حدثناكم الأسبوع الماضي عن المقال الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، وكان مقال رأي كتبه برنامج ذكاء اصطناعي، وأثار الأمر الضجة الدعائية التي سعت إليها الصحيفة، ولكنه ظل خبطة للترويج.
اليوم نحدثكم عن موضوع مشابه، مع إعلان موقع "القاهرة ٢٤" الإخباري أنه طور ويستخدم برنامجا للذكاء الاصطناعي لانتاج الأخبار الاقتصادية وإعلانات التوظيف بصورة آلية ودون تدخل بشري.
ويفيد الباحث الإقتصادي محمود نجم، أنه طور برنامجا يقوم بتحويل الأرقام إلى بيانات صحفية، ويضرب المثال بارتفاع نسبة شراء الأسهم في البورصة وهذا يترجم إلى ارتفاع الثقة في الاقتصاد المصري، وهو يؤكد أن الهدف من هذا البرنامج هو تفريغ طاقات الصحفيين للمهام التي تتطلب مجهوداً في العمل الاستقصائي، بحيث لا يكون الصحفي أسيراً للموضوعات التي يجب أن ينتجها في الإطار الإخباري.
كما يقوم الموقع باستخدام هذه الأداة لنشر إعلانات التوظيف بالتعاون مع عدد من مواقع التوظيف، حيث يتولى البرنامج نشر هذه الإعلانات بصورة مستقلة تماما.
ويعتزم الموقع تطوير البرنامج قبل نهاية العام الحالي بحيث يتمكن من قراءة الأخبار المنشورة في المواقع الإخبارية، ومواقع الطقس، والمواقع الاقتصادية، ويقوم بعد ذلك بإنتاج تقارير صحفية بصورة مستقلة عن التدخل البشري.
وأوضح محمود المملوك، رئيس التحرير أن المرحلة الثالثة من المبادرة تركز على إنتاج نشرات اقتصادية، وإخبارية شاملة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
موقع "القاهرة ٢٤" لم يقدم الجديد، ذلك إن الكثير من المواقع الإخبارية في العالم تستخدم، بالفعل، تقنية الذكاء الاصطناعي لإنتاج الأخبار القصيرة، ونشرات المناخ ونتائج المباريات الرياضية ... الخ.
كما يجب القول أن صياغة الأخبار القصيرة نشرات المناخ ونشرات البورصة، لا تتطلب مهارات صحفية بشرية، في حد ذاتها، وبرامج الذكاء الاصطناعي قادرة على صياغتها ونشرها بصورة أسرع من الصحفي، ويمكن بالفعل أن تفرغ الصحفيين لإنتاج مقالات أو تحقيقات صحفية أكثر تعقيدا.
ولكن يجب ألا ننسى أن اختيار الأخبار وصياغتها هي المرحلة الأولى في تدريب الصحفيين المبتدئين، وتلعب دورا هاما في تطوير قدراتهم على فرز الأخبار ووضع هرمية لأهميتها بالنسبة للقارئ أو المستمع أو المشاهد.
ومقولة الباحث الاقتصادي محمود نجم من أن ارتفاع نسبة شراء الأسهم تعني ثقة السوق في اقتصاد معين أو العكس في حال انخفاض نسبة الشراء، هو صحيح من حيث العنوان العريض، ولكننا نتابع الكثير من تحليلات الاقتصاديين، وتحديدا في مصر، التي توضح في حال انخفاض نسبة الشراء أن الأمر يعود لأسباب أخرى ولا علاقة بالضرورة بتراجع ثقة السوق في الاقتصاد.
ربما كانت الأمور أكثر تعقيدا من قدرات الذكاء الاصطناعي، على الأقل في عصرنا الراهن.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك