كيف تمت أول عملية نقل دم من الحيوان الى الإنسان؟
نشرت في:
يعود الفضل في نقل دم من الحيوان إلى الإنسان بنجاح إلى الطبيب الفرنسي جان باتيست دينيس الذي انطلق من التجارب المخبرية التي كان قد أجراها الطبيب البريطاني ريشارد لورد عبر نقل الدم من حيوان إلى آخر، وطورها لإفادة الإنسان منها.
الطبيب الفرنسي فكر كثيراً وارتأى أن ينقل الدم من الحيوان إلى الإنسان، لا من إنسان إلى آخر كي لا يعرض حياة إنسان سليم للخطر. مع الأخذ بعين الاعتبار سهولة التصرف بالحيوان، وشقه لأخذ دمه من شرايين القلب مباشرة، ثم قتله فيما بعد. وافترض الطبيب دينيس أن الحيوانات التي يأكل عادة لحمها الإنسان لا بد أن تكون مناسبة له. وراح يهتم بتقديم غذاء صحي للحيوان الذي سيتم نقل دمه قبل أيام من إجراء العملية لتكون نوعية الدم ممتازة. إلا أنه كان لا بد من إيجاد إنسان يقبل الرضوخ لهذه التجربة طواعية. وكان أول الموافقين، مجرم محكوم بالإعدام على أمل أن يُمنح فرصة جديدة للحياة.
لكن الطبيب دينيس رفض القبول وتخوف من فشل العملية على اعتبار أن الوضع النفسي للمريض وثقته بالشفاء، أمر مهم جداً في نجاح أي علاج. فمحكوم بالإعدام قد ينظر الى العملية على أنها قتل من نوع آخر فيستسلم للموت، ويُحكم على التجربة بالفشل. وفضل الطبيب الانتظار حتى يتقدم مريض يكون مليئاً بالثقة ومعوّلاً على نجاح العلاج. ولم يدم انتظاره طويلاً إذ قام الطبيب دينيس بأول تجربة حقن دم حمل في عروق فتى في السادسة عشرة من العمر، كان يعاني من الحمى، في حزيران يونيو من عام 1667. وبحسب التقرير الطبي، كانت النتائج إيجابية للغاية وتعافي المريض في غضون 24 ساعة، فعاود التجربة على رجل آخر، ونجح. وفي المرة الثالثة لم يكتب له النجاح. غير انه قام بتشريح الجثة بعد أن توفي المريض، وكتب في تقريره أن سبب الوفاة لا علاقة له بنقل الدم بل التهاب في المعدة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك