الفلسطينيون يُنجبون من خلف القضبان بـ"نطفة"

السلطات الإسرائيلية محتارة بأمر الفلسطينيين المعتقلين، لأنهم ينجبون من داخل السجون عبر تهريب نطفة أو سائل منوي إلى زوجاتهم وإنجاب الأطفال رغم المراقبة الشديدة، قصة صلاح حسين تستحق أن تُروى.

طفل فلسطيني في خان يونس
طفل فلسطيني في خان يونس © أ ف ب
إعلان

هو من قرية فلسطينية صغيرة، اسمها "بيت دقو" تقع شمال غربي مدينة القدس، تعّرف على شيرين في الجامعة فأحبها وأحبته، ارتبطا وقررا الزواج. لكن القدر وقف لهما بالمرصاد، في ليلة ظلماء اقتحمت القوات الإسرائيلية بيته وقامت باعتقاله ولم يتم الزفاف.

حُكم على صلاح بالسجن لمدة 18 عاما بتهمة المشاركة في عمليات مسلحة ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين. قررت شيرين ألا تعاند القدر وانتظار صلاح ما دامت تحبه، فلا حساب للسنوات في مثل هذه الحالات.

في عام 2008، أي بعد ثلاث سنوات من اعتقاله، عقد صلاح قرانه على شيرين نزال، وطبعا لا جماع في السجون، وصار الانتظار سيد الموقف.

لكن فترة الانتظار طويلة والصبر قليل، وبعد سنوات قررا الزوجان تحدي سجانيهما إنجاب طفل عبر تهريب "نطف" من داخل السجن وتلقيحها في رحم زوجته.

هذه التجربة ليست بالجديدة، فقد اكتشف المعتقلون الفلسطينيون هذه الطريقة، وصاروا ينجبون وهم في السجون.

إنهم سفراء الحرية، وليسوا أطفال أنابيب، هكذا تعارفوا على تسميتهم.

المهم أنجبت شيرين طفلا وأطلقت عليه اسم علي. وجاء الفرج بعد أربع سنوات فقرر أنهى صلاح مدة محكوميته وقررت السلطات الإسرائيلية الافراج عنه. استعد الأقارب والجيران وأهل القرية كلها لزفاف صلاح حسين وشيرين. اتصلت السلطات الإسرائيلي وألغى مسألة الافراج بعد أن علم بالخبر، وعاد الناس إلى بيوتهم بانتظار الفرج.

بعدها بيومين تم الافراج عن المعتقل الفلسطيني، وفورا لدى وصوله وبعد السلام وتقبيل اللحى، على الرغم من انتشار الكورونا، وبعد حمام العريس تم زفاف العروسين وهما يحملان طلفهما علي، وهي حالة نادرة وربما غريبة لدى المجتمعات العربية، أما في الغرب فإنها حالة معرفة فالعديد يتزوجون بعد إنجاب الأطفال وبحضورهم. إنه إبداع فلسطيني، لكن السلطات الإسرائيلية لا تعترف بهؤلاء الأطفال وترفض منحهم الهوية.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية