هل يحمي فايسبوك زعيم حزب الله؟

وأصبت بحيرة شديدة، نظرا لأنني لم أنشر في يوم من الأيام أي دعوات للعنف أو القتل أو الإرهاب، ولم أروج لأي نوع من الكراهية ضد أي شخص بسبب دينه أو عرقه، وبالتأكيد لن تجدوا على صفحتي أي صور أو تعليقات ذات طابع إباحي.

وبالتالي لم أفهم سبب هذه العقوبة التي فرضها علي مارك زوكربيرغ، ويجب التنويه إلى أننا كنا في فترة الصعود الكبير للانتفاضة اللبنانية، واكتشفت أنني نشرت رابط لمقال تحليلي يحمل انتقادات لحسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني.

وهنا أيضا يجب التنويه إلى أن لغة المقال كانت محترمة والانتقادات مطروحة بصورة تراعي أصول اللياقة، وهو ما أعجبني في المقال.

ولكن فايسبوك كان له رأي مختلف، فحذف ما نشرته مشيرا إلى مخالفته لقواعد النشر على شبكة التواصل الاجتماعي وأعلمني بالعقوبة، فطلبت بإعادة النظر في هذا التقييم، وبعدها بساعات قليلة عادت الشبكة لتؤكد حكمها السابق، وبذلك خسرت الاستئناف، وأصبح حكم الأربع وعشرين ساعة واجب النفاذ.

والسؤال يتعلق بآليات حجب هذا المستخدم أو ذاك وما هي المعايير، هل هناك أسماء مثل حسن نصر الله يؤدي نشرها للحجب ... لا أعتقد ذلك لأن الكثيرين ينشرون هذا الاسم.

هل هي تبليغات ضد ما نشر، قد يكون أنصار حزب الله يقومون بها ضد كل من ينتقد زعيمهم ... ربما هو الاحتمال الأكبر، ولكن هذا يعني أنه يكفيني أنا ومجموعة من الأصدقاء أن نقوم بعدد من التبليغات ضد منشور معين ليتم حجبه، دون التحقق من صحة اعتراضاتنا.

برز هذا الخلل واضحا أثناء جلسة استماع مارك زوكربيرغ أمام الكونجرس الأمريكي، عندما سألته نائبة عن نشر السياسيين لأخبار كاذبة، فاعترف أن سياسة فايسبوك تقضي بعدم حذف هذه الأخبار طالما كان ناشروها سياسيين معروفين. ولكن هذا الموقف يخفي مصلحة اقتصادية تتعلق بالدعايات الانتخابية المدفوعة، خصوصا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

إلا أن الطريف هو ما قامت به نائبة من يسار الحزب الديمقراطي بعد تصريحات مؤسس فايسبوك، إذ قالت على صفحتها إن مارك زوكربيرغ أعلن عن دعمه للرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة ... ونظرا لأنها سياسية معروفة لا يمكن حجب ما نشرت.