إي ميل

مدى جدية فيسبوك بعزمها حذف فيديوهات الديب فيك والصور المفبركة المضللة قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية

نشرت في:

تسأل نايلة الصليبي في "إي ميل" مونت كارلو الدولية، عن جدية اعلان شركة "فيسبوك "عن سلسلة إجراءات لإزالة الفيديوهات و الصور المفبركة من المنصة في العام الذي ستجرى فيه الإنتخابات الرئاسية الأمريكية.

أعلنت شركة "فيسبوك "عن سلسلة إجراءات لإزالة الفيديوهات و الصور المفبركة من المنصة في العام الذي ستجرى فيه الإنتخابات الرئاسية الأمريكية.
أعلنت شركة "فيسبوك "عن سلسلة إجراءات لإزالة الفيديوهات و الصور المفبركة من المنصة في العام الذي ستجرى فيه الإنتخابات الرئاسية الأمريكية. © نايلةالصليبي-فيسبوك
إعلان

في جولتي على بعض التقنيات التي تطورت بشكل كبير عام 2019 التي ستؤثر في عام 2020 تطرقت إلى تقنية "الديب فايك"، حذرت من قدرة تقنية الـ DeepFake، على التلاعب بمشاعر الناس وتقويض الحقيقة وخلق الإبهام وتوليد الخلط لدى المشاهد وزرع الشقاق على نطاق واسع. فهي تقنية تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لدمج وتركيب الصور ومقاطع الفيديو قادره على تغيير أطر الفيديو frame by frame، لاستبدال وجه شخص ما بوجه شخص آخر، أو تغيير خلفية المشهد في الفيديو، حذف أو إضافة كائنات أو أناس غير موجودين في الواقع. وتحوير الكلام. هذا الجيل الجديد من البيانات "المزيفة" يشكل تحديا حقيقيا لوسائل الاعلام وللمستخدمين في مواجهة الأخبار المضللة والمعلومات المفبركة خاصة أن هذا العام سيشهد في 3 من نوفمبر الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ونعرف منذ عام 2016 ما كان دور الأخبار المضللة على المنصات الاجتماعية على مسار الديمقراطيات في العالم.


ففي هذا الإطار وبعد انتقادات عدة، أعلنت شركة فيسبوك يوم الإثنين أنها ستعمل على كشف هذه الفيديوهات المركبة وسيتم ازالتها من المنصة. حسب مونيكا بيكيرت،المسؤولة عن إدارة السياسات العالمية ، التي ذكرت بمسابقة أطلقتها "فيسبوك" في سبتمبر 2019 Deep Fake Detection Challenge التي تقترح فيها الشركة مكافأة مالية بنصف مليون دولار لمساعده الباحثين على تطوير الخوارزميات والتقنيات لكشف الفيديوهات المفبركة بتقنية الديب فيك. كانت فيسبوك قد استثمرت عشرة ملايين دولار في مبادرة مماثلة، بالمشاركة مع "أمازون"، "مايكروسوفت"، "بي بي سي"، وأيضا جامعه بيركلي ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا  MITلوضع تقنيات واستراتيجية مواجهة "الديب فيك".
 أوضحت مونيكا بيكيرت انه تم عقد شراكات مع جامعات وحكومات ومؤسسات صناعية متخصصة للمساعدة على وضع آليات وأدوات لكشف من يقوم بعمليات التزييف. هذا وكانت قد تعاونت شركة "فيسبوك" مع وكاله "رويترز" لتقديم دوره مجانية على الإنترنت لمساعدة الصحفيين على رصد وتحديد أشرطه الفيديو "الديب فيك".
كما كشفت مونيكا بيكيرت  عن بعض إجراءات "فيسبوك" لمواجهة انتشار الفيديوهات المفبركة كالتحقيق في المحتوي الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي وأيضا التحقيق بالسلوكيات الخادعة كالحسابات المزيفة. هذا بالإضافة طبعا لسياسة النشر الخاصة بفيسبوك لإزالة المنشورات التي تنتهك معايير وسياسة "فيسبوك". غير أن المستغرب في هذه الشروط أنها لا تمتد للمحتوى الذي هو محاكاة ساخرة أو هجاء، أو الفيديو الذي تم تحويره وتحريره فقط لحذف أو تغيير ترتيب الكلمات. هذا يعني أن فيديو نانسي بيلوسي، الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب الأمريكي، الذي تبدو وكأنها سكرى تبحث بتردد عن كلماتها في منتصف مؤتمر صحفي. وباراك أوباما الذي يتلفظ بكلمات بذيئة لدونالد ترامب. فهذه لا تخضع لسياسة الحذف.
هل يمكن أن نعتبر ان هذه المبادرة هي عملية تحسين سمعة ام محاولات جدية لمواجهة الأخبار المضللة من قبل "فيسبوك" ؟ خاصة بعد إثارة مقال غامض في مجلة Teen Vogue جدلا كبيرا في الولايات المتحدة الأمريكية والذي أعتبر مقال دعائي لفيسبوك عن 5 نساء يحمين الانتخابات الأمريكية على "فيسبوك"! حيث تخبطت إدارة تحرير المجلة بين وسّمه بكونه مقال دعائي، ثم حذف هذا الوسّم و من ثم أختفى المقال عن منصة  Teen Vogue .بالإضافة إلى الضجة حول  رسالة داخلية وجهها لموظفي "فيسبوك"    Andrew Bosworth،المسؤول عن قسم الواقع الافتراضي والواقع المعزز في "فيسبوك". نشرتها صحيفة النيويورك تايمز  تحت عنوان "تأملات لعام 2020" ، أكد فيها على مسؤولية "فيسبوك" في انتخاب دونالد ترامب، مشددا على أن انتخابه لم يكن سببه المعلومات المضللة الروسية أو ما قامت به  شركة "كامبريدج أناليتيكا" التي جمعت بيانات شخصية عن المستخدمين دون علمهم لاستخدامها لأغراض الدعاية السياسية والتلاعب بمشاعر الناخبين ، بل حسب  Andrew Bosworth "لإطلاقه أفضل حملة دعائية على الإنترنت" من خلال استخدام "الأدوات التي وضعها الموقع في تصرف الحملة، لإظهار المضمون المناسب للفئة المناسبة من الأشخاص".

ما يعني ان ما تقوم به شركة "فيسبوك" هي حملة منظمة لتبرئة "فيسبوك" من مشكلة نشر المعلومات المضللة والمساهمة في الحملات التضليلية واستهداف الناخبين. و الدور الروسي في هذا التلاعب . تعتبر أيضا محاولة طمس خطورة عدم حماية "فيسبوك" لبيانات المستخدمين. أذكر انه من خلال شركة "كامبريدج أناليتيكا" تم حصد بيانات أكثر من 50 مليون مستخدم لموقع "فيسبوك"، واستغلالها من خلال دراسة سيكولوجية المستخدمين لأهداف سياسية، التي( ربما ما زالت التحقيقات مستمرة)  قد اثرت على نتائج استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة،  وربما  كان لها تأثير على نتائج أكثر من 200عملية انتخابية في انحاء العالم  .

يثير التساؤل أيضا و الشك بنية  منصة "فيسبوك"  هو تشديد المنصةعلى قرارها بعدم منع الإعلانات السياسية على صفحات المرشحين على فيسبوك  و عدم تدخلها لحجبها في حال نشرها لأخبار مضللة و معلومات مفبركة غير صحيحة ؟

يبقى أن بالرغم من كل الإجراءات على المستخدم ان يتمتع بالوعي والثقافة الإعلامية وتحكيم المنطق لمواجهة الأخبار المضللة.

يمكنكم التواصل مع نايلة الصليبي عبر صفحة برنامج "إي ميل" مونت كارلو الدولية على لينكد إن تويتر @salibi و @mcd_digital وعبر موقع مونت كارلو الدولية مع تحيات نايلة الصليبي

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى