تعود نايلة الصليبي في "إي ميل" مونت كارلو الدولية، لشرح استراتيجيات شركة فيسبوك لجذب المستخدمين. وكيفية تلاعب خوارزميات الشركة، من خلال بيانات المستخدمين، بمشاعرهم بهدف الربح المادي. وكيف يمكن أن يؤثر ادمان المستخدمين على المنصة على صحتهم العقلية.
فيسبوك خطر على الديمقراطية
عام 2017 كتبت مقالا عن خوارزميات فيسبوك الغامضة التي تخطف عقل المستخدم وتسلب حياته. وكنت أيضا قد تطرقت لكيفية تهديد منصة فيسبوك ونموذجها الاقتصادي للديمقراطية في العالم من خلال دورها السلبي في التلاعب بالرأي العام، عن طريق نشر الأخبار المضللة والتلاعب بمشاعر المستخدمين بهدف الربح المادي.
جاءت بعد ذلك جلسات الاستماع في الكونغرس الأمريكي للتحقيق بالتدخلات الأجنبية في تلويث والتأثير في حملة الانتخابات الأمريكية، وأيضا التلاعب بمشاعر المستخدمين من خلال استغلال بياناتهم على المنصة؛ كما كشفت استخدام الفريق الرقمي لحملة دونالد ترامب وشركة كامبريدج اناليتيكا، السيئة الذكر، لبيانات فيسبوك لتجييش الناخبين.
كما سلط تحقيق الضوء مؤخرا من القناة الرابعة الإخبارية البريطانية على كيفية استخدام فريق حملة ترامب في الانتخابية عام 2016 بيانات 200 مليون ناخب أمريكي لاستهدافهم عبر المنصات الاجتماعية. في الملف الضخم من البيانات الذي حصلت عليه القناة الرابعة، كشف أنه تم وضع أكثر من 3.5 مليون ناخب من أصل أفريقي في فئة أطلق عليها اسم "الردع"، أو مشروع Deterrence بهدف دفعهم إلى الامتناع عن التصويت من خلال التأثير على مشاعرهم عبر المنصات الاجتماعية وبالتحديد فيسبوك.
استخدام منصة فيسبوك لأساليب ولاستراتيجيات شركات التبغ العملاقة لتعزيز الإدمان
كذلك عبر تيم كيندال، وهو أول مدير لاستثمار منصة فيسبوك، عن خجله بما وصلت إليه منصة فيسبوك واهتمام مارك زوكيربرغ بالمادي قبل البشري. وذلك خلال شهادة له يومالخميس 24 سبتمبر 2020 أمام لجنة الطاقة والتجارة، في الكونغرس الأميركي، وعبر عن مدى خيبة أمله من دوره داخل شركة فيسبوك، وعواقب سياسة هذه المنصة على مئات الملايين من المستخدمين.
المثير في شهادة تيم كيندال أمام لجنة الكونغرس، هو الكشف عن استخدام منصة فيسبوك لأساليب ولاستراتيجيات شركات التبغ العملاقة لتعزيز الإدمان، وماثل ضرر ادمان فيسبوك على الصحة بضررادمان التبغ.
أشار تيم كيندال إلى أن شركات التبغ العملاقة لتعزيز الإدمان ولجعل النيكوتين أكثر قوة وإدماناً، تضيف لصناعة السجائر السكر والمينثول Menthol، "لكي يحتفظ المدخن في رئتيه بالدخان لفترة طويلة من الزمن".
نفس الأسلوب اتبعته شركة فيسبوك لتعزيز الإدمان على المنصة من خلال تحديثات الستاتوس status، و- "تاغ"- وسم الصور بين الأصدقاء وأفراد العائلة، وبالطبع زر الإعجاب الشهير الذي شبهه مطوره جستين روزنشتاين بالمخدر .
يضيف تيم كيندال أن "المنصة جعلت من السمعة شيئا رئيسيا ما وضع الأسس لخلل الصحة العقلية لدى المراهقين والشباب".
أخرجت خوارزميات فيسبوك أسوأ ما فينا
تتطرق أول مدير لاستثمار منصة فيسبوك أيضا إلى المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة التي "مثل دخان التبغ تعمل على التسلل لمنطقة أكبر من الرئتين". أي الانتشار الأوسع. والتي بدورها "تغذي تعزيز مشاركة المستخدمين. وزيادة الوقت الذي يقضيه في بيئة المنصة". كنت قد حدثتكم عن اقتصاد الانتباه.
كما شبه تيم كيندال مادة الأمونيا في التبغ، التي تسهل امتصاص النيكوتين وتقوي ادمان المدخنين، شبهها بالمحتوى العنيف. فالمحتوى الذي يثير الدماغ ويزيد اهتمام المستخدم، هو المحتوى الذي يثير العواطف القوية، أي الغضب والعنف والكراهية، وهذا ما يدفع المستخدم إلى التفاعل، وتتفاعل معه خوارزميات فيسبوك التي تدعم التزام المستخدم وبذلك تدعم المحتوى العنيف وخطاب الكراهية الذي يرفع التفاعل.
قال تيم كيندال: " أخرجت هذه الخوارزميات أسوأ ما فينا."
كما حذر من خطر عمل المنصات الاجتماعية "على تعزيز ادمان المستخدم، ما يجعله أكثر اكتئابًا وقلقًا".
هل وصلت الرسالة...
دعوني اذكركم بما قاله منذ سنوات شون باركر وهو من اول المستثمرين في شركة مارك زوكيربرغ وأول رئيس تنفيذي لشركة "فيسبوك" .المخضرمين على الشبكة يتذكرونه، فهو مؤسس منصة "نابستر" لتبادل الملفات الموسيقية الند للند عام 1999 .الذي اتّهم فيسبوك باستثمار "الهفوات الموجودة في سيكوليجية البشري لجني المال"، وحذر قائلا: "لقد ساهمنا في خلق شيء لا نعرف ما هو، وما مدى تأثيره على دماغ أطفالنا" .
يمكنكم التواصل مع نايلة الصليبي عبر صفحة برنامج "إي ميل" مونت كارلو الدولية على لينكد إن تويتر @salibi و @mcd_digital وعبر موقع مونت كارلو الدولية مع تحيات نايلة الصليبي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك