مواقع إسرائيلية باللغة العربية: ترتيب زيارات المثقفين العرب لأماكن إسرائيلية منها متحف ضحايا الهولوكوست (3 من 3)
إحدى مهمات موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية بالعربي، ترتيب زيارات للصحافيين والأكاديميين والمثقفين العرب إلى إسرائيل، والاتصال بهم من خلال شبكة الإنترنت.
نشرت في:
في البداية، كانت تلك الزيارات تحاط بالسرية. لكنها أصبحت علنية منذ عام 2017. إن جميع التكاليف مغطاة، بالطبع، من السفر والإقامة والطعام والتنقل بين المدن والأماكن الإسرائيلية المختلفة. ويُقسم الذين يرغبون بزيارة إسرائيل إلى مجموعات تتكون من أشخاص يعدون على أصابع اليد. وعادة ما تتشكل المجموعة من مواطني عدة بلدان، كالمغرب، مثلاً، ومصر ولبنان والعراق وسوريا، وكذلك من الأكراد.
يتجمع المدعوون في إحدى العواصم الأوربية، أو في إسطنبول لأنها قريبة من إسرائيل، ويجري لهم استقبال حافل في مطار بن غوريون في تل أبيب. والأهم وضع برنامج للزيارة ينفذ بدقة، يتضمن لقاءات مع سياسيين إسرائيليين ويُفضل أولئك الذين يتكلمون العربية، وجولات سياحية للمدن الكبيرة مثل تل أبيب ويافا وحيفا والقدس، حيث لا بد من زيارة "ياد فاشيم"، المتحف الذي أقيم في عام 1953 لتخليد ذكرى ضحايا النازية. وهو من تصميم المهندس المعماري موشي صفدي، تحيط به حدائق كبيرة من الممرات الخضراء التي تؤدي إلى الصالات والشواهد التذكارية والمعارض التي تستعيد المحرقة التي ذهب ضحيتها 6 ملايين يهودي.
ماذا تستفيد إسرائيل من تنظيم هذه الزيارات؟
الهدف الرئيسي أن يتعرف المدعوون العرب على الإسرائيليين ويتقبلوا التعاطي معهم كمواطني دولة مثل بقية دول العالم، وأن يقتنعوا بأن إسرائيل دولة ديمقراطية متطورة، وأن يتأثروا لدى زيارتهم لمتحف "الهولوكوست" وتدمع أعينهم لتلك المأساة ويعودوا إلى بلدانهم ويكتبوا عما خالجهم من مشاعرّ، أو يتحدثوا مع أهلهم وجيرانهم عن إسرائيل العظيمة.
لم تعد إسرائيل تبحث عن الضيوف النادرين المستعدين للمغامرة. إذ تؤكد وزارة الخارجية، اليوم، أنها تتلقى ألاف الطلبات للزيارة، منها لطلب العمل أو للعلاج أو للتعرف على بلاد الحليب والعسل، أو حتى الاستعداد للتعاون مع الجهاز الأمني.
يبقى الهدف الأبعد لموقع وزارة الخارجية الإسرائيلية هو الدعاية لإسرائيل. فهي تريد إقناع العرب بـ "إنسانية" الدولة العبرية. ومن يطالع عناوين الموقع يجد، على سبيل المثال، ما يلي: "إسرائيل تعرض تقديم مساعدات للبنان"، "أطباء إسرائيل يعيدون الحياة لطفل سوري"، "طبيبة عراقية تطلب العمل في إسرائيل"، "الخليجيون يطلبون العلاج عندنا بدل السفر إلى لندن"، "شباب من عرب الداخل يقولون إن إسرائيل دولة ديمقراطية وليست عنصرية". كما يركز الموقع، بشكل خاص، على التفوق الإسرائيلي في مجال صناعة الأسلحة.
وهناك مواقع إلكترونية إسرائيلية كثيرة موجهة للعرب، أهمها صفحات:
* عوفير غندلمان: وهي تابعة للمتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي، وتشبه إلى حد ما صفحة أفيخاي أدرعي الناطق باسم الدولة وتعتبر الذراع السياسي لصفحته. تم إنشاؤها عام 2011، وهي تتابع أخبار بنيامين نتنياهو وتصريحاته وتنقلاته وتهدف مثلها مثل الصفحات الإسرائيلية إلى قبول العرب بالإسرائيليين والتطبيع معهم. ويجيد غندلمان، الأشكنازي الأشقر البعيد عن الملامح الشرقية، اللغة العربية بطلاقة. وقد نشر العام الماضي على صفحته إعلاناً لتجنيد فتيات من الدول العربية للعمل لحساب "الموساد". وتنتشر هذه الصفحة بين الجمهور المصري الذي يسخر من غندلمان ومن تعليقاته. كما يتناوب مع أدرعي على الظهور على الشاشات العربية بعد أن أصبحا وجهين مألوفين لدى العرب.
* إسرائيل في الخليج: الموقع الرسمي للسفارة الافتراضية لإسرائيل في دول الخليج. وهو مكرس لتعزيز الحوار مع شعوب هذه الدول، حوار أصبح حقيقة لا افتراضاً منذ إعلان دولة الإمارات العربية الاتفاق مع إسرائيل على التطبيع الكامل، وربما تلحقها بعض الدول الخليجية الأخرى. وقد علق المسؤول الإماراتي ضاحي خلفان تميم، من على هذا الموقع، أن إسرائيل دولة عملاقة ووجودها في الشرق الأوسط وجود طبيعي. كما نجد في التعليقات عبارات مثل: "جمعة مباركة" و"شابات شالوم".
* بنيامين نتنياهو: الحساب الرسمي لرئيس الوزراء الاسرائيلي باللغة العربية، ويتابعه أكثر من 350 ألف عربي على "فيسبوك". وفيه بث مباشر لمؤتمراته الصحفية، أو التعليق على محاولة إيران الحصول على القنبلة النووية، أو أن السلام مع الإمارات سيحقق ازدهارا لإسرائيل في الكثير من المجالات.
* السفارة الإسرائيلية في مصر: صفحة التغريد مكرسة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والنمو الاقتصادي والصداقة بين تل أبيب والقاهرة. كما يتضمن الموقع بعض الأمور الإدارية مثل المستندات المطلوبة للحصول على التأشيرة الإسرائيلية.
* السفارة الإسرائيلية في الأردن: حساب في "فيسبوك" مكرس لتعزيز العلاقات بين الدولتين. وقد صمم الموقع لنشر المعطيات والمعلومات حول مختلف المواضيع المتعلقة بالسفارة وأقسامها. يتابعه 70 ألفاً.
* إيدي كوهين: وهو اختصار لاسم إدوار حاييم كوهين، الإسرائيلي اللبناني الأصل الذي يُعرّف عن نفسه بأنه أكاديمي مستقل، رغم أنه يعمل مستشاراً في مكتب رئاسة الوزراء وينكر ارتباطه بـ "الموساد". اشتهر كوهين الذي يتكلم العربية بتغريداته المستفزة للعرب، وهو يظهر باستمرار على الشاشات الخليجية مثل "الجزيرة" و"العربية". ومن تغريداته الأخيرة: " قلت لكم من قبل إن القضية الفلسطينية ماتت وأن الدول الخليجية وشعوبها لم تعد تهتم بها". يتابع صفحته حوالي 337 ألفاً من مواطني الدول العربية.
* صفحة المنسق: وهي مخصصة للفلسطينيين بالتحديد، تتولى إدارتها " الوحدة الإسرائيلية لتنسيق أعمال الحكومة في الضفة الغربية"، وتقوم بدور "الوسيط" بين إسرائيل وأبناء الضفة الغربية، حيث تتجاوز مهمات السلطة الوطنية الفلسطينية وتحاول استغلال حاجات المواطن الفلسطيني للعمل أو الحصول على تصريح لدخول إسرائيل من أجل العلاج أو لزيارة الأقارب. ويسعى مسؤولو الصفحة للظهور بالمظهر الإنساني، مثل الإعلان عن عشرة الاف وظيفة في إسرائيل للعرب، فلا داعي للتسلل والعمل بصورة غير شرعية. والذي يحدث أن البعض يستسهل الدخول إلى هذه الصفحة ويقوم بالدردشة، مما يسهل على أصحابها تحقيق غاياتهم الاستخبارية. وتنسق هذه الوحدة مع السلطة الفلسطينية بشأن خروج الرئيس الفلسطيني من الضفة الغربية إلى الخارج أو الموافقة على دخول وفود سياسية وثقافية ورياضية وغيرها إلى الأراضي الفلسطينية. وقد تم تعيين ضابط درزي برتبة لواء على رأسها. ويتابع الصفحة نصف مليون فلسطيني.
إن المواقع الإسرائيلية باللغة العربية لا حصر لها. منها واحد لـ "الموساد" ومواقع للوزارات الأخرى والهدف منها دائماً هو التطبيع مع الشعوب العربية. وتحذر السلطة الوطنية الفلسطينية و"حماس" من التعامل مع هذه الصفحات لأنها استخبارية بامتياز.
ماذا عن مراسلي وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأراضي المحتلة؟
لمعظم مراسلي الصحف العبرية الذين يجيدون العربية ويقومون بتغطية الأحداث في الضفة الغربية، خلفيات أمنية، مثل روني شيكد مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" الذي كان قد عمل محققاً في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي المحلي (الشاباك). وكذلك يوني بن مناحم، المحلل في التلفزيون الإسرائيلي، وهو ضابط احتياط، وشمعون شيفر من صحيفة "يديعوت" أيضاً، ذو العلاقات الواسعة مع الطبقة السياسية، وايتان بن الياهو، قائد سلاح الجو الأسبق، وعاموس ملكا المحلل العسكري في القناة الأولى الذي كان رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، ويهود عاري، وهو من أصل عراقي كان ضابطاً في المخابرات الإسرائيلية، بالإضافة إلى إيهود يعاري ورون بن يشاي وبنحاس عبري وزئيف شيف وغيرهم.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك