الشرق الأوسط

هل يصطف ماكرون خلف صفقة القرن؟

اعتبر وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد ان الشرق الأوسط دخل حقبة جديدة نحو الازهار والامن بعد توقيع الامارات وإسرائيل على معاهدة سلام تماشت مع رؤية الامارات لمنطقة مستقرة مضيفا ان الامارات تتطلع الى فتح المزيد من افاق التعاون الجديدة لصنع السلام والى الفرص الاقتصادية التي يفتحها الاتفاق في المنطقة.

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون © رويترز
إعلان

أضاف بن زايد خلال لقائه بوزيري خارجية إسرائيل غابي اشكنازي وألمانيا هايكو ماس في برلين ان الاتفاق يغير من التفكير التقليدي بشأن سبل معالجة تحديات المنطقة مع تركيزها على خطوات عملية ذات نتائج ملموسة

التخلي عن الفلسطينيين

كلام وزير الخارجية الألماني يعكس ما الت اليه اوضاع الفلسطينيين. فحتى الامس القريب كانوا في ظل تفاوت موازين القوى لصالح إسرائيل. فقبل التوقيع على معاهدتي التطبيع بين إسرائيل وكل من الامارات والبحرين كان الفلسطينيون يعولون على موقف خليجي داعم لمبادرة السلام العربية المتمسكة بحقوق الفلسطينيين وبمبدأ الأرض مقابل السلام. ولكن بعد التوقيع على المعاهدتين حصلت إسرائيل على السلام من دولتين خليجيتين ولم يحصل الفلسطينيون لا على الأرض ولا على السلام.

على غرار اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع إسرائيل التي لم تجلب للعرب السلام تمكنت إسرائيل من قضم المزيد من أراضي الضفة الغربية بالرغم من اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الفلسطينية وساعدها الفلسطينيون على تحقيق ذلك من خلال الشرخ بين الضفة الغربية وقطاع غزة والخلافات بين حركتي فتح وحماس.

هل يصطف ماكرون خلف ترامب ؟

أحد أوجه الخطر على الفلسطينيين يكمن في المؤشرات التي بدأت تظهر على الموقف الفرنسي من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والذي كان يتمسك دائما بتسوية تقوم على القرارات الدولية وأيضا بمبادرة السلام العربية وتؤدي الى حل الدولتين.

فالسفير الفرنسي في تل ابيب أريك دانون ابتعد عن الموقف الفرنسي المعلن من القضية الفلسطينية وفقا لصحيفة لو بوان الفرنسية، حيث قال في مؤتمر عبر الهاتف تضطمه مركز النيت للأبحاث الذي يعمل على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ان المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل تخص إسرائيل وان فرنسا لن تفاوض عنهم.

السفير الفرنسي دعا أيضا الى الاخذ بالاعتبار المعطيات الجديدة التي نشأت في اشارة الى اتفاقي التطبيع مع الامارات والبحرين للعودة الى المفاوضات التي لا يعلم أحد إذا ما كانت ستؤدي الى حل الدولتين ام لا.

وما نفضله نحن قال السفير الفرنسي، هو حل الدولتين وبمقدورنا ان نقبل باي حل يرضى به الفلسطينيون. وهذه الجملة تعيد الى الاذهان موقف الرئيس الأميركي دونالد تراب في العام 2017 ، بل انها تشكل ترجمة حرفية لما قاله سيد البيت الأبيض  .

ويرى السفير الفرنسي السابق دني بوشار الذي شغل منصب مدير شمال افريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية اننا بتنا نشهد على تحول الموقف الفرنسي باتجاه الموقف الأميركي.

ففرسنا كانت دائما تطالب بحل الدولتين كطريق واحد للتوصل الى السلام العادل والدائم.

وقد يكون خطاب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الجمعية العامة للأمم المتحدة البداية الرسمية لهذا التحول. حيث رأى ان إقامة العلاقات بين إسرائيل والامارات والبحرين يجب ان يدعو الى إيجاد الاسبل والأساليب لمفاوضات حاسمة تسمح للفلسطينيين بالحصول على حقوقهم بالنهاية وإيجاد دولة لهم.

ولم يتطرق ماكرون الى حل الدولتين في خطابه وان كان قد شدد على انه لا يؤمن بسلام يقوم على الهيمنة والذل حتى لو كان سيعوضه المال لأننا لا نعوض اذلال شعب من خلال المال.

هذا الكلام اشبه بالرد الاستباقي على ما جاء في كلمة وزير خارجية الامارات في برلين . وهو بالرغم من قوته لا يخفي ان باريس بدأت تأخذ منعطفا بالنسبة لعملية السلام قد يمهد لها الاصطفاف خلف صفقة القرن الأميركية التي يسوق لها عبدالله بن زايد . فلا أحد يعلم كيف ستكون الحقبة الجديدة التي يتحدث عنها وزير خارجية الامارات خاصة ان المنطقة حبلى بالصراعات الإقليمية وبالتنافس بين القوى الإقليمية الكبرى على النفوذ من ناحية ان كان في سوريا او في العراق او لبنان من ناحية او بين القوى العالمية من ناحية أخرى. فالنفوذ الروسي في المنطقة يزداد ان من خلال تغييره لنتائج الصراع على الأرض في سوريا او من خلال مبيعات الأسلحة الروسية او دور الدبلوماسية الروسية.

وايران جارة الامارات تخوض معركة كسر عظم مع إدارة دونالد ترامب .

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يسعى لتكريس نفسه زعيما للمسلمين السنة في العالم ولكن الأهم من كل شيء يبقى الشعب الفلسطيني الرقم الصعب. فهو سيواصل النضال ن اجل استعادة حقوقه وهو وحده اليوم القادر على افشال صفقة القرن الهادفة الى عزله لتصفية قضيته حتى لو اصطف جزء من العرب والغرب خلف خطة ترامب وربما معهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون علما ان الرئاسة الفرنسية تؤكد ان تغييرا لم يطرا على الموقف الفرنسي من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومن حل الدولتين

 

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية