هللت وسائل الإعلام في العالم لتقدم جو بايدن النائب السابق للرئيس أوباما على منافسه اليساري بريني ساندرز، فيما يسمى بيوم الثلاثاء الكبير، في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي الذي سيواجه دونالد ترامب.
اختيار مندوبي الولايات لمؤتمر الحزب الديمقراطي الذي سيختار مرشح الحزب في يوليو/تموز المقبل، لم ينته بعد، ولكن يوم الثلاثاء الكبير يكتسب أهمية خاصة، إذ يتم فيه اختيار ثلث مندوبي المؤتمر.
ولكي تكون الصورة أكثر وضوحا فإن نتائج الولايات التي صوتت حتى الآن تفيد بحصول بايدن على ٦٦٦ مندوبا ساندرز على ٥٨٨ إلى جانب ١٠٦ لبلومبيرغ و٩٨ لوارن، والمرشحان الأخيران انسحبا من السباق لصالح بايدن، الذي حشدت المؤسسة التقليدية للحزب، وعلى رأسها باراك أوباما، كل إمكانياتها لمنحه هذه الدفعة القوية.
ويأتي رد الفعل الأكثر أهمية على نتائج "الثلاثاء الكبير" من وول ستريت التي حيت ـ إلى جانب الإعلام ـ تقدم بايدن وارتفع مؤشر داو جونز للبورصة الأمريكية بما يتجاوز ٤,٥٪، كما ارتفع ناسداك مؤشر شركات التكنولوجيا بما يقارب ٤٪، وبإلقاء نظرة أكثر تفصيلا، نكتشف أن الأسهم التي حققت هذه القفزة في المؤشر العام كانت أسعار أسهم شركات القطاع الصحي، سواء شركات التأمين الصحي أو صناعات الأدوية، ذلك إن ساندرز يقترح في برنامجه نظام تأمين صحي شامل تضعه وتديره الدولة، بينما يكتفي بايدن ببعض التعديلات على أنظمة التأمين الصحي الخاصة.
ورد فعل البورصة يوضح طبيعة التحالف المعادي للمرشح اليساري، والذي تقوده المؤسسة التقليدية في الحزب الديمقراطي نفسه، خصوصا وأن ساندرز تعهد في برنامجه بإصلاح تركيبة الحزب، ومكافحة المؤسسة التقليدية فيه.
الهدف المعلن للديمقراطيين هو مرشح قادر على هزيمة ترامب، ويؤمنون أن المرشح الوسطي هو المرشح المجدي في مواجهة الرئيس الحالي، والمشكلة أن المرشح الديمقراطي الوسطي الحقيقي بالمقاييس الأمريكية كان بلومبيرغ، والذي قارنت الصحف الفرنسية بينه وبين ماكرون، بينما يكتسب بايدن كل أهميته السياسية من منصبه السابق كنائب لأوباما، وهو لم يقدم برنامجا محدد المعالم، بينما يطرح بيرني ساندرز، ومنذ زمن طويل، برنامجا لتغيير جذري، يثير مخاوف الطبقة السياسية، ولكنه يلقى تأييدا متزايدا لدى الناخبين.
الديمقراطيون يمكن أن يختاروا بايدن بالفعل، وهو الذي يقول إنه "رجل النتائج المضمونة" في مواجهة "وعود الثورة"، ولم ينتبه إلى أن الناخبين في مختلف بلدان العالم دخلوا إلى مرحلة جديدة منذ الأزمة المالية الكبرى عام ٢٠٠٨، وأن انتخاب رئيسه باراك أوباما في عام الأزمة كان وعدا بالثورة، وأن انتخاب ترامب كان، أيضا، وعدا بالثورة، ولكن في اتجاه آخر، بينما منيت مرشحة مؤسسات الحزب والدولة التقليدية هيلاري كلينتون بأبشع الهزائم.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك