خبر وتحليل

فيروس كورونا المستجد يطرح بحق أهمية العناية بملف التعليم عن بعد في العالم كله

نشرت في:

أصبح فيروس كورونا المستجد يرعب العالم كله. ومع ذلك فإن ملف التعليم عن بُعد هو أحد الملفات الأساسية التي لم تكن بلدان كثيرة في العالم كله لِتهتمَّ بها قبل أن يغدو الفيروس كابوسا لدى المسنين وغير المسنين في كل مكان تقريبا.

التعليم على بعد في أستراليا
التعليم على بعد في أستراليا © ( أ ف ب)
إعلان

وفي فرنسا على سبيل المثال سعى وزير التربية قبل أيام إلى محاولة طمأنة التلاميذ وأوليائهم وبخاصة أولئك الذين عادوا من الصين الشعبية وكوريا الجنوبية وإيطاليا بعد العطلة المدرسية. وقال الوزير الفرنسي إنه تمت تهيئة منصات قادرة على توفير التعليم عن بُعد لعشرات الآلاف من التلاميذ لمدة أسابيع. ولكن الوزير لم يستطع طمأنة التلاميذ وأوليائهم لعدة أسباب منها أن هذه المنصات قادرة مبدئيا في حال استخدام كل طاقاتها على تأمين دروس لستة ملايين تلميذ أي نصف عدد تلاميذ المدارس الفرنسية فقط.

وتعول فرنسا كثيرا على المركز الوطني للتعليم عن بُعد لمساعدتها على توسيع نطاق المستفيدين من دروس التعليم عن بعد في حال ارتفاع عدد المدارس المغلقة بسبب فيروس كورونا المستجد. ولا بأس أن نشير هنا إلى أن هذا المركز الذي يتخذ من مدينة بواتييه مقرا له تأسس عام 1939 أي خلال الحرب العالمية الثانية. وكان الغرض من تأسيسه يتمثل في تمكين جزء من تلاميذ فرنسا من الاستمرار في التعلم برغم الحرب. ونجح المركز في فرض نفسه شيئا فشيئا في فرنسا بعد الحرب العالمية حتى الآن. ووسع في العقود الأخيرة نطاق المستفيدين منه من التلاميذ وغير التلاميذ.  بل إن كثيرا من التلاميذ العرب الذين مرت بلدانهم أو تمر اليوم بفترات صعبة بسبب الحروب والنزاعات والإرهاب يتعلمون اللغة العربية عبر هذا المركز الفرنسي، يضاف إليهم أبناء كثير من الدبلوماسيين العرب الذين اهتدوا إلى أن متابعة دروس اللغة العربية عبر هذا المركز الفرنسي هي الوسيلة الأفضل لإتقان هذه اللغة بالنسبة إلى أبنائهم وبناتهم خلال حِلِّهم وتَرحالهم عبر بلدان غير عربية وعربية أيضا. 

وحتى لو افترضنا جدلا أن وزارة التربية الفرنسية قادرة في الأسابيع المقبلة على مضاعفة جهودها لرفع عدد المستفيدين من دروس التعليم التي يوفرها المركز الفرنسي للتعلم عن بعد، فإن ذلك غير كاف لمجابهة انعكاسات فيروس كورونا المستجد على قطاع التربية. فإمكانات المركز محدودة من جهة، وأساتذة التعليم الابتدائي والثانوي الذين تلقوا دورات تدريبية في مجال التعليم عن بعد في المدارس الابتدائية والثانوية خارج إطار المركز لايزالون قلة من جهة ثانية. زد على ذلك أن التلاميذ وأولياءهم ليسوا في غالبيتهم قادرين على توفير الظروف المالية وغير المالية للاستفادة من دروس التعليم عن بعد.

ورغم أن فرنسا بلد متقدم، فإن الجامعات الفرنسية لاتزال حتى الآن في بداية الطريق في عملية الانخراط في منظومة التعليم عن بعد. ويبدو اليوم واضحا أن فيروس كورونا المستجد فرصة ثمينة بالنسبة إلى فرنسا وبلدان كثيرة أخرى للانخراط بجدية في هذه المنظومة عبر مزيد من الأموال وإعداد مهارات بشرية قادرة على توظيف التكنولوجيا الحديدة والعوالم الرقمية لفائدة طالبي العلم والمعرفة.  ومن المفارقات التي أفرزها الفيروس في هذا الشأن أن الجامعات الصينية والإيرانية أظهرت في ما يخص هذا الشأن أنها تتكيف بشكل أفضل مع الفيروس مما هي عليه الحال في كثير من البلدان المتقدمة والنامية والتي تتنزل منزلة وسطى بين هاتين المجموعتين.

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى
  • Image carrée
    02/06/2023 02:47
  • Image carrée
    01/06/2023 02:42
  • Image carrée
    31/05/2023 02:41
  • Image carrée
    30/05/2023 02:40
  • Image carrée
    28/05/2023 02:56