بورصة طوكيو جلسة الأربعاء ٣/٢٥ على ارتفاع مؤشر نيكاي بنسبة ٨.٠٤٪، مما يعتبر أكبر تقدم لهذا المؤشر منذ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٠٨، وذلك بعد ان كان قد ارتفع، بالفعل، يوم الثلاثاء بنسبة ٧٪، وحتى في الصين ارتفع مؤشر شنغهاي بنسبة ٢.١٧٪.
ويفسر الخبراء هذه الصحة الممتازة التي تتمتع بها البورصات العالمية، بينما تعاني كافة الاقتصادات والأفراد من المرض، بالإعلان عن اتفاق مجلس الشيوخ الأمريكي والبيت الأبيض على خطة تاريخية لدعم الشركات والاقتصاد الأمريكي بما يعادل ٢٠٠٠ مليار دولار، وذلك غداة إعلان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) عن برنامج استثنائي لشراء الأسهم، فيما يصفوه بخطوة غير مسبوقة منذ الأزمة المالية العالمية عام ٢٠٠٨.
الاحتياطي الفيدرالي، الذي كان قد خفض أساسا معدلات الفائدة بصورة قياسية، أعلن انه سيشتري كميات غير محدودة من ديون الخزانة، وأنه سيقدم قروضا مباشرة للشركات المتضررة بسبب إجراءات العزل التام.
ويبدو أن أسواق البورصة، نفسها، لم تتوقع هذا الدعم الهائل الذي تقدمه الحكومة الأمريكية والحكومات الغربية، ويقول دانييل لاروتورو المسئول عن تداول الأسهم في شركة Dôm Finance "السوق مندهش ومعجب بمجمل الإجراءات التي تتخذها المصارف المركزية والحكومات في المجال الضريبي وتنتظر نتائج خطط الدعم للاقتصاد".
يبقى أن قطاع الصحة، سواء في الولايات المتحدة أو في أوروبا، لا يبدي هذا القدر من السعادة بالإمكانيات التي يتمتع بها لمواجهة وباء كورونا، وتتعالى صرخات الأطباء والعاملين في مجال الصحة في فرنسا يوميا، للمطالبة بأقنعة واقية وأسرة إضافية لاستقبال المرضى دون استجابة حقيقية، حتى أن بعض كبار الأطباء الفرنسيين أعلنوا أن الحساب سيكون عسيرا مع السياسيين إثر انحسار الوباء.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك