"كورونا" تمدّ جسراً معلناً بين دولة الإمارات وإسرائيل
يمكن العودة إلى علاقات أبو ظبي بتل أبيب شبه العلنية إلى عام 2010، حين كشفت وثائق "ويكيليكس" عن استقبال دولة الإمارات لفريق الجودو الإسرائيلي. جاء ذلك في الوقت نفسه عن كشف اغتيال محمود المبحوح، القيادي في حركة "حماس"، في دبي. من هناك بدأت اتصالات أسفرت عن التزام إسرائيل بعدم تنفيذ اغتيالات على أراضي الدولة الخليجية.
نشرت في:
لكن العلاقات بين البلدين تجاوزت هذا الحد. إذ لا يمكن تجاهل التعاون التكنولوجي بين أبو ظبي وتل أبيب. فقد زودّت هذه الأخيرة الامارات بآلاف الكاميرات المصنوعة في إسرائيل، وكذلك بأدوات إلكترونية تستطيع قراءة لوحات السيارات عن بُعد، نشرتها دولة الإمارات العربية المتحدة على طول حدودها. كما قدمت شركات الأمن والتكنولوجيا المرتبطة بإسرائيل خدمات أمنية بلغت قيمتها 6 ملايين دولار. فقد وقعت شركة "وول" المتخصصة في الأمن الإلكتروني عقداً مع الإمارات بقيمة 100 مليون دولار.
ولم يقتصر الأمر على التعاون الأمني، بل تحول إلى المجال العسكري، حيث اشترت الإمارات أنظمة دفاع صاروخي، وأنظمة للتزود بالوقود جواً، ورادارات أرضية، ومعدات حرب الكترونية، وأنظمة التصوير الحراري.
إلا أن العلاقات الاستخباراتية بين البلدين تعود إلى عام 2007، حين وقعت وزارة البنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة عقدا بقيمة 816 مليون دولار مع شركة سويسرية يملكها رجل أعمال يهودي لشراء معدات مراقبة للأماكن الاستراتيجية مثل حقول النفط.
ومؤخراً كتب سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، أحد عرابي التطبيع مع إسرائيل، مقالة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" في سابقة هي الأولى لدبلوماسي عربي. وحذّر الكاتب تل أبيب من مغبة تطبيق خطة الضم لبعض مناطق الضفة الغربية، لكنه أغفل التطبيع بين البلدين وآلاف السياح الإسرائيليين الذين يتجولون في شوارع أبو ظبي ودبي.
التطبيع بين البلدين كان رياضيا أيضاً، فلأول مرة يُعزف النشيد الوطني الإسرائيلي في دولة عربية لا تقيم علاقات رسمية مع تل أبيب. كان ذلك في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد فوز أحد لاعبيها ببطولة للجودو استضافتها أبو ظبي.
ولأول مرة، أيضاً، تقوم الإمارات بتوجيه التهاني والتبريكات لليهود بمناسبة عيد "الحانوكاه" أو الأنوار. وكان عبد الله بن زايد قد أرسل التهاني أيضا إلى الإسرائيليين بمناسبة رأس السنة العبرية.
بالإضافة إلى كل ذلك، فالعلاقات التجارية والتبادل التجاري في أحسن أحواله بين أبو ظبي وتل أبيب، بالإضافة لزيارات لمسؤولين إسرائيليين إلى دولة الإمارات العربية، من بينهم رئيس الموساد الإسرائيلي ووزيرة الثقافة السابقة ووزير الصحة أيضاً.
وعودة لجائحة كورونا، فقد أرسلت أبو ظبي 100 ألف جهاز لقياس الحرارة وبعض أجهزة التنفس مساعدة لإسرائيل. وحطت طائرة إماراتية في مطار بن غوريون بشكل علني.
وكانت الإمارات قد أرسلت مساعدات إلى الفلسطينيين عبر مطار بن غوريون أيضاً، إلا أنهم رفضوها لأن الإمارات لم تنسق معهم، وكذلك بعد أن فهموا أن الهدف منها هو التطبيع مع إسرائيل.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك