خبر وتحليل

حلف شمال الأطلسي أو الملك العاري

نشرت في:

فرنسا تتحرك في الساحل نيابة عن الجميع" هذا ما أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ختام لقائه في باريس مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في إطار التحضيرات لقمة الحلف المصغرة التي تعقد في لندن في بداية ديسمبر / كانون الأول المقبل.

اجتماع لحلف شمال الأطلسي في واشنطن يوم 4 أبريل2019
اجتماع لحلف شمال الأطلسي في واشنطن يوم 4 أبريل2019 ( أ ف ب)
إعلان

كما أكد الرئيس الفرنسي أنه يتحمل مسؤولية تصريحاته التي اعتبر فيها أن حلف شمال الأطلسي في حالة موت سريري، قبل بضعة أيام، وهي التصريحات التي أثارت جدلا كبيرا بين أعضاء الحلف.

يجب القول إن حديث ماكرون بشأن التحرك الفرنسي في الساحل يأتي بعد مقتل ثلاثة عشر عسكريا فرنسيا في تصادم مروحيتين أثناء عملية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة، وقد أوضح الرئيس الفرنسي أنه مستعد لمراجعة كل الخيارات الاستراتيجية الفرنسية في الساحل وأن مشاركة أكبر للحلفاء ستكون مفيدة.

وإذا كانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد سارعت للرد قائلة إن الحلف هو الذي يضمن الحرية والسلام منذ ٧٠ عاما بفضل الأصدقاء الأمريكيين، إلا أن ما قاله ماكرون وصمم عليه هو الحقيقة التي يعترف بها الجميع في الكواليس، وما قام به ماكرون، وفقا لأحد المحللين الفرنسيين، هو الجهر بأن الملك عاري، في إشارة للقصة الشهيرة حول الملك الذي اعتقد أنه يرتدي لباسا جديدا من نوع خاص، بينما كان عاريا.

وأزمة الأطلسي بدأت منذ وقت مبكر، وقبل وصول دونالد ترامب إلى السلطة، مع دعوات الرئيس السابق باراك أوباما لكي يعزز الأوربيون من قدراتهم الدفاعية المستقلة، والتجاهل الذي قوبلت به هذه الدعوات هو الذي سمح لترامب بتصعيد الحملة ضد شركاء واشنطن في الحلف وتلويحه بتخفيض المشاركة المالية الأمريكية، وهو ما أشار إليه ماكرون عندما دعا من يتحدثون عن تقاسم التكاليف للمشاركة في مراسم تأبين العسكريين الفرنسيين.

وبعيدا عن كل هذا الجدل فإن المطروح والذي يثير أزمة بنيوية في الحلف يتعلق بتحديد مهامه الاستراتيجية وأعدائه الأساسيين، وبينما ترى فرنسا أن مكافحة الإرهاب في سوريا والساحل هي المهمة الرئيسية حاليا للأطلسي، يتخبط الحلفاء في جدالات حول التمويل والقدرات الدفاعية الأوروبية والموقف من روسيا وإيران.

وإذا كانت مهمة الحلف هي مكافحة الإرهاب فإن الفرنسيين يتساءلون عن الحليف التركي الذي اتخذ قرارات أحادية الجانب بالهجوم على القوات الكردية التي قادت المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ووضع حلفائه الأطلسيين أمام الأمر الواقع.

انتقادات رد عليها أردوغان بالقول أن ماكرون هو المصاب بموت سريري، وهو رد أسباب عنفه واضحة، ذلك إن غياب المظلة الأطلسية عن تحركات السلطان التركي يضعه في موقف غاية في الصعوبة.
 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية